اللواء طيار حسن راشد: مازلت أتذكر دقات ساعة الصفر

 اللواء طيار حسن راشد
اللواء طيار حسن راشد

قال اللواء طيار حسن راشد أحد نسور الجو  فى حرب الاستنزاف وأكتوبر 73 ورئيس أركان القوات الجوية سابقاً والحاصل على وسام نجمة سيناء إن القوات المسلحة سجلت ملحمة وطن روت دماء أبنائه الطاهرة ترابه العظيم لاسترداد جزء غالى وعزيز من أرض الوطن وهى سيناء، وهو ما مثل نقطة تحول فى تاريخ العسكرية المصرية العريقة، مؤكدا أن الشعب المصرى كان له نصيب من هذه البطولة المجيدة بالاصطفاف خلف جنوده ودعمهم، وفى القلب منهم أهالى مدن القناة «بورسعيد والسويس والإسماعيلية» والذين كانوا رمز الصمود والقوة تحت خط القصف ومواجهة الأعداء بكل بسالة واقتدار، ليسطرواً بحروف من ذهب، ملاحم شعبية بطولية فى المقاومة والتضحية، والتكاتف مع الجيش المصرى حتى استرداد الأرض.

وأضاف: أتذكر جيداً تفاصيل الطلعة الجوية الأولى التى ضمت مئات الطائرات والتى خرجت من عدة مطارات فى توقيت واحد ولكنى اعاصر الآن وأرى ان ما يتم على ارض الواقع من مشروعات وبنية اساسية فى سيناء ومختلف المدن هو العبور الثانى عقب انتصارات 73. وسيناء تحديداً ارتوت بدماء الكثير من الابطال.. وتابع قائلا: انا خريج الدفعة 21 قوات جوية و 53 حربية وكنت أثناء الحرب برتبة نقيب.

كانت مهمتى فى الحرب ضرب محطة صواريخ هوك وكنا نتدرب أثناء حرب الاستنزاف على هذا الهدف من خلال محطة هيكلية مماثلة فى تبة بوادى النطرون.. كنا نتدرب على الخرائط المجسمة للتعرف على أماكن الأهداف المطلوب تدميرها عندما تقوم الحرب حتى اذا ما بدأت الحرب تعرفنا على الأماكن المستهدفة بسهولة. وأضاف: من اهم ذكرياتى فى حرب اكتوبر هو الانتصار والالم لفقد زملائنا الشهداء ولكن هذا الالم يهون لانه فى سبيل الوطن واستعادة سيناء.

ودائما اتذكر نكسة 67 وكنت طالباً فى الكلية الجوية وقتها وفى صباح يوم 5 يونيو بعد موعد الافطار فى الثامنة توجهنا الى غرفة المحاضرات سمعنا اصوات انفجارات فخرجنا نشاهد ما يحدث وجدنا طائرات تضرب الكلية فأدخلونا مرة اخرى الى المبانى وبعدها صدرت أوامر بالتوجه الى الخنادق وكنا ناكل بشكل معين ونظام معين ووجدنا الاكل عبارة عن مكرونة وقطعة لحم نأخذها فى ايدينا ونحن بالخنادق وتأثرت بتلك الضربة التى دمرت عدداً من الطائرات المصرية داخل الكلية.

وكان ذلك المشهد فى ذهنى وانا اشارك فى حرب 6 أكتوبر المجيدة ونجحنا فى الثأر وتنفيذ عدد من الطلعات الناجحة لانهم استغلوا ضرب القوات الجوية المصرية فى احتلال سيناء، بعد ذلك تم توزيعنا على مطار مرسى مطروح والبعض بمطار المنيا، ومع استمرار التدريب وتجهيزنا كطيارى مقاتلات قاذفه، تم تخرجنا عام 1968 وكان بذلك الوقت يوجد لواء ميج-17 واحد فقط مكون من السرب62 بالمنصورة بقيادة سمير فريد والسرب 89 بقويسنا بقيادة حسن فهمى عباس وقائد اللواء صلاح جبارة وكان هناك تنافس بين السربين باستمرار.