«طوفان الأقصى» قصيدة للشاعر الدكتور جمال مرسي

الشاعر الدكتور جمال مرسي
الشاعر الدكتور جمال مرسي

 

للهُ أكبرُ يا سيلاً مِن الغَضَبِ

يا قاصفاً من رِياحِ النَّارِ واللَّهَبِ

اللهُ أكبرُ يا أبطالَ أُمَّتِنا

في غزة الخير في الأقصى وفي النَّقَبِ

اللهُ أكبرُ كم دَكَّت عزيمتُكُم

حصناً لباغٍ وأطماعاً لمغتَصِبِ

كم ثار بُركانُكُم يُلقي قذائِفَهُ

في وجهِ أعدائِكُم كالنَّارِ في الحطبِ

لم يَثنِ هِمَّتَكُم بطشٌ وقنبلةٌ

ألقت بها عَبثاً كفٌّ من الرَّهَبِ

اللهُ أكبرُ يا أبطالَ أُمَّتِنا

أنتم رجالٌ من الياقوت والذهبِ

لو كنتُ بينكمُ، كنتُ افتديتكمُ

بالروحِ والقلبِ لا بالشِّعرِ والخُطَبِ

يا مَن بذلتم لأجلِ القُدسِ أنفُسَكُم

أرواحُنا مَعَكُم في القدسِ لم تَغِبِ

اللهُ أكبرُ يا شهمًا، عزيمتُهُ

أشدُّ بأساً من البارود والقُضُبِ

اضرب فإن سلاح الصمت يقتلنا

وليفرحِ الآن كلٌّ الساسةِ العرب

وليشربوا نخب تطبيعٍ ومدِّ يدٍ

لقاتلي طفلةٍ نامت بحضن أبِ

نُبْ عن ألوفِ ملايينٍ قد احتَرَقَت

أكبادُها لَوعةً مِن شِدَّةِ النُّوَبِ

سبعونَ عاماً وأقصانا منابرُهُ

تدعو أيا إخوةً في الدينِ والعَصَبِ

هُبُّوا لنجدتنا، ثوروا لثورتنا

أعطوا حجارتنا دعماً من الشُّهُبِ

كم من شهيدٍ روى بالحُبِّ من دمِهِ

مسرى النبيِّ عظيمِ القَدرِ والحَسَبِ

كم من عزيزٍ أبى طَعناً بعزَّتِهِ

فاهتاجَ مُنتفضاً كالليثِ في الغَضَبِ

يا أمَّة الخيرِ في الأقصى، رسالتُكُم

قد زيَّنت طُرَّةَ الأنباءِ والكُتُبِ

فاستبشري أُمَّتِي بالنَّصرِ في وطنٍ

صبَّ اليهود بهِ وبلاً من الكُرَبِ

عمّا قريبٍ يعود الحقُّ مُنتصراً

مهما استطالَ زمانُ الزيفِ والكَذِبِ