هز يمة النفوس أقسى من هز يمة الجيوش

50 عامًا على حرب يوم الغفران.. وإسرائيل مازالت تعانى

يمة النفوس أقسى من هز يمة الجيوش
يمة النفوس أقسى من هز يمة الجيوش

احتشدت الدولة العبرية بكافة أجهزتها لإحياء الذكرى الخمسين لحرب «يوم الغفران». تلك الحرب التى مازالت ترمز حتى يومنا هذا إلى نقطة تحول قوضت العديد من المفاهيم فى الجيش والمجتمع الإسرائيلي، بما فى ذلك مفاهيم القوة والعدالة، والثقة فى القيادة واليقين والأمن فى وجودهم ذاته.

الروح التى يتم بها إحياء الذكرى تكشف محاولة محو كل أثر سيئ فى الذاكرة الجمعية للإسرائيليين، وخاصة لدى أولئك الأحياء الذين خاضوا تلك الحرب وعانوا من ويلاتها، ومعالجة أعراض ما بعد الصدمة، ومساعدتهم على إدراك وتقبل النتائج النفسية للحرب عليهم، وفهم الصدمة النفسية على خلفية القتال وطرق علاجها، والتنبيش عن نقاط التضحية الإنسانية والقتالية لإبرازها فى صورة بطولات تقنع الأجيال الجديدة التى لم تعاصر الحرب لكنها سمعت أو قرأت عنها، بأن الهزيمة الثابتة فى أذهانهم تحولت مع نهاية الحرب إلى انتصار ساحق.

الهدف هو رفع معنوياتهم عبر إيجاد المبرر لكل تقصير، ومحاولة العثور على إجابات للأسئلة المفتوحة التى لا تزال تنزف. لا يخلو الأمر من استدعاء صور وذكريات الأيام الخوالى فى سيناء قبل تحريرها، والبكاء على الأطلال التى تركوها.

فى مخرجات هذه الذكرى سنجد تدشين أول موقع أرشيفى ليصبح المنصة الرسمية للمعلومات عن حرب «يوم كيبور»، صدور ستة كتب جديدة عن الحرب بمختلف جوانبها، إنتاج فيلمين دراميين، أحدهما باسم جولدا، عن جولدا مائير، رئيسة الوزراء فى حينه، تناول الملامح الشخصية لها قبل الحرب وأثناءها وبعدها، ورصد لحظات القوة، والضعف لديها.

والثانى باسم «هاميزاح» أى الرصيف الذى حاول توثيق حالة استسلام أفراد بؤرة استيطانية فى أقصى جنوب قناة السويس مقابل بور توفيق، وأخيرًا إنتاج مسرحية لأول مرة فى إسرائيل، تعرض على المسرح قصة حرب جنود اللواء المدرع الرابع عشر فى حرب يوم الغفران. وهو أول لواء تلقى الضربة الافتتاحية للهجوم المصري. وتكبد أكبر عدد من الخسائر فى الحرب.