شىء من الأمل

مسئوليتى الأولى

عبدالقادر شهيب
عبدالقادر شهيب

«الأمن القومي المصري مسئوليتى الأولى، ولا تهاون ولا تفريط فى حمايته» .. هذا ما أعلنه الرئيس عبدالفتاح السيسى بوضوح وحزم وحسم وقوة  بعد أن بدت  نوايا إسرائيلية فى دفع فلسطينى غزة لترك أراضيهم والنزوح إلى مصر فى سيناء، وهو ما يمثل تهديدا مباشرا وخطيرا للأمن القومى المصرى، خاصة أن النوايا الإسرائيلية لم تلق رفضا أمريكيا لها ..

لذلك جاءت تصريحات الرئيس فى وقتها تماما حتى يدرك الجميع، إسرائيل ومن يدعمها الآن، أن مصر لديها رئيس لن يفرط فى أمنها القومى، ولن يقبل مجرد طرح فكرة تهجير فلسطينى غزة إلى سيناء وتصفية القضية الفلسطينية على حسابنا..

وأن أرض سيناء التى رويت عدة مرات بدماء أبناءنا غير قابلة للمقايضة أو التنازل عن أية مساحة فيها لتكون وطنا بديلا للفلسطينيين كما يراود ذلك إسرائيليين وأمريكيين أيضا. 

ولقد كان الأمن القومى المصرى هو الشغل الشاغل للرئيس السيسى على مدى السنوات التى تولى فيها قيادة الدولة المصرية فى مواجهة أخطار عديدة أحاطت بِنَا من شتى الاتجاهات، غربا وجنوبا وشرقا، وفى ظل مخططات قوى كبرى لمنطقتنا تستهدف الهيمنة عليها، وأطراف إقليمية لها أطماع فى المنطقة، وبعض الأشقاء الذين تصوروا أنهم لا يحتاجون تكاتفا عربيا فى مواجهة الأخطار التى تطالنا جميعا . لذلك فإن الرئيس السيسى يقول ما يفعله منذ توليه مسئولية قيادة هذا البلد، وهو ما يجب أن يعيه الجميع الذين يتابعون الآن ما يجرى على أرض غزة، أو المنخرطين فيه من خلال الدعم الكبير الذى يمنحونه للإسرائيليين سواء سياسيا أو اقتصاديا أو عسكريا. حتى لا يجدون أنفسهم فى مواجهة مع مصر التى لن تتهاون أو تتقاعس عن حماية أمنها القومى وصيانة أرضها التى قاتلت بضراوة  لتطهيرها من الاحتلال ثم  الإرهاب ونجحت فى ذلك. 

إن الشعب المصرى وقت الشدة وفى مواجهة التحديات لا يتخلى عن قيادته وهى تقاتل من أجل حماية الأمن القومى المصرى، وتاريخنا يؤكد ذلك، بل على العكس تماما دوما يدعمها ويلتف حولها فى مثل هذه المواجهات، لأنه يدرك رغم كل شىء أن الأمن القومى مسئوليته هو أيضا  كما هى مسئولية الرئيس الأولى .. وهذا ما سوف يدركه أيضا من يهددون أمننا القومى.