الدراما سجلت ملحمة النصر من رأفت الهجان إلى العميل 1001

روائع أكتوبر في السينما والدراما والطرب| فيلم «الممر» الأعلى تقنيا.. وأغان خالدة لازالت ترددها الأجيال

بوستر فيلم الرصاصة لا تزال في جيبي
بوستر فيلم الرصاصة لا تزال في جيبي

■ إشراف: عصام عطية

50 عامًا مرت على انتصارات حرب أكتوبر، والتي شهدت قصة كفاح مصرية لاسترداد أراضي سيناء من الإسرائيليين، بتاريخ 6 أكتوبر من العام 1973.

حدث بحجم نصر أكتوبر سجلته السينما وتغنى به المطربون وتابعه المصريون وكل العالم فى المسلسلات، واللافت أن عدد الأفلام رغم أهميتها، إلا أنه لا يزال قليلاً للغاية مقارنة بقيمة وحجم الانتصار العظيم.

شهدت السبعينيات ذروة الإنتاج السينمائي وفي المقدمة «العمر لحظة»، و«حتى آخر العمر»، و«أبناء الصمت» حيث طغت الرومانسية على العملين الأولين، فيما كان «أبناء الصمت» ذا صبغة حربية أقوى، وتراجيدية، ولعل أبرز الأفلام الخالدة في ذاكرة السينما ووجدان المصريين تجسيداً لحرب أكتوبر، كان فيلم «الرصاصة لا تزال في جيبي» للنجم الراحل محمود ياسين ومعه حسين فهمي وسعيد صالح وصلاح السعدني ويوسف شعبان، الذي أُنتج عام 1974، وصور في الأماكن الحقيقية على الجبهة في سيناء.

كما تضم قائمة أفلام السينما المصرية التي تتحدث عن الحرب، فيلم «الوفاء العظيم» من بطولة محمود ياسين، وسمير صبري وكمال الشناوي ونجلاء فتحي، وأنتج في العام 1974.
المخرجة إنعام محمد علي، قدمت أيضاً واحداً من أفلام تلك الحقبة المهمة، وهو «الطريق إلى إيلات».

وقد يكون فيلم «الممر» للمخرج شريف عرفة، هو العمل الأعلى تقنيا، والذي تناول حرب الاستنزاف التي سبقت نصر أكتوبر.

المسلسلات الفنية حاولت هى الأخرى تأريخ الحدث المهم.. ويعتبر مسلسل «رأفت الهجان»، الذى بدأ عرضه عام 1988 والمأخوذ عن قصة حقيقية من ملفات المخابرات المصرية من أهم الأعمال التليفزيونية التى جسدت بطولات الجانب المصرى.. دموع فى عيون وقحة (1980) من بطولة الزعيم عادل إمام.. السقوط فى بئر سبع (1994) بطولة سعيد صالح وإسعاد يونس، والحفار (1995) بطولة حسين فهمى ومحمد وفيق ومصطفى فهمى، ووادى فيران (1998) بطولة جمال عبد الناصر وحنان ترك وغادة عبد الرازق، ويعكس صور مقاومة أهالى سيناء للاحتلال الإسرائيلى للسيطرة على المنطقة.. العميل 1001 فى (2005) بطولة مصطفى شعبان ونيللي كريم.

وتضم مكتبة الإذاعة العديد من الأعمال الدرامية التى تم إنتاجها لتخليد ذكرى انتصار حرب أكتوبر، خاصة أنها كانت الطريقة التى يسعى صناع الفن لرد الجميل من خلالها بتجسيد  قصص أبطالنا وشهدائنا من القوات المسلحة وأعمال أخرى جسدت كفاح الشعب المصرى وجهوده على مر التاريخ فى مكافحته ضد الاستعمار.

شكلت أغاني انتصار أكتوبر وجدان شعب، أشعلت حماس المواطنين والجنود على الجبهة، خصوصا بعد الانتصار والشعور بالفخر تجاه دور كل جندى شارك فى العبور، واستعادة أرض مصر، خرجت كلمات أول أغنية صنعت احتفالًا بانتصارات أكتوبر، عقب بيان الانتصار، طار  بليغ حمدى، إلى مبنى الإذاعة، ليسجل النصر فى لحن جديد، بمجرد سماعه بيان القوات المسلحة.

وبعد الانتصار خرجت الأغاني الوطنية تثير حماس الشعب، لكن لم يتم حصر عدد الأغانى التى تغنى بها المطربون لنصر أكتوبر التى تصل إلى 100 اغنية تقريبا.

قبل 50 عاما استيقظ بليغ، والشارع المصري تملؤه تظاهرات الفرح، والشعب يردد «باسم الله.. الله أكبر.. باسم الله.. باسم الله»، لتهزه الكلمات ويذهب إلى ماسبيرو ويطلب من الشاعر عبدالرحيم منصور أن يلحق به، ليفاجأ بأن المسئول عن الإذاعة قرر عدم السماح لأى شخص بالدخول، فالبلد فى حرب، ثار بليغ مهددا بأنه سيذهب لتحرير محضر بأنه مُنع من الدخول، فيقرروا الامتثال لرغبته.

◄ اقرأ أيضًا | لوحات أكتوبر.. «النصر» بريشة فنان

أغنية (بسم الله) سُجلت بسرعة، وبدأ الجنود يسمعونها، وكانت حافزا رهيبا، لم تكن أغنية معلبة كانت وليدة الحدث، وصادقة جدا.

تعد أغنية «على الربابة» هى الأغنية الثانية التى قدمها بليغ حمدى بالتعاون مع الشاعر عبد الرحيم منصور، والمطربة وردة الجزائرية يوم 6 أكتوبر أثناء نزوله إلى مبنى الإذاعة والتليفزيون وتم إذاعتها بعد الحرب مباشرة.

أما أغنية «عاش اللى قال» فهى من كلمات محمد حمزة، وألحان بليغ حمدى، وغناء العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ، حيث تحمس العندليب لتقديم تلك الأغنية بعد النصر، فاختار كلمات محمد حمزة، ووجد أن الأنسب لتلحينها هو بليغ حمدى، الذى قدم بالفعل وبدأت البروفات فى منزل عبد الحليم بالزمالك، فضلا عن مشاركة مجموعة من الكورال بتوصية من بليغ، وبعد تسجيل الأغنية علم السادات أن اسمه يردد ضمن كلمات الأغنية وهذا ما رفضه، ليضطر عبد الحليم لتسجيل الأغنية مرة أخرى وإعادة إذاعتها مرة أخرى. كما قدم العندليب أغنية «صباح الخير يا سينا» ولحنها الموسيقار كمال الطويل من كلمات الشاعر عبدالرحمن الأبنودى.

كما قدمت الفنانة شادية أغنية «عبرنا الهزيمة يا مصر يا عظيمة»، وهى من كلمات عبد الرحيم منصور، وألحان بليغ حمدى.

ومن الأغانى الوطنية التى غنتها شادية وتناولت فيها عيد النصر العظيم، أغنية «مصر اليوم فى عيد» التى قدمتها للقوات المسلحة على مسرح الزمالك فى عام 1982، الأغنية من تلحين جمال سلامة وكلمات عبد الوهاب محمد.