قلم على ورق

مهرجان الأسكندرية السينمائى الـ 39 

محمد قناوى
محمد قناوى

أربع ملاحظات جديرة بالاهتمام فى الدورة 39 لمهرجان الاسكندرية السينمائى الذى اختتم فعالياته مساء أول أمس الخميس، الأولى: المسابقة التى دشنها المهرجان هذا العام لشباب السينمائيين المصريين، باسم مسابقة «شباب مصر» والتى شارك فيها 43 فيلما متنوعا ما بين روائى ووثائقى وتحريك قصير، فقد كشفت أفلام هذه المسابقة عن مواهب مصرية بارعة وشباب يحملون أفكارا متميزة وتفكيرا خارج الصندوق وتميزت أغلبية الأفلام فى هذه المسابقة مما أوقع لجنة التحكيم فى حيرة لمنح هذه الافلام المتميزة جوائز، ولكن لائحة المسابقة وقفت حائلا دون ذلك فجوائز هذه المسابقة ثلاث جوائز فقط، وهو ما دفع لجنة التحكيم الى منح ثلاثة أفلام أخرى شهادات اشادة. 

الملاحظة الثانية الإقبال الكبير من جمهور الاسكندرية على حضور أفلام المسابقات المختلفة لدرجة أن بعض العروض رفعت شعار كامل العدد، بسبب عودة المهرجان لتقديم عروض أفلامه فى منطقة المدينة «محطة الرمل» فى سينما «أمير»، فحدث التجاوب بين الجمهور والمهرجان الذى غاب عنه لسنوات كان يقدم عروضه فى دور عرض على أطراف المدينة، وهذا يستدعى من ادارة المهرجان بقيادة الصديق الأمير أباظة أن يضع فى حساباته أثناء الاستعدادات للدورة الاربعين أن يتوسع فى تقديم عروض المهرجان فى أكثر من دار عرض سينمائى فى وسط الاسكندرية. 

اما الملاحظة الثالثة فتتمثل فى إقامة حفل تخرج الدفعة الأولى من المعهد العالى للسينما فرع الاسكندرية خلال فعاليات المهرجان دفعة فنان الديكور  «د. محمد محسن»، بحضور د. رئيس أكاديمية الفنون د. غادة جبارة، وهو تقليد محمود سنه المهرجان هذا العام اتمنى أن يستمر كل عام لربط خريجى المعهد بمهرجان الاسكندرية وهو ما يتيح للطلاب الاحتكاك عمليا بصناع السينما سواء من مصر أو حوض البحر المتوسط، ومن أبرز مفاجآت الحفل إعلان عامر السالمين رئيس مهرجان العين السينمائى قيامه بانتاج ثلاثة سيناريوهات لأفلام قصيرة لطلاب المعهد لتكون تجربتهم الأولى على مستوى الاحتراف.
الملاحظة الأخيرة والتى أعتبرها من أهم الملاحظات، الانخفاض الملحوظ فى القيمة الفعلية للدعم المالى الممنوح من وزارة الثقافة للمهرجان والتى انخفضت بسبب الأزمة الاقتصادية العالمية والتى ألقت بظلالها على مصر، وايضا الارتفاع الجنونى والمُبالغ فيه فى أسعار الفنادق وتذاكر الطيران وباقى اللوجستيات المطلوبة لأى مهرجان فقد تسبب كل ذلك فى تقليص عدد الضيوف سواء السينمائيون المصريون أو الأجانب وتخفيض عدد الفعاليات الأخرى المصاحبة للمهرجان والتى تمنحه بريقا أكبر لذلك اتمنى من اللجنة العليا للمهرجانات برئاسة وزيرة الثقافة اعادة النظر فى قيمة الدعم والعمل على زيادته فى الدورة الأربعين بما يتناسب مع مكانة وحجم وقيمة المهرجان.