تقرير| تداعيات رحيل الأمهات والأطفال على مستقبل أوكرانيا

تداعيات رحيل الأمهات والأطفال على مستقبل أوكرانيا
تداعيات رحيل الأمهات والأطفال على مستقبل أوكرانيا

بعد رحيل الأمهات والأطفال من أوكرانيا، ينطوي مستقبل البلد على تحديات جسيمة تهدد استقراره وتطوره، فهو حدث ينبئ بتداعيات غير مسبوقة، بالإضافة إلى الآثار المحتملة لهذا الانتقال الكبير من السكان وتأثيره على المدى الطويل على مختلف جوانب الحياة في أوكرانيا.

وفي ذات السياق، أفادت صحيفة "لوموند" الفرنسية، بأن أوكرانيا ستواجه تحديات كبيرة في المستقبل القريب بسبب رحيل الأمهات مع أطفالهن خارج البلاد.


تأثير رحيل النساء والأطفال على توازن السكان

يُعد رحيل الأمهات والأطفال إلى دول أخرى بحثًا عن أمان واستقرار خارج الوطن عاملًا أساسيًا يؤثر على توازن السكان في أوكرانيا، بالإضافة إلى أنه بسبب ظروف الحياة والحرب الروسية الأوكرانية، شهدت البلاد هجرة جماعية للمواطنين من المناطق المتضررة، الأمر الذي ساهم في نقص السكان بشكل كبير.

وفي ذات السياق، فالرحيل المتواصل للأمهات والأطفال سيُفاقم هذا التحدي ويؤدي إلى انخفاض مستوى السكان في البلاد، وبالتالي، ستتزايد الضغوط الاقتصادية والاجتماعية على البلاد نتيجة فقدانها لقوى العمل والمواطنين الشُبان.

كما ستزداد صعوبة تقديم الخدمات والرعاية للأطفال والعائلات في أوكرانيا بسبب الضغوط الإضافية التي ستواجهها الحكومة، وهذا الوضع سيتسبب في نقص بارز في العدد السكاني للرجال الأوكرانيين وستؤثر سلبًا على توازن التركيبة الديمجرافية للبلاد.

 ففي 24 فبراير 2022، كان عدد سكان أوكرانيا مُقدرًا بين 38 و42 مليون نسمة، ومنذ بداية العملية العسكرية الروسية، هاجر بين 5 و8 ملايين شخص من أوكرانيا، مما أدى إلى تقليل ملموس في عدد السكان.

وتجد نسبة كبيرة من المهاجرات نفسهن تبحث عن استقرار دائم خارج أوكرانيا، حيث تُتاح لهن آفاق مشجعة للاندماج والحياة الآمنة.

ويُظهر العالم الديموجرافي الأوكراني، أولكسندر جلادون، بوضوح أن بلاده فقدت بالفعل عشرة ملايين نسمة خلال ثلاثة عقود مضت، مشيرًا إلى استمرار هذا النزيف بوتيرة متسارعة جدا. 


انخفاض معدل الخصوبة عن الطبيعي

وفي سياق متصل، أشارت مديرة معهد الديموجرافيا والبحوث الاجتماعية، التابع لأكاديمية العلوم الأوكرانية، إيلا ليبانوفا، إلى أن معدل الخصوبة في أوكرانيا قد انخفض بالفعل إلى 1.2 طفل لكل امرأة في عام 2021، وهو رقم يبتعد كثيرا عن المعدل الطبيعي المقدر بـ 2.15 طفل لكل امرأة، وتتوقع ليبانوفا، أن يتراجع هذا المعدل بسبب الحرب إلى 0.7 % في عام 2023.

فنتيجة للاضطرابات السياسية والاقتصادية والأمنية في أوكرانيا، هاجر العديد من المواطنين إلى الخارج بحثًا عن حياة أفضل، ومازالت هناك مؤشرات على زيادة أعداد الهجرة إلى دول كثيرة مثل بولندا وألمانيا.