حدث في الخمسينات | حكاية «فهيمة».. فتاة اكتشفت أنها رجلاً بالصدفة

 فهيمة
فهيمة

ضاقت ذرعا بزوجة ابيها التي كانت تعايرها بأنها ليست فتاة عادية، فإن صوتها كصوت رجل، وكلما جاء رجل ليخطبها قالت له: دي بنت "دكر"، ويهرب الخطيب، وتبقى فهيمة تعاني أزمة نفسية حادة.

جلست فهيمة تفكر قبل أن تذهب إلى المستشفى لتعالج صوتها، عله يصبح رقيقا كصوت زوجة ابيها حتى تغلق بعد ذلك فمها، وتكف عن مضايقتها أو معايرتها.

وتسللت فهيمة من منزل ابيها، وأسرعت إلى مستشفى بولاق، ثم وقفت في طابور طويل أمام قسم الأنف والأذن والحنجرة، وما إن جاء دورها، جلست على المقعد أمام الطبيب الذي كان منهمكا في كتابة روشتة للمريض التي كان يفحصها قبل فهيمة.

وفجأة قالت فهيمة بصوتها الرجالي

يادكتور صوتي مبحوح

وأجاب الطبيب دون أن يرفع رأسه عن الروشتة التي يكتبها..

أنت ياولد صوتك كويس.. ثم انت ايه دخلك قسم الحريم، ورفع الطبيب رأسه ليرى فهيمة أمامه تقول له:

أنا يا دكتور بنت مش ولد.. وعايزة أعالج صوتي.

انتفض الطبيب وقام بتوقيع الكشف الطبي عليها فوجد أن حنجرتها ليس بها أي خلل أو مرض، وأعاد الكشف مرة، ومرات، وكانت النتيجة واحدة لاتتغير.

فما كان منه إلا ان طلب منها أن تصعد إلى قسم أمراض النساء، ليكشفوا عليها كليا من جديد.

ووقفت الفتاة أمام الطبيبة نائبة القسم تعيد من جديد شكواها من صوتها، وأخذت الطبيبة تكشف عليها وتسالها عدة أسئلة شكت بعدها في وجود أمر غريب فيها.

أسرعت الطبيبة بالاتصال برئيس القسم الذي اكتشف الحقيقة التي تجهلها الفتاة نفسها، وهى أن فهيمة ليست سوى رجل، وبرغم التشويه الذي جعلها تشبه المرأة.

صارح الطبيب فهيمة بحقيقة الموقف، لكنه لم يقل لها كل الحقيقة من أنها مازالت رجلا، وإنما قال لها أنها سوف تتحول إلى رجل.

وقام بالاتصال بزميله أخصائي جراحة التجميل، وطلب منه أن يحضر على الفور، وبحثا سويا حالة فهيمة ثم طلب منه أن يجري لها العملية اللازمة.

صممت فهيمة، ولم تنطق بحرف واحد عدة أيام، وكانت تمضي الليالي ساهرة تفكر في مصيرها الجديد، ولم تكن تعلم بأنها ستصبح رجلا في يوم من الأيام.

وفي صباح أحد الأيام، كانت هناك حركة غير عادية، لكنها تزداد وتظهر في وضوح، حيث كان المركز الرئيسي الذي تنبع منه الحركة هو غرفة العمليات، حيث كانت هناك عشرات من الحكيمات، والممرضات يدخلن إلى غرفة العمليات ويدفعن أمامهن عربات متحركة تحمل كثيرا من الآلات الجراحية المختلفة، وكميات من الزجاجات المختلفة الألوان والأحجام تحوي الاثير، واليود، والكحول وغيرها.

وهرول اثنان من التومرجية يحملون أسطوانة من الأكسجين يدخلان بها إلى غرفة العمليات.

بينما استلقت فهيمة مرتدية الجلباب الابيض، وممددة فوق السرير، لاتشعر بشيئ، وأخذت المشارط تعمل في بطن الفتاة، وبعد ٣ ساعات كاملة خرج الطبيبان، وبعد ان خلعا المرايل والقفازات، والكمامات يهنئ كلاهما صاحبه، وخرج عدد من الممرضات يدفعن أمامهن سريرا متنقلا، رقدت عليه الفتاة بعد العملية، وقد غطت بملاءة بيضاء، وهي لاتزال تحت تأثير "البنج" ونقلت إلى الغرفة الخاصة بها، وعلقت ورقة كتب عليها "ممنوع الدخول".

وقالت الإحصائيات، والتقارير بعد ذلك أن هذه الحالة التي تتحول فيها المرأة إلى رجل.. أو على أصح تعبير الحالة التي ينشأ فيها الرجل كامرأة نتيجة تشويه خلقي. لا تحدث إلا مرة واحدة في كل عشرة ملايين ولادة طفل.

وقال الطبيبان. جمال سلامة، وحسني حجازي اللذان قاما بإجراء العملية للفتاة أن فهيمة ليست امرأة ولكنها رجل من يوم ولادتها، ولكن الذي حدث أنها نشأت وتربت وعاشت ١٦ عاما على اعتبار أنها فتاة.

وفي النهاية قال الدكتور أحمد عمار، استاذ أمراض النساء بجامعة القاهرة آنذاك، أن حالة فهيمة ليسن الوحيدة في العالم، وليست نادرة، وانما العكس هو النادر، فتحول الرجل إلى امراة هو الذي يندر حدوثه، لكن تحول المرأة إلى رجل ليس نادرا بالمرة، وكل مافي الأمر أن هذه الحالة كانت نتيجة خطأ تشخيص نوع المولود بناء على تشويه في الجهاز التناسلي.

وأكد الدكتور حسني حجازي اخصائي التجميل بأنه واثق تمام الثقة من أن الأمل في زواج فهيمة التي تحولت إلى فهيم بعد إتمام العملية يبلغ ٦٠%، خاصة وأنه سبق وأجرى العملية نفسها منذ عامين في الحالة التي كانت تعد رقم ١٦ على مستوى العالم، وأن فهيمة رقم ١٧.

مركز معلومات أخبار اليوم