إنها مصر

من الضعف إلى القوة !

كرم جبر
كرم جبر

أعيدوا الأشرطة والتسجيلات لحالة ميادين التحرير ورابعة والنهضة ومختلف المحافظات قبل 2014، وكيف كانت مصر «فرجة» لدول العالم، وتتسلى شعوبها على ما يحدث فى أراضيها من فوضى وشغب، وكان أشد المتفائلين يحدد ثلاثين سنة على الأقل حتى يعود الهدوء إلى الشارع.


هكذا كانت أحوالنا، ومن يراقب بحيدة وأمانة وشفافية، سيرى أن البلاد التى كانت تصارع الانهيار تسلحت بكل أسباب القوة، وأصبح الاصطفاف خلف الدولة المصرية ضرورة حتمية فى هذا الوقت بالذات، لاستكمال مسيرة النهضة والتنمية والتقدم، ولم يتحقق ذلك إلا فى أجواء الاستقرار، الذى كانت تكلفته غالية تحملها المصريون بصبر وإصرار.
ولا ننسى أبداً أن الرئيس تسلم البلاد وهى على شفا حرب أهلية، فأنقذها من الضياع، ولو اشتعلت لأتت على الأخضر واليابس، فى بلد تعداده أكثر من مائة مليون، لا يمكن أبداً أن يُترك مصيرهم للخطر.
تسلم الرئيس مصر منهكة ومرهقة وتنتشر الفوضى فى أرجائها، وكانت البلاد تنام فى أحضان الخوف، وتستيقظ على أصوات الرصاص، وتواجه مشاكل وتحديات تنوء عن حملها الجبال، بلد يعتصم ويُضرب ويحتج، ولا يعمل ولا ينتج ولا يستثمر، والجميع ينتظرون لحظة السقوط.
كانت كرامة البلاد مستباحة، وتعبث فى أراضيها قوى أجنبية شريرة، تحاول أن تجعلها مستنقعاً للمؤامرات، وكنا نعتصر ألماً حين نرى جهات خارجية تنتهك السيادة الوطنية، ولا تبالى بمشاعر الغضب العارم فى نفوس المصريين.
كانت مصر تتعاطى العنف والإرهاب والشغب والحرق والتدمير، وتتآمر عليها قوى معادية فى الداخل والخارج، وتتحكم فى مصيرها جماعة إرهابية قررت أن تحكم البلاد أو تحرقها، ولو حدث ذلك فى أقوى الدول وأغناها لانهارت وضعفت.


ووصلت المؤامرة ذروتها بحشد الإرهابيين فى سيناء، من كل المستنقعات القذرة فى العالم، ورفع رئيس الدولة الإخوانى شعار «الحفاظ على الخاطفين والمخطوفين»، فأضفى على الإرهاب شرعية رئاسية، أغضبت القوات المسلحة، ورفعت درجات اليقظة لأقصاها، فلا يمكن لجيش وطنى أن يترك بلاده فى يد زمرة من الخونة والمتآمرين.
ووصلت الخيانة ذروتها فى تسريب الإخوان لأسرار البلاد، وتضمنت أوراق محاكمات رموز الإخوان وثائق ومستندات، خرجت من مكتب الرئيس الإخواني، وكانوا على يقين أن مصر ستظل مستعصية عليهم، طالما ظل جيشها قوياً ومتماسكا، ويدافع عن بلاده ويصون كرامتها.


انتقلت البلاد من الضعف إلى القوة، ومن الفوضى إلى الاستقرار، ومن الهدم إلى البناء، وتتطلع إلى المستقبل بكل الأمل والتفاؤل.