لا تهاون أو تفريط.. ولن نسمح بتصفية القضية

عبدالصادق الشوربجى يكتب : رسـائـل زعيـم

عبدالصادق الشوربجى
عبدالصادق الشوربجى

فى محيط مشتعل بكل ما تحمله الكلمة من معانٍ، ووسط عالم يموج بالصراعات، وأزمات سياسية واقتصادية متتالية لا تنقطع، وحتى طبيعة غاضبة على العالم بتغيرات مناخية غير مسبوقة، وموجات من حالات عدم الاستقرار تفاجئ دولا وحكومات، جاءت كلمات ورسائل السيد الرئيس عبدالفتاح السيسى، على هامش حفل تخريج دفعة جديدة من طلاب أكاديمية الشرطة، حاسمة وقاطعة لا تقبل شكاً ولا تأويلاً، واضحة لا تحتمل لبسا ولا تضليلا، رسائل داخلية وخارجية تقول وتؤكد بالدليل والبرهان: هنا الشقيقة الكبرى.. هنا مصر العربية.. هنا التاريخ والحضارة.. هنا الأمن والاستقرار.. هنا الدرع والسيف، هنا الحق والعدل والإنصاف.. هنا دبلوماسية الشرف والأمانة.. هنا القاهرة عاصمة العرب.

تضحيات الشهداء

 «التضحيات كبيرة ولا يوجد أغلى من النفس.. الثمن عظيم ولكن من أجل وطن عظيم».. حديث الرئيس عن شهداء مصر من أبطال الجيش والشرطة والمواطنين، حمل رسالة تقدير وإشادة بعطائهم وتضحياتهم من أجل الوطن، ففى كل فعالية ذكراهم حاضرة لا ينسى الرئيس السيسى توجيه الشكر والتقدير والعرفان لمن جادوا بالنفس فى سبيل إعلاء راية الوطن وحفظ أمنه واستقراره، وقالها الرئيس بصدق وبكلمات دخلت القلوب «هكذا الدنيا.. أناس يأتون وآخرون يذهبون لهم مالهم وعليهم ما عليهم، إلا الشهيد تظل ذكراه عطرة لما قدمه من تضحيات من أجل وطنه»، فضلا عن رسائل تقدير وعرفان من الرئيس لأسر الشهداء والحرص على حضورهم العديد من الفعاليات وتكريم أبنائهم الأبطال، شكرا فخامة الرئيس.

دولة القانون

فى رسالة خاصة جدا لأبنائنا من الخريجين الجدد بأكاديمية الشرطة، خاطبهم الرئيس عبدالفتاح السيسى، عن قرب متمنيا لهم التوفيق والسداد، قائلا: «بدأت مهمتكم»، وجاءت رسالته بحسن التعامل مع المواطنين والالتزام بمعايير دولة القانون، قولا وفعلا.. تحدث الرئيس خلال الحفل بكلمات تحمل التقدير والاحترام لشعب مصر العظيم، هذا الشعب الذى صبر وتحمل الكثير للعبور بالوطن إلى بر الأمان وسيأتى الوقت « وقريبا إن شاء الله » الذى ننعم فيه بثمار العرق والجهد الذى تم خلال السنوات التسع الماضية تحت قيادة رئيس لم يعرف للراحة سبيلا ولا للمستحيل طريقا، إنجازات فى جميع المجالات والقطاعات ليست قولا بل واقعا ننظره بأعيننا ونلمسه بأيدينا.

أمن مصر القومى

على هامش الاحتفال، جاءت رسائل الزعيم عبدالفتاح السيسى قوية واضحة، قالها الرئيس وبشكل قاطع: أمن مصر القومى مسئوليتى الأولى ولا تهاون أو تفريط فيه تحت أى ظرف، مصر لا تتخلى عن التزامها بالقضايا العربية وعلى رأسها القضية الفلسطينية، مصر لن تسمح بتصفية القضية على حساب أطراف أخرى، كلمات الرئيس مؤكد واضحة، والقاصى والدانى يعلم بصدق الحديث وما رسالة «الخطوط الحمراء» ببعيدة، مصر تدرك جيداً أبعاد الأزمة والصراع فى الأراضى الفلسطينية المحتلة، تدرك جيداً حجم الصعاب والتحديات، كما تدرك جيداً ما يدور خلف الأبواب المغلقة وتعلم كيف ومتى تتم المواجهة والإنذار والتحذير، فأمن مصر القومى خط أحمر.

