صباح الجمعة 

أرمنيوس المنياوي يكتب: عن بيت الزوجية  

أرمنيوس المنياوي
أرمنيوس المنياوي

تقريبا لم أكتب مقالات إجتماعية من قبل، ولاسيما تلك التي تناقش مشاكلنا الأسرية، والتي زادت عن الحد في السنوات الأخيرة.. طبيعي أن الأسرة هي نواة المجتمع، وأن صلحت تلك الأسرة الصغيرة صلح حال المجتمع لأن النواة الصغيرة هي نواة للكبيرة.. بل لو  صلح حال المجتمع صارت دولتنا قوية وثرية الفكر والعلم والثقافة مما يأخذها في مكانة يتمناها الأسوياء من أبنائها.

كنت للتو دخلت حجرتي وبدأت في تناول الدواء قبل عشاء أحد الأيام عندما حدثتني وحدثت نفسي نفسها في كلامها الذي لم يكن غريبا ولكنه مدهشا.. قالت ؛ زوجي يهملني ولايبالي بي وكل تفكيره ينصب في أنه يأتي بالأموال ومصاريف البيت ولكنه غالبية الوقت خارج جدران البيت ماشي على حل شعره مثلما يقولون هكذا هي حياته معي.. يفعل كيفما شاء.. قولت لها تقريبا غالبية الرجال هذا الزوج.. نحن ليس لدينا ثقافية إجتماعية كاملة أو تحديدا ليس لدينا ثقافة تقديس بيت الزوجية ولدينا تعريفات كثيرة لتلك الثقافة وكلها لا ترضي الزوجة فهي تجد نفسها كم مهمل هكذا قالت محدثتي ..ومعلوم أن المرأة تحتاج لكلمة مشجعة فيها غزل ومحبة وعندما لا تجدها في بيتها فأنها طبيعي أن تميل لسماعها من الخارج والزن على الودان فاق السحر وهكذا الحال بالنسبة للرجل منا ولكن يستثني من ذلك الرجل أبو عين زايغة أو المرأة التي من نفس النوع فهذا قد يكون مرض مزمن مصاب به أي منهما.

لكن ما أود أن أقوله للسيدة الشابة والتي لم تتجاوز الخامسة والعشرين من عمرها صاحبة تلك الرسالة أن الزوج الذي  تركك ككم مهمل على أساس أنه يفي بإحتياجات البيت من أموال وأكل وشرب بكل تأكيد هذا خطأ وأن ما يتجاهله في البيت يتمناها كثرة من الصيع وشباب ورجال نواصي الشوارع  تحت مسمي مزعوم وكاذب أسمه الحب هو أمر جد خطير فليس بالخبز وملء البطون وحدها تتأسس وتقام البيوت ولكن أيضا بالكلام الجميل والملاطفة والإحتواء لأن ذلك  لايقل أهمية عن ملء البطون.

سيدتي الفاضلة معك كل الحق فيما تقولين وما ذكرتيه  مفهوم بكل أسف سائد عند الكثير من رجال هذا الزمان ومن ثم نحن نقيم في مساكن مهددة ليس بالإنفجار السكاني ولكن مهددة بالدمار لبيوت الزوجية في هذه الأيام وصار الإنفصال أو الطلاق هو الأقرب من الإستقرار والطلاق والإنفصال  أمور كثرت في مجتمعاتنا بشكل يدعوا لدق ناقوس الخطر ومطلوب مناقشتها لأنها لاتقل خطورة عما نعانيه في سبيل حصولنا على لقمة العيش أو عن أى خطر يهددنا.. فالإنفجار الداخلي أصعب وأمر سوءا على البشر من الإنفجار الخارجي.. هناك بيوت زوجية صارت قنابل موقوتة، لأنها تفتقد للإحتواء والملاطفة والسؤال ولاسيما بعد أن كثرت وسائل التواصل الإجتماعي تلك التي هزت جدران أسر كثيرة وبات الأمر يحتاج منا العودة مجددا إلى بيوتنا والإهتمام بزوجاتنا وأيضا هو ماينطبق على الزوجة ولكن الرجل هو المحرك لكل ذلك فهو عليه أن يكون رجل بكل ما تحمله الكلمة من معنى.. ليس رجل في حمل الأموال فقط.. بل بالمشاركة والمحاصصة لو أمكن ذلك وعليه أن يعمل لكي يصل للطرف الٱخر أو شريكة حياته بأن تشعر أنها كل شيئ بالنسبة له وحذاري من تصنع هذا لأن ذلك قد يأتي بنتائج عكسية تماما،  فالمرأة ذكية جدا.. وإحساسها عالي جدا والتعامل معها يحتاج مهارة خاصة.

أنت لست شوال فلوس أو كاشير أو خزينة أموال فقط ولكن عليك أن لا تستهزأ بالمشاعر والإحساس فهما أصليان في تأسيس بيت راسخ وقوي ومتين ..ليس منا جماد حتى يعيش بلا مشاعر ..مهلا فما توزعه من إبتسامات وكلمات لطيفة في الخارج ..منزلك يحتاج جزء بسيط منه حتي ترسخ عمدانه ويصير منزلا قويا من الصعوبة أن يهتز أو يفكر طرفا في الإنفصال أو الطلاق وهي حالات موجودة بكثرة وهناك تحت أسقف منازلنا العديدة مهدد بالإنفجار وفي تلك اللحظة لن ينفع البقاء على اللبن المسكوب.  سيدتي صاحبة الرسالة كتبت ماكتبت وأشعر بمعاناتك ولست وحدك ..فأنت تمثلين شريحة ليس قليلة في المجتمع لديهم نفس معاناة الإهمال .. وحقيقي ما نتجاهله في أيدينا يتمناها الكثير خارج بيوتنا تحت كلمات الحب المزعوم ..وإلى اللقاء مع رسالة إجتماعية جديدة.