الصعيد كعادته ينفرد بعادات وتقاليد، اعتاد عليها الجميع، فبالرغم من أنها تظهر عند الآخرين بشكل مختلف لا يعرفونه خاصة في محافظات الوجه البحري، إلا أن "الصعايدة" ما زالوا يمارسون هذه العادات، التي لا يستطيع البعض التخلي عنها.
اعتاد أهل الصعيد، خاصة السيدات، أن يقدموا الهدايا التي يعتبرها البعض بأنها بمثابة صلة للأرحام، ومن بين هذه الهدايا " السرسوب " وهو اللبن الذي ينزل من العجل أو الجاموسة ، عقب الولادة مباشرة، فرحًا بقدوم المولود و " عشان الجاموسة قامت بالسلامة".
تقول أم محمود، ربة منزل، إنه بعد ولادة العجل أو الجاموسة مباشرة، ينزل منه كمية من اللبن، تقوم السيدات بأخذ بعض منه، ووضعه في إناء سواء طاجن أو " حلة " ووضع كمية بسيطة من الملح فيه، ووضعه على النار حتى يجمد نسبيًا، ويتم تقطيعه إلى مربعات، وتوزيعه على الأحبة مثل الأقارب والجيران، كهدية ، فرحًا بقدوم المولود، وهذه وسيلة من وسائل صلة الأرحام في الصعيد.
اقرأ أيضا | الإحصاء: إيرادات السياحة تسجل 63.4 مليار دولار خلال الـ 10 سنوات الماضية
ويشير الدكتور أحمد حمدان، طبيب بيطري، أن كمية اللبن التي يتم أخذها من الحيوان عقب الولادة، لعمل "السرسوب" لا تؤثر بشكل كبير على المولود، موضحًا أن لبن "السرسوب" يفرزه الحيوان عقب الولادة لمدة 7 أيام متواصلة، وأن الرضيع يتأثر بشكل كبير في حالة عدم قدرته على الرضاعة أو وفاة الأم، وهذا يؤدي إلى ضعف في الرضيع بشكل كبير.
ويضيف أن لبن "السرسوب" مغذي ويحتوي على كميات كبيرة من الفيتامينات والبروتينات المغذية للرضيع وتساعده على بناء مكوناته الجسدية بشكل جيد.
وتوضح عايدة علي، مدير مدرسة الزراعة بنجع حمادي، أن السرسوب هو اللبن الذي ينزل من الحيوان مباشرة، ويحتوي على كمية كبيرة من الفيتامينات والمضادات الحيوية التي تحمي جسم الرضيع ، كما يحتوي على كمية كبيرة من المواد الغذائية ، ويعتبر أيضًا مصدرًا قويًا لتقوية مناعة جسم الرضيع ضد الأمراض.
وتصيف، أن بعض السيدات يقمن بأخذ كمية من اللبن ، وطهيه لإنتاج ما يسمى بـ " السرسوب "، لأن كميات اللبن التي تنزل من الحيوان مباشرة كبيرة لا يستطيع الرضيع تناولها، موضحة أن هذا اللبن له طعم حامض نسبيًا ، لا يُصنع منه " الجبنة الخضراء" المعروفة في الصعيد، إلا بعد الولادة بفترة.
ويوضح الدكتور بدوي المعاون، مدير الإدارة الصحية بنجع حمادي سابقا ، أن لبن المرأة، أيضًا يحتوي على " السرسوب " ، ولهذا يُفضل أن يتناوله المولود بشكل مباشر عقب الولادة، لأنه يحتوي على كمية كبيرة من البروتينات والدهون التي تزود المناعة داخل جسم الإنسان.
ويشير المعاون، إلى أن هذا اللبن أيضًا موجود في الحيوان، ويتناوله البشر، وهو مغذي قوي يساعد على مناعة الجسم ضد الأمراض.
