الذكرى الـ ٥٠ لنصر أكتوبر .. ملحمة النصر على خشبة المسرح المصري

الذكرى الـ ٥٠ لنصر أكتوبر
الذكرى الـ ٥٠ لنصر أكتوبر

محمد‭ ‬بركات‭ ‬

مع اندلاع حرب أكتوبر المجيدة، انطلق الفن المصرى بكافة أشكاله فى محاولات لتوثيق الانتصار العظيم، ولعب المسرح دورًا هامًا، بعد نكسة 67 ووقت الانتصار وبعد الحرب أيضًا، بعد أن استطاع الجندى المصرى، تحقيق المعجزة لتحويل الهزيمة والنكسة إلى انتصار تاريخى فى ١٩٧٣، وكانت ملحمة العبور بأحداثها الدافع الرئيسى لتقديم عدد كبير من العروض الوطنية التى تناولت الصراع العربي - الصهيوني، فكان المسرح المصري حاضرًا بدور وطني قوى لبث روح التحدي ورفض الانكسار للهزيمة، وقدم عددًا لا يستهان به من العروض التي أسهمت في تخلص المجتمع المصري من آثار النكسة، ودفعته نحو تحقيق النصر.. وفي الذكرى الـ ٥٠ لنصر أكتوبر المجيد، نستعرض العروض المسرحية التي قامت بتوثيق هذا الحدث العظيم

لم تغب القضايا الوطنية والقومية يومًا عن القوة الناعمة المصرية، فمن خلال خشبة المسرح سواء من الفرق القومية التي تتبع القطاع العام، أو الفرق الحرة التابعة للقطاعات الخاصة المختلفة، شهدت تقديم عدد من المسرحيات من أعمال وطنية وثورية رافضة لمفهوم الهزيمة وتحث عن النصر بقوة، بداية من فترة الستينيات والسبعينات وحتي الألفية الجديدة، فشهد المسرح عددًا من المسرحيات لا يستهان بها ، مثل عرض”كوابيس في الكواليس”، من تأليف سعد الدين وهبة وكرم مطاوع، الذي عرض لأول مرة في مايو 1967، وكانت أحداث العرض تحمل رسائل وعبارات حادة تدفع المجتمع المصرى لرفض الاستسلام لمفهوم الهزيمة والنكسة، وفي عام 1969 افتتح العرض المسرحي “وطنى عكا”، من تأليف عبدالرحمن الشرقاوي، وإخراج كرم مطاوع بمشاركة كبار النجوم المصريين، وفي عام 1970 عرضت “ليلة مصرع جيفارا” تأليف ميخائيل رومان، وإخراج كرم مطاوع، وأيضأ “النار والزيتون”، من تأليف ألفريد فرج، وإخراج سعد أردش، الذي تناول القضية الفلسطينية، وهو عمل يمكن إدراجه تحت مسمى المسرح التسجيلي، حيث اعتمد المؤلف على الوثائق الخاصة بمنظمة التحرير الفلسطينية والحقائق التاريخية والتقارير الصحفية والبيانات والدراسات التي تناولت القضية بالبحث والتحليل.

سقوط خط بارليف

كما شهدت خشبة المسرح القومى بعض العروض التي تناولت نصر أكتوبر بصيغ مباشرة وأخرى غير مباشرة، وهى عروض: “أقوى من الزمن” تأليف يوسف السباعى وإخراج نبيل الألفى عام 1973، و”صلاح الدين” تأليف محمود شعبان وإخراج كمال حسين عام 1973، و”حدث في أكتوبر” تأليف إسماعيل العادلى وإخراج كرم مطاوع عام 1973، و”حبيبتى شامينا”: تأليف رشاد رشدى وإخراج سمير العصفورى عام 1973، و”سقوط خط بارليف” تأليف هارون هاشم رشيد وإخراج سناء شافع عام 1974، “النسر الأحمر” تأليف عبدالرحمن الشرقاوى وإخراج كرم مطاوع عام 1975، و”باب الفتوح” تأليف محمود دياب وإخراج سعد أردش عام 1976. 

ولم تغب فرقة المسرح الحديث التابعة للبيت الفنى للمسرح عن المشهد الوطنى، احتفالا بنصر ٧٣، وقدم عدة عروض تزامنت مع الحرب، من بينها: “مدد مدد شدى حيلك يا بلد” عام 1973، تأليف زكى عمر، وإخراج عبدالغفار عودة، و”رأس العش” عام 1974، تأليف سعد الدين وهبة، وإخراج سعد أردش، و”العمر لحظة” عام 1974 تأليف يوسف السباعى، وإخراج أحمد عبدالحليم، و “الحب والحرب” عام 1974 تأليف شوقى خميس، وإخراج عبدالغفار عودة.

