باختصار

علموهم قواعد اللعبة

عثمان سالم
عثمان سالم

غياب الاحترافية عن ذهن اللاعب المصرى يعرضه للكثير من فقدان التركيز فى الملعب..

ومن المشاهد غير المرغوب فيها احاطة العديد منهم بالحكم فى حالة حدوث خطأ من أحد زملائهم ضد المنافس ويظل الفريق − كله تقريبا− فى حالة شد وجذب− مع الحكم حتى وهو يتواصل مع غرفة «الفار» للتأكد من الحالة بشكل جيد تسمح له باتخاذ القرار..

ومن المؤسف ان هؤلاء يزيدون من حالة الضغط على أمل التراجع عن اتخاذ قرار قد يكون صعبا عليهم رغم انه فى الغالب لا يتأثر قاضى الملعب بهذه التصرفات التى تزيد توتره واتخاذه قرارا يكون اكثر عنفا كالطرد مثلا وبالتالى يخسر الفريق لاعبا قد يكون مؤثرا وربما يكون فى وقت مبكر وتكون النتيجة خسارة المباراة أو التعادل فى احسن الحالات..

هذه العقلية غير الاحترافية لا تتوقف عن حدود المسابقات المحلية وانما انتقلت بفعل الثقافة المحلية إلى الدوريات الاوروبية.. وقد تابعنا طرد مصطفى محمد لاعب نانت الفرنسى فى لقاء ناديه مع رين وحصل اللاعب على البطاقة الحمراء بسبب شدة انفعاله على الحكم رودى بوكيه وقد يتعرض لعقوبة الايقاف لاكثر من مباراة وبالتالى يفقد النادى جهوده ويخسر سباق الهداف فى الدورى الفرنسى مع كليان مبابى المتقدم بسبعة اهداف بينما دخل اكور ادمز منافسا لمصطفى بخمسة اهداف..

هذا السلوك غير الاحترافى يسبب للاعب المحترف فى الداخل والخارج مشاكل كثيرة ومنهم من يفقد مركزه فى الفريق ويصبح عرضة للتسريح بالانتقال لناد أقل وقد تنتهى مهمته فى الملاعب بالمشاكل التى يسببها لنفسه ولناديه..

ولهذا اتصور أن اللاعب المصرى يحتاج لتغيير ثقافته فى التعامل مع الاجواء المحيطة به فى الملعب وخارجه..

وقد يكون مشروع كابيتانو مصر أحد المشاريع التى تضع أسسا صحيحة لتعليم الناشئ كل عناصر اللعبة بما فيها ثقافة التعامل مع الضغوط التى يتعرض لها داخل المستطيل..

ومن حسن الحظ أن القائمين على المشروع هم قامات كرة القدم المصرية فى الفترات السابقة والتى اتسمت بكثير من الالتزام الاخلاقى داخل الملعب وخارجه..

وقد شاهدت الكابتن عبدالستار صبرى نجم مصر السابق يواسى اثنين من الناشئين كانا قد خرجا من حسابات فريقه فى حضور النجم زيزو الذى ساهم مع جهاز الفريق فى اختيار اصحاب النجمة الذهبية..

هذا الجيل سيكون نواة لنوعية جديدة ومختلفة من اللاعبين الذين يتعلمون قواعد الاحتراف منذ نعومة الأظافر فتنضبط سلوكياتهم مبكرا ويتعودون على مواجهة ضغوط الملعب والاستفزازات التى يتعرضون لها من الفريق المنافس أو عنجهية وغطرسة بعض الحكام الذين لم يتعلم بعضهم كيفية إدارة الملعب بحكمة وهدوء بعيدا عن الانفعالات التى تسبب لهم مشاكل كبيرة كالايقاف لفترات وما شابه ذلك..

الكرة المصرية تدخل عهدا جديدا بالاعتماد على العلم والمعرفة والثقافة العامة والخاصة ليصبح نموذجا للأجيال القادمة التى ترى من نجم الكرة النموذج الذى يحتذى به فى الشكل والمضمون.