معان حقيقية

أشعل لزميله 23 دبابة فى عيد ميلاده

محمد الحداد
محمد الحداد

البطل محمدعبدالعاطى صائد الدبابات الفلاح البسيط من قرية (شيبة قش) بمنيا القمح شرقية كغالبية المقاتلين المصريين الذين تم تجنيدهم من الفلاحين والصعايدة والأحياء البسيطة فى القاهرة والاسكندرية، وعد زميله بعيد ميلاد عالضفة الشرقية وبدل الشمع ولع له 23 دبابة فى نصف ساعة وأيضا زملاؤه بيومى وعوض كملوا الاحتفال.

لم تكن هناك أى مدن جديدة ولا مدينة نصر ولا تجمع خامس ولا عاصمة إدارية جديدة.

عبد العاطى كان عايش فى بيت من الطوب (اللبن - النيىء) وفى صحن الدار كانت الترومبة التى تسحب الماء من باطن الارض وتقوم الام (بتزليط) البيت من بره ومن جوه بالطين والروبة المخلوطة بالتبن والطبيخ عالكانون والمياه فى الزلعة الفخار..

ومفيش قنوات تلفزيون ولا دش.. عبدالعاطى فى الفيلم الوثائقى كان بيحكى عن اصطياده للدبابات مع زملائه الناس البسيطة ولكن رجالة خارجين من وسط الغيطان وبساطة وقوة أهل مصر الحقيقيين مش المزيفين..

مفيش بينهم واحد عاوج لسانه او مايص او بيتكلم برقاعة او بيتباهى انه ساكن فى كومباوند فى التجمع او مدينة نصر او العاصمة الادارية الجديدة ومفيش فيهم واحد لابس بنطلون مقطع او مسقط البنطلون او عامل قزع على ذقن الشيطان اللى فى المسلسلات.

فلاحون بسطاء رجالة تعلموا فى الكتاتيب وتدربوا وتعلموا وأتقنوا كيفية اصطياد الدبابات بصواريخ بسيطة ولكن دقيقة وتحتاج إلى رجالة بجد مش مياصة ودلع وهدوم نسوان.

يجب إذاعة هذه الافلام كل يوم خاصة فى شهر رمضان بدلا من القرف اللى بنشوفه من برامج تافهة وهايفة ومسلسلات خايبة وعرة وكلها بلطجة وألفاظ نابية وقبيحة لاتعكس المجتمع المصرى ولا تحكى حقيقة المصريين النبلاء الشرفاء الذين يكافحون كل يوم من أجل رغيف العيش وتعليم أولادهم وتربيتهم.. وفروا الملايين وفرجونا على ولادنا الحقيقيين.. التلفزيون المصرى خلانا نحس بالعيد الحقيقى بسبب أفلامه الوثائقية اللى عملتها هيئة السينما والمسرح والموسيقى والمركز القومى للأفلام التسجيلية من خمسين سنة 

قرفنا وزهقنا من نماذج بتتكلم وهى بتتقصع وتتلوى وتتعوج علينا، اهتموا بإذاعة الأفلام الوثائقية الخاصة بعبد العاطى ورفاقه بيومى وعوض.. كل سنة ومصر منتصرة وبعزة وشرف وكبرياء وكرامة رجالها الشرفاء.