بشخصيته القوية..

كيف أقنع شيخ العرب همام القبائل في الحرب ضد المماليك؟.. وثيقة تاريخية تكشف التفاصيل

صورة موضوعية
صورة موضوعية

بشخصيته القوية، مكنته أن يكون حاكما للصعيد، استطاع شيخ العرب همام، أن يجمع حوله القبائل، كنوع من السياسة، في ذلك الوقت، لحماية أراضيه ومملكته، التي كان يحكمها بطريقة خاصة، ناتجة عن شخصيته التي مازالت تبهر الجميع حتى الآن. 

استطاع شيخ العرب همام، تشكيل قوة من القبائل، لمحاربة المماليك، في خطة محكمة، أشارت لها وثيقة تاريخية، وتحمل الوثائق التاريخية تحالفًا بين القبائل المتعددة في صعيد مصر مع شيخ العرب همام، نتج عنه تجهيز جيش من المقاتلين برئاسة اسماعيل الهواري، ابن عم همام وزوج شقيقته، قاتل به جيوش المماليك التي يرأسها على بك الكبير، حليف الروس آنذاك.

ولعل مضى همام بن يوسف، بعد وفاة والده عام 1767م في مد سلطانه على كافة أقاليم الصعيد، وإنشائه الدواوين لإدارة شئون الاراضى الواقعة تحت سيطرته ورعاية العاملين عليها، وتشكيل قوة عسكرية من الهوارة والعرب ومن المماليك الفارين من حكم علي بك الكبير، هو أحد أبرز أسباب دق طبول الحرب عليه من على بك الكبير، وتجييش الجيوش لقتاله ومحاربته. 

وجاء في نص الوثيقة: أنه ما بين الأمير عيسى سليمان والصدر الأجل المحترم شيخ العرب عبد الله عيسى همام، والصدر الأجل المحترم شيخ العرب عبد الله إبراهيم، والصدر الأجل المحترم شيخ العرب حماد يوسف عايد، والصدر الأجل المحترم شيخ العرب علي قاسم، والصدر الأجل المحترم شيخ العرب أحمد محمد العكاوي، والصدر الأجل المحترم شيخ العرب عبدالرحمن نصير، والصدر الأجل شيخ العرب همام بن العزيز نصير، والصدر الأجل شيخ العرب نصر عمران نصير، اشهدوا على أنفسهم الجميع وهم بحال الصحة والسلامة والطواعية والاختيار من غير إكراه لهم في ذلك ولا إجبار وبصحة بحور الأشهاد عليهم فيها شرعا، أن الجميع يكون على حالة واحدة وعلى يد واحدة وقلب رجل واحد، إذا حصل لأحد منهما حدوث باطل يكون الجميع معهـ أخذين بيده على إزالة الباطل وإظهار الحق" 

◄ اقرأ أيضًا | سيف الدين قوصون.. استولى على العرش وسجنه المماليك| صور

وتابعت الوثيقة: وكل من حصل منه خلاف ذلك يكون الجميع عليه، والذي يمشى مع الحاكم ويساعده فى خراب وأحداث مفسدة من سفك دم أو غرم مالي يكون ذلك مطلوبًا منه، حاكمًا أو عربيًا، وذلك بحضرة كل من عربان لهان، وهم عربان الوناتنة، والالهم، وسلمى، والرياينة، والبداري، وجهينة، والصوامعة، والقاوية، وعربان بني محمد الجمع، وعربان مامن، وعربان البندار، وعربان السماعنة، وعربان الشراقوة، وعربان العسيرات، وعربان القليعات، وعربان البلابيش، وعربان الوشيشات، وأولاد أبوعليو، والقرعان، والتماتمة، والخلفية، والصمطه، والعوامر، وعربان الجعافرة، وعربان قصاص، وكامل عربان الصعيد الأعلى الحاضرين هذا ما توفقوا وتراضو، مشهدين على أنفسهم بذلك ـ وإذن عليهم في الأشهاد بذلك أن يكونوا على قلب رجل واحد".

وشيخ العرب همام، هو همام بن يوسف بن أحمد بن محمد بن همام ابن أبو صبيح سيبة، والملقب بـشيخ العرب همام،  وهو من أشهر شخصيات الصعيد ولد عام1121 هـ (1709 م)في فرشوط محافظة قنا وتوفى عام 1183 هـ، 1769 م.

وهو الابن البكر للشيخ يوسف زعيم قبائل الهوارة، تلك القبائل التي استقرت في صعيد مصر وتمتعت بقدر كبير من الثروة والنفوذ وسيطر شيوخها على مقاليد الامور في الصعيد.

و بعد تولى الشيخ همام الحكم بعد وفاة والده يوسف عام 1767 م لم يمضى قدما في توسيع ومد سلطانه على كافة أقاليم الصعيد، من المنيا إلى اسوان فكان دولة داخل دولة ومتخذا فرشوط عاصمة لحكمه.

وقام بتأسيس شبه دولة فأنشا الدواوين لإدارة شئون الاراضى الواقعة تحت سيطرته ولرعاية العاملين عليها وشكل قوة عسكرية من الهوارة ومن المماليك الفارين من حكم علي بك الكبير فدقت أبواق الحرب بين دوله في الجنوب يرأسها همام ولد يوسف أحمد الهوارى ودوله أخرى في الشمال يرأسها على بك الكبير الذي كان حليفا للروس وكان يعدهم بأن يدخلوا مصر على جثه همام "أمير الصعيد"، فأمدوه بأكثر الأسلحة تطورا في هذا الوقت.

بعث همام"شيخ العرب" جيشا كبيرًا جمع فيه عده جيوش من الصعيد ومن هواره وعلى راسهم "إسماعيل الهواري " ابن عم الشيخ همام وزوج اخته وخال أولاده اختاره همام ليكون قائدا للجيش وبدأت الحرب وكانت الغلبه من نصيب أهل الصعيد وهواره في البداية ولكن بسبب مكر المماليك استطاعوا أن يخدعوا إسماعيل الهوارى ويجعلوه يخون ابن عمه.

وانتصر المماليك بسبب الخيانة ودخلوا فرشوط وجعلوها كوما من الرماد ثم اتجه همام إلى النوبة ليبنى جيشا آخر من الصعيد ولكنه لم يستطع بسبب الموت فتوفى في الطريق.