الخروج عن الصمت

جسور الثقة

محمد عبدالواحد
محمد عبدالواحد

محمد عبدالواحد

إذا أردت بناء إنسان حاول جيدا أن تعيد له الثقة فى نفسه فإذا استعادها أعطاك كل ما يملك بإخلاص.
أستعير تلك الكلمات وأنا أكتب اليوم عن اليوبيل الذهبى لنصر أكتوبر العظيم.. الذى أعاد فيه القادة مد جسور الثقة بينهم وبين الجنود فارتفعت الروح المعنوية وشعر الجنود بدفء مشاعر قادتهم وأنهم جميعا فى خندق واحد هو بوتقة الوطن التى ينصهر فيها كل الحب والإخلاص من أجل رفعته ورفع رايته.


لم تكن تلك اللحظات سهلة وبسيطة على شعب عاش مرارة الانكسار حتى يستعيد الثقة فى رجال عزموا الهمة على الأخذ بالثأر لروح اخوانهم التى قتلت غدرا قبل أن ينطلق رصاص بنادقها فى وجه الأعداء.. لكنها كانت لحظات تريث وتأن وقراءة لكل بيان يخرج عن قواتنا بعمق حتى لا تصاب النفس مرة أخرى بمرارة تجعلها تموت حسرة على الأبطال.


«الكل فيك يا وطن جنود» شعار زين جدران بلادى من أقصاها لأدناها ليرى العالم كله مدى ارتباط الشعب بأبنائه على الجبهة وعدم الانفصال عنهم لتغمرنا جميعا فرحة الانتصار.
مهما كتبت فى وصفى لكم لا أوفى الوصف حقه لكننى أردت أن يعلم كل أجيالنا بأن مصر عزيزة بأبنائها عندما تملكهم الإرادة لتحقيق النجاح.
عندما يصبح القائد فردا فى كتيبة الكل يعمل فيها فى صمت لا يرفع فيها صوت يكسر حاجز صوت آخر ولا نداء غير نداء الوطن وإيمان وعزيمة بأن الوحدة قوة وأن العدة والعتاد ليسوا فى كثرة السلاح وإنما فى مهارة الرد وفنون القتال. لذلك كسروا غطرسة عدو ظل يردد بأنه لا يُهزم.. وانهار حصنه الحصين بهندسة وبراعة أبنائنا، تحطمت أبراجه بعد أن كنا ننظر إليها وكأنها كابوس فتهاوت بأيد أبنائنا فأصبحت رماد. معركتنا لم تنته معهم بل سيظل السجال بين الأجيال مفتوحا بعد أن تركوا السلاح ولجأوا لغزو الفكر مرة أخرى ليرى شبابنا أنهم أمام عالم متقدم يحب السلام ويريد أن ينعم معهم فى نعيم حدودهم فيذيقنا مرارة كأس الحرية لشباب لم يع درس الأعداء. لا تظنوا الخير فى عدوكم فهو لن يعطيكم خبزا هانئا قبل أن يغمسها فى السم الزعاف.


تحية لكل جندى من جنود بلادى روت دماؤه رمالها فأعادت الانتصار، تحية لروح الرئيس الراحل أنور السادات الذى قتل برجاله غطرسة العدو فى مهدها وأذاقها المرارة بعد أن عاشوا ينعمون بحبات رمال بلادى وتطأ أقدامهم دماء الشهداء.