استنفار فى فرنسا بسبب «جحيم بق الفراش»..

أصوات تحمل المسئولية للمهاجرين.. والجزائر والمغرب تردان بـ «تأهب صحى»

حشرات بق الفراش على مقاعد الركاب بالقطارات فى باريس
حشرات بق الفراش على مقاعد الركاب بالقطارات فى باريس

عواصم- وكالات الأنباء

تشهد العاصمة الفرنسية باريس انتشار موجة غير مسبوقة من «بق الفراش» فى الأماكن العامة كمترو الأنفاق والقطارات وصالات السينما، ما دفع الحكومة للتحرك وتوسيع نطاق العمل، لكن الأزمة يبدو أنها تأخذ منحى سياسيا..

ووثق فرنسيون على مواقع التواصل الاجتماعى العديد من الفيديوهات التى توضح انتشار هذه الآفة. ومنذ بداية سبتمبر الماضى، تضاعف انتشار «بق الفراش»، ليشمل خدمات الطوارئ، كما هو الحال فى الأماكن العامة، وفى مدينة مرسيليا. يذكر أن بق الفراش يتكاثر بسرعة كبيرة، كما أنه أصبح مع مرور الوقت يقاوم المبيدات الحشرية التى بدورها زادت تكلفتها وتضاءلت فاعليتها.
وأدى انتشار البق إلى بروز نقاش حاد فى فرنسا.

وقد دعت بلدية باريس إلى التصدى لهذه الحشرات، قبل انطلاق دورة الألعاب الأوليمبية التى تحتضنها المدينة ابتداء من شهر يوليو من سنة 2024. ومن جهتها، قالت رئيسة كتلة «فرنسا الأبية» المنتمية إلى التحالف اليسارى ماتيلد بانوت، إن «بق الفراش سبب جحيما لملايين الأسر فى هذا البلد»، ويجب على الحكومة أن تتحرك.

كما أضافت أنها «تعرضت للسخرية عندما دعت إلى خطة وطنية طارئة لمعالجة بق الفراش منذ عام 2019». وأعلنت رئيسة الوزراء إليزابيث بورن، عن «عقد اجتماع وزارى بين جميع الوزراء المعنيين». واستدعى وزير النقل مشغلى القطارات والحافلات لمنع تكاثرها فى وسائل النقل العام.

وتسببت صور ومقاطع فيديو نشرها عدد من المسافرين لما يبدو أنها حشرات بق منتشرة فى المترو والحافلات المحلية فى باريس، وأيضا على متن القطارات عالية السرعة بين المدن، وبمطار شارل ديجول، موجة من الذعر والاشمئزاز فى جميع أنحاء البلاد، حسبما نقلته صحيفة «جارديان» وصحف فرنسية محلية.

وقال نائب عمدة باريس، إيمانويل جريجوار، فى تصريحات للتلفزيون الفرنسى: «لا أحد فى مأمن.. يمكن التقاط هذه الحشرات من أى مكان وإدخالها إلى بيتك، ولا تكتشف ذلك إلا بعد أن تتكاثر وتنتشر».

وقبل أيام، أثارت تصريحات الصحفى الفرنسى باسكال برود حول انتشار حشرة «بق الفراش» وربطها باللاجئين غير الشرعيين بفرنسا، موجة استنكار كبيرة. وأعلن عدد من النواب رفع شكوى ضد الصحفى ووصفوا تلك التعليقات بـ»العنصرية».

فى المقابل، أكد وزير الصحة الجزائرى عبد الحق سايحى على وجود رقابة فى كافة الموانئ والمطارات والمعابر الحدودية لمنع انتشار هذه الحشرة فى البلاد.

وكان اللافت فى تصريح الوزير، الذى نقلته وكالة «الشروق» الجزائرية، إشارته إلى أن هذا المرض قديم وأصاب فرنسا فى أربعينيات القرن الماضى، معتبرا أن انتشار هذه الحشرة له علاقة بالنظافة، وتابع قائلا «العائلات الجزائرية نظيفة، ولدينا أشعة الشمس التى تقضى على مثل هذه الظواهر فليس هناك تخوفات».

كما أعلنت إدارة ميناء طنجة المغربى، تفعيل حالة الطوارئ الصحية والبيئية، عقب الاشتباه فى وجود حشرات «البق» على متن باخرة مسافرين وصلت من ميناء مارسيليا الفرنسى.

ونقل موقع «هسبريس» المغربى عن مصادر، أن عملية المراقبة الصحية الاستباقية فى الميناء، كشفت «رصد حشرة البق على متن هذه الباخرة، مما استدعى تفعيل بروتوكول صحى صارم».

ويقتضى البروتوكول «القيام بعملية تعقيم وتنظيف شاملة ودقيقة لجميع مكونات هذه الباخرة وحمولتها، قبل الشروع فى عملية استقبال العربات والمسافرين القادمين على متنها».