ناقوس خطر وانتقادات قبل كأس الأمم

المحترفون فى المنتخب يخلعون «القُبعة» الأوروبية !

عمر مرموش
عمر مرموش

كتب محمد حامد:
قبل انطلاق معسكر المنتخب، هناك إطلالة خاصة بمردود اللاعبين فى التوقف الماضى والذى انتهى بخسارة من تونس فى القاهرة، فإلى محتواها: لا شك أن الاحتراف يعم بالخير على لعبة كرة القدم بكل أنحاء العالم، يحترف اللاعب فيتعرف على ثقافة مختلفة وينصب تركيزه حول مستقبله لتقديم مسيرة تاريخية والاستفادة المُنتظرة تكون لمنتخب بلاده، خاصة فى المنتخبات العربية وبالتحديد مصر التى يعد بها اللاعبون المحليون ذات ثقل وبالتحديد لاعبو القطبين الأهلى والزمالك نظرًا للشعبية والجماهيرية الجارفة.


إلا أن النغمة السائدة والتعبير الأكثر ارتباطًا بالمنتخب خلال السنوات الأخيرة هو أن جيل حسن شحاتة خلال الفترة من ٢٠٠٦ لـ٢٠١٠، قدم أفضل نتائج وأداء بأغلبية من اللاعبين المحليين.
ومنذ ذلك التاريخ لم يعرف المنتخب التتويج بكأس الأمم، الجيل الذى تلاه بقيادة النجم محمد صلاح نجح فى تحقيق إنجازات لعل أبرزها الوصول لكأس العالم ٢٠١٨، ورغم الاجتهاد والمثابرة لم يحققوا التتويج بكأس الأمم واكتفوا بالوصيف مرتين ٢٠١٧ و٢٠٢٢، وهناك ترقب لنسخة ٢٠٢٤ التى باتت قريبة ومُنتظرة.


بعيدًا عن الأرقام التى لها أهميتها بالطبع، إلا أنه من فترة لأخرى تظهر الشكوى الجماهيرية من الأداء، وأنه لم يعد المنتخب يقدم أداءً يتميز باللمسة الجمالية والأداء الهجومى الكاسح الذى تحبه الجماهير المصرية.


بالطبع يكون التركيز الأكبر مع المحترفين، المطلوب منهم دائمًا أن يحملوا على عاتقهم الأداء الجيد والنتيجة الإيجابية، وفى مقدمتهم كابتن الفريق وأحد أفضل من لمسوا الكرة على المستوى العالمى محمد صلاح.


ظهر الانتقاد له ولبقية زملائه المحترفين فى مباراة تونس الأخيرة، والتى دقت ناقوس الخطر من جديد حول شكل المنتخب بعد فترة من الارتياح النسبى لبداية المدرب البرتغالى روى فيتوريا والذى نجح خلالها تأمين التأهل للكان والفوز على بلجيكا فى ودية قبل مونديال ٢٠٢٢.


الخسارة من تونس فى القاهرة وبهذا الأداء، تم تحميله لأشياء عدة، من ضمنها الحديث عن غياب لاعبى الأهلى وبالتحديد محمد عبد المنعم والشناوى .
لم يظهر صلاح بأدائه المعتاد، وهناك من يتحدث عن غياب إمداده بالتمريرات اللازمة، ليصل كثيرًا لمرمى الخصم، وهناك من يرى صعوبة وصوله للأداء المُنتظر فى ظل غياب البقية عن الأداء المُنتظر أيضًا.
فى النهاية لم يظهر صلاح بالأداء الذى اعتاد عليه الجميع، واعتادت الجماهير أن تراه منقذًا للمنتخب مثلما فعل فى مواجهة الكونغو بتصفيات المونديال منذ ٦ سنوات، وفى العديد من المشاهد التى لا تُنسى له ونجح خلالها فى قيادة زملائه نحو الإنجاز.
الأمر لم يتوقف عند صلاح، فقد غاب مصطفى محمد أيضًا عن مستواه المُبهر الذى ظهر خلاله فى انطلاقة الموسم مع نانت الفرنسى وتسجيله ٥ أهداف، وإن كان هناك مبرر لمصطفى وهو اعتماده كمهاجم كلاسيكى يحتاج كرات عرضية كثيرة وتمريرات تصل به لمرمى المنافس، إلا أن أداءه كان فى مباراتى إثيوبيا وتونس وبالتحديد الأخيرة لم يكن كما هو منتظر.


نفس الأمر لدى عمر مرموش لاعب إينتراخت فرانكفورت الذى أبهر الكثيرين نجاحه المتواصل فى الدورى الألمانى، إلا أنه على فترات كثيرة لم يظهر مع المنتخب بمستوى يُعادل قدراته الاحترافية.


بالطبع يكون اللوم أحيانًا على المدرب، وأنه طالما لديه هذه القدرات، عليه إخراجها بأفضل صورة ممكنة، ومع فيتوريا، فإنه يميل للاستفادة بضم اللاعبين المحترفين، حتى لو لم يكن الاحتراف بأوروبا، وقد يكون السبب انتظام جدول الدورى هناك، الأمر الذى يؤرقه فى الدورى المصرى واشتكى منه فيما قبل.
وظهر اهتمامه بالمحترفين، بعدما ضم فى المعسكر الماضى محمد شريف لاعب الأهلى فور انتقاله للخليج السعودى، ولكنه لم يضمه فى المعسكر الحالى، وفى المقابل اختار حمدى فتحى فى التشكيل الأساسى بعد انضمامه للوكرة القطرى، مع المحترفين الناجحين منذ سنوات، فبالإضافة للسالف ذكرهم هناك طارق حامد وأحمد حجازى قبل إصابته وغيرهم.


بالطبع فائدة الاحتراف والتشجيع عليه أمر محسوم، والفائدة التى تعود على المنتخب من خلاله بالطبع على المدى البعيد تكون كبيرة ويبقى صلاح أكبر نموذج على فوائد الاحتراف.
إلا أن ما يحدث مؤخرًا، يدق ناقوس خطر على المنتخب، وقد يفيد اللاعب المحلى فى بعض المراكز على المحترف نظرًا لاندماجه فى الأجواء أكثر، وقد يكون أكثر موهبة من المحترف، الاحتراف بالطبع نعمة على اللاعب إذا استفاد من تجربته، لكن يبقى السؤال على المنتخب، هل نعمة أم أحيانًا يصبح نقمة ؟