من أرض سنبل الطيبة.. مرفت عمر تكتب عن الدفعة 35 من ستوديو الممثل

مرفت عمر
مرفت عمر

أبرز ما يميز تلاميذ النجم محمد صبحي؛ انتصارهم للثقافة والحفاظ على الهوية العربية، إلى جانب المفردات الأصيلة للتعامل على خشبات المسرح، كارتفاع مستوى الصوت حتى يصل لأبعد مشاهد ومخارج ألفاظ واضحة والثقة بالنفس والجرأة في مواجهة الجمهور وغيرها، فقد حرصت على حضور حفل تخرج الدفعة 35 ستوديو الممثل للإبداع في العزف والغناء والتمثيل والرقص داخل مدينة سنبل للثقافة والفنون.

عشت لحظات من المتعة الحقيقية وأنا استقبل مواهب جديدة من شأنها تصدر أفيشات الأعمال الفنية القادمة، ألحانا وأصواتا وأداءا ينذر بميلاد جيل قادر على قيادة المرحلة القادمة عبر الشاشات الكبيرة والصغيرة وخشبات المسرح. 

لم تكن المواهب هي عنصر الجذب الوحيد في الاحتفال الذي استمر لخمس ساعات، بل كان متزامنا معها توجيهات النجم محمد صبحي لتلاميذه والتي لم تخلو من الدعابة والمرح، تلك التوجيهات أبرزت اهتمامه الكبير بالقراءة وأهمية أن يكون الفنان قارئ جيد، لم يشترط أن تكون القراءة في مجال المسرح بل تعداها لتعم كافة المجالات، أيضا حرصه على النطق السليم للغة العربية على الرغم من أن الممثل ربما لا يقدم دورا باللغة العربية طوال حياته، وقد يباغت صبحي تلاميذه بسؤال غير متوقع ليرسخ في أذهانهم سرعة البديهة. 

أكد صبحي خلال ملاحظاته أن الأداء الجماعي يؤهل الفنان للنجاح بشكل أفضل في الأداء الفردي، فكان نتاج ملاحظاته وكثافة التدريب والاهتمام بحضور كل المحاضرات أو أغلبها هو مجموعة من العروض التمثيلية والاستعراضية الممتعة، حرص خلالها على إعطاء كل موهبة حقها في تقديم نفسها، وأثنى على من ابتكر في أداء شخصياته بعيدا عن النمطية والالتزام بالنموذج الذي سبق تقديمه، كما اتخذها واحدا من المعايير التي يقيمهم بها. 

يسعى صبحي لتصحيح مسار الفن منذ سنوات بعد أن عمت السطحية في اختيار القضايا التي تطرحها الأعمال الفنية، وانعدمت الثقافة لعدد غير قليل من متصدري المشهد الفني، وانتحرت اللغة العربية على شفاه قامات إعلامية وفنية بشكل مؤسف، واليوم نعلق الأمال على أبناء صبحي في إيصال رسالته ورسالتنا جميعا للقضاء على الصورة المشوهة للفن والفنانين المصريين.