كما شاركت فرقة مسرح الطليعة بتقديم  ثلاثة عروض بعد حرب أكتوبر في عام 1974، وقدمت الفرقة مسرحية “القرار” من تأليف سعيد عبدالغنى، وإخراج مجدى مجاهد، و”جبل المغناطيس” تأليف سعيد عبدالغنى، وإخراج فهمى الخولى، و”حراس الحياة” تأليف محمد الشناوى، وإخراج أحمد عبدالحليم، كذلك قام قطاع الفنون الشعبية والاستعراضية بتقديم عدة مسرحيات غنائية استعراضية، من أهمها: “حبيبتى يامصر” عام 1973، تأليف سعد الدين وهبة، وإخراج سعد أردش، عرض “الحرب والسلام” عام 1974، تأليف يوسف السباعي، وإخراج محمود رضا ومحمد صبحي، “مصر بلدنا” عام 1978، تأليف حسام حازم، وإخراج أحمد زكى، “نوار الخير” عام 1979، تأليف توفيق الحكيم، ونجيب محفوظ، وإخراج حسن عبدالسلام. 

أيضا  المسرح الخاص لم يتأخر عن دوره  في تقديم عروض وطنية، فقدمت فرقة تسمى “المسرح الحديث” بين عامي عام ١٩٦٨ و١٩٧١ العرض الغنائي “أغنية على الممر” من تأليف على سالم، وإخراج أنور رستم، وقدم مسرح الجيب عرض “رسالة إلى جونسون” تأليف عبدالرحمن الشرقاوي، وإخراج كرم مطاوع، كما قدمت فرقة مسرح الحكيم مسرحيتى “أرض كنعان فلسطين ٤٨”، و”الصليب” تأليف محمد العفيفى وإخراج جلال الشرقاوي، “زهرة من دم” تأليف سهيل إدريس، وإخراج كمال ياسين. 

عبور و انتصار

 وفي عام ٢٠١٧ افتتح الفنان حسن يوسف مدير فرقة المسرح القومي للأطفال سابقا، العرض المسرحي “عبور وانتصار” إنتاج فرقة المسرح القومى للأطفال التابعة للبيت الفني للمسرح، على خشبة مسرح بيرم التونسي بالإسكندرية، وحضر الافتتاح في ذلك الوقت عدد من أبطال أكتوبر وهم اللواء عمر عز الدين، أحد أبطال عملية إيلات البحرية، اللواء صاعقة مدحت عاصم و الملقب باسم “ثعلب الصحراء” واللواء محمود سعد أحد أبطال تنفيذعملية الحفار، وتناولت أحداث المسرحية حرب أكتوبر1973بكل تفاصيلها بداية من عام 1970 حتى قيام الحرب فى 6 أكتوبر عام 1973، وتناول العرض الخطة المحكمة التى وضعها الجيش المصرى لخوض الحرب لاسترداد ما احتلته إسرائيل من الأراضى وكيف استطاع الجيش المصري عبور قناة السويس بأسرع وقتٍ للوصول إلى تحصينات العدو على الضفة الأخرى للقناة، فبسرعة البرق استطاع الجيش تركيب الجسور على القناة وفتح ممرات لعبور الدبابات المصرية، وكيف إستطاع الجيش المصرى تحطيم خطٌ ترابي ضخم من الرمال والأتربة، تم عمله على طول القناة بارتفاع كبير تمنع جميع المعدات من اجتيازه وهو “ خط بارليف”، حيث استطاعت القوات المسلحة المصرية اجتيازه باستخدام تكنولوجيا غير حربية، وهي خراطيم المياه القوية ودخلت القوات المصرية إلى مواقع التحصينات العسكرية وبدأت المواجهات بعد أن قام سلاح الجو المصري بقصف هذه المواقع مسبقاً لتسهيل مهمة القوات المتقدمة، وقد كان لإيمان المقاتل المصري بقضيته وإسترداد كرامته، توكله على الله الأثر الكبير في منحه العزيمة، والقوة، والطاقة النابعة من داخله، والتخطيط السليم للمعركة، وكان للسرية التامة التي تمّ التخطيط بها للمعركة، دور كبير في تحقيق النصر وأعادت حرب أكتوبر المجيدة الثقة إلى الجيوش المصرية، بل وإلى الشعوب العربية فاستطاع الجيش المصري تحطيم أسطورة الجيش الإسرائيلي الذى لايقهر المجهز بأحدث الأسلحة.

اقرأ أيضًا : مازن الغرباوي يكشف سبب اختيار إيطاليا ضيفا للدورة 8 لمهرجان شرم الشيخ


 

;