لم ولن تتخلى مصر يوما عن التزامها بالقضية الفلسطينية، وأكد الرئيس السيسى أن مصر تكثف اتصالاتها لوقف المواجهات العسكرية حقنا لدماء الشعب الفلسطينى وحماية المدنيين، وجميعنا يقرأ ويشاهد ويسمع حجم الجهود الكبيرة والاتصالات اليومية التى تتم مع جميع القوى الدولية والأطراف الإقليمية المؤثرة من أجل التوصل لوقف فورى للعنف، وتحقيق تهدئة تحقن دماء المدنيين، ودائما تطرح مصر رؤيتها أن السلام العادل والشامل، القائم على حل الدولتين، هو السبيل لتحقيق الأمن الحقيقى والمستدام للشعب الفلسطينى.

قضية الوعى

«الشعب المصرى يجب أن يكون واعيا بتعقيدات الموقف ومدركا لحجم التهديد».. هذه رسالة مهمة جدا ومعتادة من الرئيس عبدالفتاح السيسى لشعب مصر العظيم، فنحن نعيش أوقاتاً بالغة الصعوبة فى محيط إقليمى كما قلنا مشتعل وأوضاع اقتصادية عالمية متأزمة، ونظرة بسيطة على الخريطة لدول جوار مصر « وخاصة مع الأحداث القائمة » كفيلة بكشف المشهد أمام أعيننا وبيان حجم التحديات والتعقيدات، الوضع صعب للغاية ولا أبالغ إن قلت مخيف ومرعب، ولكن مع وجود دولة آمنة مستقرة ورئيس يعلم حجم التحديات ويدركها جيداً ويعلم قيمة تراب الوطن وحدوده ومقدرات شعبه ومع وجود جيش قوى هو خير أجناد الأرض وأجهزة ومؤسسات أمنية لا تنام، أؤكد لكم أنه لا خوف على مصر.

فى هذه الرسالة يأتى تأكيد الرئيس على أهمية الوعى إدراكاً لكمّ الشائعات والمغالطات والأكاذيب التى يروجها أهل الشر والمتآمرون على مصر وأمنها واستقرارها، دائما ما يؤكد الرئيس فى كلماته للمصريين على أهمية الوعى، فهى قضية بالغة الأهمية، فقد عانت مصر ولا تزال أبواقا إعلامية تضليلية سوداء، أشاعت الكذب وتحصنت بالافتراء وأدمنت التضليل، مغرضون حاولوا جاهدين بث روح اليأس والتشاؤم بين جموع المصريين والتقليل من أى إنجاز، مرتزقة أفاقون عرفهم الشعب وأدرك حيلهم وألاعيبهم وحمقهم.

عبثيات البرلمان الأوروبى

فى سياق الحديث عن الأكاذيب والافتراءات لن ننسى الادعاءات الكاذبة والهجمة المغرضة للبرلمان الأوروبى مؤخرا ضد مصر، هذا التدخل السافر فى الشأن الداخلى المصرى سواء فيما يتعلق بالانتخابات أو بحالة حقوق الإنسان، ادعاءات وأكاذيب وتخيلات لا أساس لها من الصحة وربما اعتمدت على منصات أهل الشر فى إطلاقها صوب مصر وشعبها..

عبثيات البرلمان الأوروبى تخطت اختصاصاته وغضت الطرف عن التقدم الملحوظ الذى يشهده الشارع السياسى فى مصر والانتخابات التى ستتم تحت إشراف قضائى كامل، والإجراءات المستمرة والتقدم الواضح فى ملف حقوق الإنسان انطلاقا من الإستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان وجهود لجنة العفو الرئاسى وغيرها من إجراءات، مصر دولة كبيرة لا تقبل إملاءات ولا ترضخ لضغوط، وأولى ببرلمان أوروبا وأعضائه التخلى عن ازدواجية المعايير وسياسة الكيل بمكيالين وحسن معاملة الضيوف على أراضيهم والتغلب على الإساءات العنصرية وضبط النفس حين تتعامل أجهزتهم الأمنية مع تظاهرات مواطنيهم.