صحف أكتوبر قبل و بعد النصر

صحف أكتوبر
صحف أكتوبر

أحمد‭ ‬عادل‭ ‬الجمل

توصف دائما الصحافة بأنها جزء من القوة الناعمة لمصر، لذلك كانت لديها دور كبير أيضا في حرب أكتوبر، حتى في خطة التمويه حيث توجهت الصحف لأخبار بعيدة تماماً عن التحضيرات للحرب، وذلك قبل العبور، لكنها بعد العبور أصبحت أداة لحشد الشعب وراء الجيش ورجاله المتواجدين على الضفة الشرقية للقناة، وينقل الأخبار بكل صدق عن كل لحظات المعارك.. في السطور التالية نستعرض أبرز ما جاء في الصحف في فترة ما قبل الحرب وما بعدها..

دور المؤسسات الصحفية والإعلامية قبل حرب أكتوبر كانت التمويه على التجهيزات والتحضيرات للحرب من خلال إبراز عناوين فنية ورياضية، حتى يتخيل العالم والعدو تحديدا، أن وقت الحرب مازال بعيدا.

على سبيل المثال ركزت الصحف قبل الحرب بأسابيع على تغطية مهرجان جمصة الفني، والذي كان يعد وقتها مهرجان فني فخم، يجمع على مسرحه كل نجوم الفن.

كما أنتشرت تقارير عن الفيلم الأمريكي الذي سيتناول حياة النبي محمد، ودور وزارة الثقافة والإعلام في منع تصوير الفيلم على الأراضي المصرية إلا بعد عرض السيناريو على الرقابة.

كما اهتمت أيضا الصحف الفنية بتداول السينما المصرية ملف وجود أفلام مصرية مشاركة في 11 مهرجان دولي خلال عام 1973 لأول مرة منذ تأسيس “هيئة السينما”.

تحدثت أيضا الصحف الفنية عن وجود العديد من المسارح الفنية بالقاهرة والإسكندرية التي تضم نجوم الصف الأول، والتي يغلب عليها الطابع الكوميدي.

سعاد حسني نجمة مصر الأولى في تلك الفترة تصدرت العناوين بعد حديثها في برنامج إذاعي بـ”راديو مونت كارلو العالمي” على مدار شهر رمضان، تحدثت فيها عن المشاركة العربية بـ10 أفلام في مهرجان برلين.

بعد المعركة

ركزت كل الصحف على أخبار الحرب والانتصارات، حتى الصحف الفنية أيضا ركزت على الأعمال التي ارتبطت بالنصر، ومنها عنوان بعنوان “الاستعراض الأخير فيلم تسجيلي عن طابور الأسرى”، والذي أخرجه المخرج التليفزيوني محمد فاضل.

الصحف أيضا ركزت التغطية على البرنامج الدرامي الذي أخرجه نور الدمرداش عن كتاب اللواء عبدالرحيم عجاج، ويشترك في بطولته سميحة أيوب وسناء جميل وزهرة العلا ومحمد الدفراوي وتوفيق الدقن وعدد كبير من ممثلي المسرح القومي.

عنوان آخر عن 10 أفلام مصرية جديدة كان قد تقرر عرضها إبتداءً من أسبوع عيد الفطر في 10 من دور العرض، إلا أن يوسف السباعي وزير الثقافة اتخذ قراراً بعدم عرضها بناءً على توصية قدمتها إليه غرفة صناعة السينما بمجرد أن بدأت معركة التحرير في 6 أكتوبر الماضي.

وكان حسن رمزي رئيس الغرفة قد قدم مذكرة لوزير الثقافة جاء فيها أنه نظراً لظروف المعركة التي تخوض فيها قواتنا المسلحة الباسلة معركة المصير العربي، تقترح غرفة صناعة السينما أن تصدر تعليمات من السيد وزير الثقافة بتأجيل عرض الأفلام العربية الجديدة بدور العرض الأولى التي سبق تحديد عروضها خلال أسبوع عيد الفطر، على أن يكون لها الأولوية في عرضها في نفس الدور عقب إنتهاء الظروف التي أدت إلى التأجيل، وعرض الأفلام الأجنبية - غير الأمريكية - التي تتلاءم مع المعركة خلال أسبوع العيد وما بعده وأهمها أفلام الشجاعة والفروسية والحرب والفدائية بما فيها الأفلام الهندية والكاراتيه .

أول فيلم عن المعركة أكتوبر

“رفعنا العلم”، اسم أول الأفلام التي تنتجها جمعية كتاب ونقاد السينما المصرية عن رحلة العبور واقتحام خط بارليف وانتصارات الجيش المصري في سيناء وانتهاء أسطورة الجيش الإسرائيلي الذي لا يقهر، الفيلم فكرة وسيناريو كمال الملاخ وأخرجه سعيد مرزوق مستعيناً فيه بالأفلام التسجيلية التي صورتها وحدات وزارة الثقافة في أرض المعركة مع أفلام أخرى للجبهة الداخلية من تصوير عبدالعزيز فهمي.

مدة الفيلم 10 دقائق، ولم يتقاضى جميع العاملين فيه أي أجر بإعتبارهم من أعضاء الجمعية.

“الإنتاج لابد أن يستمر”، هذا عنوان رفعته استديوهات الإنتاج السينمائي، لأن يدا تحمل السلاح وأخرى تنشىء، ولأننا نحارب ونحن نعمل، لذلك فرغم قيود الإضاءة التي فرضتها ظروف المعركة، إلا أن العمل لم يتوقف ليوم واحد في جميع ستديوهات السينما.

اقرأ أيضًا : أحمد الدرينى : « الوثائقية » تقدم صورة جديدة عن الحرب l حوار


 

 

 

;