«خَبِيرُ اللهِ» قصيدة للشاعر البيومي عوض

صورة موضوعية
صورة موضوعية

تَسْتَغْرِبِينَ! أَقُولُ: لَا تَسْتَغْرِبِي 

عُرْيِي جَمِيلٌ كَابْتِهَالٍ مُتْعَبِ

 

أَنَا ضِدُّ أَنْظِمَةِ الدَّلَالِ يَرُوقُنِي

المُرَّاقُ فِي شَبَقِ الهَوَى المُتَلَهِّبِ

 

لَا تَحْجُبِي عَنِّي أَسَاطِيرَ الغِوَى

خَيْلِي وَخَيْلُكِ فِي الحَنِينِ المُعْشِبِ

 

دَوِّي عَلَى صَدْرِي كَعَاصِفَةٍ

مِنَ النَّعْنَاعِ ذُوبِي فِي الصَّهِيلِ وَذَوِّبِي

 

الفَوْضَوِيَّاتُ النَّبِيلَةُ مِعْطَفِي

فَدَعِي السَّرِيرَ الوَرْدَ غَيْرَ مُرَتَّبِ

 

حُرِّيَّةُ العُصْفُورِ شَرْطُ بَهَائِهِ

مُتَوَثِّبٌ أَنَا لِلْمَدَى المُتَوَثِّبِ

 

مُتَعَصِّبٌ لِشَذَى النُّجُومِ لِرَقْصِهِ

المَلَكِيِّ فِي الأُفُقِ البَعِيدِ الأَرْحَبِ

 

صَدْرِي بِأَسْرَابِ الكَوَاكِبِ مُتْرَعُ 

قُومِي إِلَى بَيْتِ الكَوَاكِبِ وَالْعَبِي

 

قُومِي لِلِاسْتِحْمَامِ آسِرَتِي مَعِي

النَّبْعُ مُنْتَظِرٌ وَكُوخُ الغَيْهَبِ

 

سَتُكَهْرِبُ الأَنْوَارَ مُوسِيقَى

بَسَاتِينِيَّةُ الإِيقَاعِ! آهِ.. تَكَهْرَبِي

 

رُجِّي قِبَابَ الخَمْرِ إنَّ رَحِيقَهَا

فِي الرَّجِّ أَشْهَى مِنْ خَطَايَا المُذْنِبِ

 

دَرَّبْتُ خَيْلاً لَا تُعَدُّ! الآنَ

زُبْدَتُهَا الَّتِي كَالرِّيحِ لَمْ تَتَدَرَّبِ

 

هَيْفَاءُ! مَنْ لِصَبَابَةٍ مَلْهُوفَةٍ 

 مَشْغُوفَةِ الشَّهَقَاتِ بِالنَّهْدِ الصَّبِي؟

 

صُبِّي شِفَاهَ الخَمْرِ فِي شَفَةِ الهَوَى

الغَاوِي لَقَدْ أَزْرَى بِهِ الظَّمَأُ الغَبِي

 

فَإِذَا فَرَغْتِ -وَلَا فَرَاغَ- تَنَهَّدِي

لِيَجِيءَ دَوْرِيَ كَيْ أَصُبَّ وَتَشْرَبِي

 

سُكْرَانِ فِي شَرَفِ الجُنُونِ تَوَهَّجَا

طِيباً.. فَيَا لَكِ مِنْ نَبِيذٍ طَيِّبِ

 

وَرْدِيَّةَ الآهَاتِ فُقْتِ تَوَقُّعِي 

وَأَنَا خَبِيرُ اللهِ بِالأَثَرِ النَّبِي!