قصـة اغنية

بسم الله.. الله أكبر

عبد الصبور بدر
عبد الصبور بدر

ظهيرة يوم 6 أكتوبر سنة 1973 كان بليغ حمدى يجلس بجانب الراديو الذى يذيع خبر عبور المصريين قناة السويس، ولكنه لم يهلل كما فعل الجميع، أدار قرص التليفون واتصل بالشاعر عبد الرحيم منصور وهو يطلب مقابلته أمام مبنى الإذاعة والتليفزيون.

كلاهما وصلا فى اللحظة نفسها، إلا أن أمن ماسبيرو رفض دخولهما، فصرخ بليغ: أين وجدى الحكيم؟.. وجاء وجدى وحاول أن يفهم بليغ أن ظروف الحرب تمنع دخولهما المبنى لأنه سيادي، فصرخ بليغ فى وجهه «هأعمل محضر فيكم أنكم رافضين تخلونى أغنى لبلدي» ووصل الأمر إلى بابا شارو مدير الإذاعة الذى سمح بدخولهما.

فى الممرات ألهم العاملون منصور وهم يهتفون الله أكبر، فجلس وكتب «بسم الله.. الله أكبر» وانتهى من كتابة الأغنية فى دقائق، وكانت المشكلة فى الكورال الذى يرددها والفرقة التى سوف تعزفها، فلم يتردد بليغ فى تجميع العاملين وتدريب أصواتهم على الأغنية!

ولم تستطع الإذاعة توفير فرقة، لعدم وجود ميزانية، فكتب بليغ إقرارا بأنه سيتكفل بمصاريف الأغنية، واتصل بأحمد فؤاد حسن الذى حضر فى الحال ومن بعده تقاطر أعضاء الفرقة على مبنى الإذاعة. 

رفض فؤاد تقاضى أى أجر وكذلك عبد الرحيم منصور، وجلس بليغ على السلالم يلحن الأغنية، وانتهى منها فى غروب يوم 6 أكتوبر، وعند منتصف الليل سجل الأغنية وأذيعت صباح اليوم التالى لتكون أول أغنية عن حرب أكتوبر.