نتائج انتخابات جزر المالديف.. ضربة قوية للغرب والهند

محمد مويزو الفائز فى الانتخابات الرئاسية فى جزر المالديف
محمد مويزو الفائز فى الانتخابات الرئاسية فى جزر المالديف

سميحة شتا

فاز المرشح المؤيد للتقارب مع الصين محمد مويزو، فى الانتخابات الرئاسية  التى أجريت فى جزر المالديف مؤخرا  متقدماً على الرئيس المنتهية ولايته محمد صليح، الذى عمل على تعزيز العلاقات مع الهند. 

 وتتمتع جذر المالديف  بموقع استراتيجى وسط المحيط الهندي، وتقع على أحد أكثر ممرات الشحن بين الشرق والغرب ازدحاماً.  وهو ماجعل  لهذ ه الدولة الصغيرة أهمية استراتيجية  نظرا لكونها مسرحًا للتنافس بين أكبر القوى ً. وبالرغم من أن عدد سكان الأرخبيل أقل من نصف مليون نسمة، ولا تصل مساحة الأرض التراكمية حتى إلى 300 كيلومتر مربع، إلا أن قربها من طرق التجارة البحرية الداخلية الحيوية ومشاركتها فى التنافس الصينى الهندى كان دائما سببا فى إبقاء جزر المالديف فى التركيز الجيو سياسي، بحسب «WION». فقد فاز مويزو بسهولة على الرئيس الحالى إبراهيم محمد صُليح، حاصدا 54% من الأصوات، فى جولة الإعادة التى أجريت الاسبوع الماضي.  حيث

جرت الجولة الثانية بعد أن فشلت الجولة الأولى من التصويت يوم 9 سبتمبر فى تحديد الفائز. وكان مويزو قد تقدم فى الجولة الأولى بحصوله على 46% من الأصوات، فيما حصل صليح على 39%، وفشل المرشحون الستة الباقون فى تحقيق نجاح يذكر. وتقول رويترز أنه من المقرر أن يظل صليح، الذى دافع

عن سياسة «الهند أولاً» خلال الفترة التى قضاها فى السلطة، رئيساً حتى تنصيب مويزو فى 17 نوفمبر. وتقلب النتيجة جهود صليح لإعادة الموقف الدبلوماسى للبلاد تجاه نيودلهى منذ توليه منصبه قبل خمس سنوات. وترى فرانس بريس أن مويزو لعب دورًا محوريًا فى برنامج التنمية الحكومى السابق، والذى تم تمويله جزئيًا من خلال السخاء المالى من مبادرة الحزام والطريق الصينية للبنية التحتية. فقد اقترض معلم مويزو، الرئيس السابق عبد الله يمين، بكثافة من الصين لتنفيذ مشاريع البناء.

حيث كان تحول «يمين» تجاه بكين سبب  قلق نيودلهى التى تشارك الولايات المتحدة وحلفائها مخاوفها بشأن تزايد نفوذ الصين فى المحيط الهندي.

والهند عضو فى تحالف «كواد» الرباعى الاستراتيجى مع الولايات المتحدة وأستراليا واليابان. وقد وعد مويزو بإطلاق سراح الرئيس السابق  يمين، الذى يقضى حاليا عقوبة بالسجن لمدة 11 عاما بتهمة الفساد. وقد ركز مويزو،  حملته على برنامج «الهند خارجا» واختار مويزو وصف الوجود العسكرى الهندى فى جزر المالديف بأنه هجوم على سيادة البلاد..

وتحرص الصين على إبرام اتفاقية تجارة حرة مع جزر المالديف تثير قلق الغرب  لأنها ستفيد الصين بشكل واضح ، وهى قوة اقتصادية يبلغ اقتصادها 17 تريليون دولار أمريكى مقارنة باقتصاد جزر المالديف الذى يبلغ 5 مليارات دولار أمريكي. وكانت الهند تشارك بشكل كبير فى مشاريع تطوير البنية التحتية فى البلاد،.

كما تتمتع الصين بسجل حافل من الإنجاز السريع لمشاريع البنية التحتية. مكنها من الفوز بنقاط نجاح أولية كبيرة بين الدول الفقيرة فى آسيا وإفريقيا والتى تهتم أكثر بتحقيق متطلباتها الأساسية. بالنسبة للهند، فإن خسارة جزر المالديف قد تكون مكلفة، وخاصة فى ضوء استراتيجية «عقد اللآلئ» الصينية. إن القضاء على النفوذ الهندى فى جنوب آسيا بشكل كامل قد يكون هدفاً مستحيلاً.

ومع ذلك، أظهرت التطورات على مدى العقدين الماضيين أن الصين تعدت بشكل مطرد وحققت مكاسب فى الفناء الخلفى للهند. ومن خلال تقليص أهمية الهند فى منطقة المحيط الهندي، تسعى الصين إلى إنشاء حصن ضد الاستراتيجية الهندية المحتملة (نظريًا) لإغلاق مضيق ملقا الذى يمكن أن يخنق إمدادات النفط الصينية فى حالة نشوب حرب قبل سنوات قليلة، كان يُنظر إلى هذا باعتباره أداة فى أيدى الهند ورادعًا ضد العدوان الصينى برا عبر الحدود الشمالية للهند. ومع سعى الصين إلى ترسيخ وجودها فى جنوب آسيا وفى منطقة المحيط الهندي، يبدو أن فعالية استراتيجية مضيق ملقا تضاءلت فجأة.