الدكتورة إيريني تادرس تكتب: انهيار العقار وإعادة بناءه 

الدكتورة إيريني تادرس
الدكتورة إيريني تادرس

كان لأب من محدودى الدخل ١٠ ابناء وبالرغم من كونه من محدودى الدخل الا انه أنجب كل هؤلاء 

و كأى أب يسعى لابناءه لحياة نحو الأفضل رغم ثقل المسئولية على أكتافه 

إلا أن فى سعيه لذلك الأفضل كانت محاولاته الشديدة للادخار ليوفر لهم حياة كريمة قدر المستطاع 
وفى محاولاته تلك سعى ايضاً أن يبنى لهم منزلاً لإقامتهم وأسرهم ايضاً

وبحسب إمكانياته تلك كان المنزل متوسط الكفاءه ومتوسط الجودة ومتوسط الشكل ومتوسط المضمون والتصميم وذلك أيضاً بسبب بعض الغش فى مواد البناء من بعض العمال القائمين على البناء.

فاجتمع الأخ الأكبر لابناءه باخوته لعمل تعديلات على المبنى بإزالة بعض الحوائط فيه. 

وبالطبع وافق الاخوه لأنهم أرادوا مبنى من أعلى طراز مثل مبنى أحد أقرابهم الشاهق المميز. 

وعند الموافقة وافق الأب ممتعضاً 

وعند التنفيذ لتلك التعديلات للاسف انهار المبنى ولحسن الحظ لم يتأذى احد من الأسرة 

ولكنهم فقدوا منزلهم ولم يتبقى لهم سوى الأرض التى كانت للمبنى .

فاجتمع هذه المرة "الاب" بابناءه ....
قائلا لهم 

لقد كان المبنى بالفعل متوسط فى كل شئ 
وانتم أردتم الأفضل ولم اعترض 
ولكننا الان خسرناه .

وامامنا الآن أختياران إما أن نتخلى عن بناء المبنى
 
وإما أن نسعى جاهدين ليلا ونهاراً واكثر مما كنا عليه فى السابق لنبنى مبنى يليق باحلامنا.

وبالتأكيد وافق الأبناء سعداء مهللين فى مبتدأ الأمر 

وعندما رأى الاب الذى هو ممتلئ خبرة وحكمة سعادتهم تلك بالمقترح قال لهم بفم الحكمة 

لكن البناء من جديد وذلك وفق لاحلامنا وتطلعاتنا يتطلب الكثير من العمل.. والكثير من السعى.. والكثير من الادخار.. والكثير من التقشف 

نادى ابناءه مهللين مرة أخرى  نحن معك يا ابى وموافقين على تلك التكلفة.

الا انهم عند التنفيذ ومع الوقت 
 كان لهم رد فعل مختلفه من تذمر وشكوى وإمتعاض وإعتراض 

بالرغم ان المبنى بدأت تظهر ملامحه وبالفعل كان أفضل سابقه.  

لكن من كثرة تذمرهم إجتمع بهم الاب مرة اخرى 
فى منتصف البناء قائلا....

انا احترمت تطلعاتكم وأحلامكم 

وقدمت لكم حقيقة التكلفة لأحلامكم تلك ولم أخدعكم 

وجعلتوا الأمر مرة محل سخرية ومرة محل تذمر. 

لذلك اذا إخترتم أن اظل عاملاً مخلصاً لإستكمال البناء وبالتالي تحمل تكلفة البناء 
 فاسفعل

وأن اخترتم رفض الاستكمال فستظلوا أولادى الذين لم أبخل عليهم يوما بجهدى وإخلاصى ومحبتي

ولكم الاختيار ....