اللواء درويش حسن: حطمنا أسطورة «الجيش الذي لا يقهر»

اللواء درويش حسن
اللواء درويش حسن

■ كتب: محمد ياسين

لواء درويش حسن درويش أحد أبطال انتصار أكتوبر يتذكر ملحمة العبور.. وانتصار العزة لمصر فيقول: قبل أن نتحدث عن انتصار أكتوبر يجب أن نطرح سؤالا بعد خمسين عاما: ماذا حققت حرب أكتوبر، إذا نظرنا إلى الوضع عسكريا فإن مصر أصبحت تمثل ثقلا عسكريا بالمنطقة بامتلاكها أحدث الأسلحة الموجودة فى الترسانة العالمية سواء فى القوات الجوية بامتلاكها المقاتلة الرافال الفرنسية وf16 الأمريكية، وذلك يدل على تنوع مصادر السلاح من حيث امتلاك الاكفأ والأقوى عالميا.

وأيضا يحب ألا نغفل المناورات العسكرية التى تتهافت الدول الصديقة لعملها مع مصر، فأصبح الجندى المصرى له مكانة عالمية وسط جيوش العالم.

وإذا نظرنا إلى الوضع داخل سيناء فأصبحت التنمية تدب فى كل ربوعها من شمالها لجنوبها وشرقها لغربها من مشروعات تنموية وحيوية بالإضافة إلى مشاريع تطوير قناة السويس والمنطقة الاستراتيجية الخاصة بها، فكل هذا من ثمار حرب أكتوبر.

ونعود إلى انتصار أكتوبر فيعود اللواء درويش، قائد لواء مشاة ميكانيكى سابق وزميل أكاديمية ناصر بالذاكرة إلى حرب الاستنزاف حيث يقول: "تخرجت فى الكلية الحربية ضمن الدفعة 55 فى يوليو 1969، وفور التخرج لم نأخذ سوى يومين إجازة قبل الانضمام إلى وحداتنا بالجيش الثانى الميدانى، برتبة الملازم، توليت قيادة فصيلة مشاة، فى إحدى الوحدات المتمركزة على الخط الدفاعى الأول على قناة السويس، بمنطقة القنطرة وشمالها، وكان أمامنا 4 نقاط حصينة لخط بارليف -المنطقة الحيوية - التى تتحكم فى محاور عمق سيناء وحدودنا مع العدو الإسرائيلى".

◄ اقرأ أيضًا | نصر أكتوبر | أسطورة إبراهيم الرفاعي .. مسيرة بطل «فيديو»

يضيف درويش: عند وصولى إلى القيادة لم أستطع الالتحاق مباشرة إلى بالكتيبة نظرا لاشتباكها فى ذلك الوقت مع العدو الإسرائيلي لمدة يوم وليلة، فاستضافونى بالكتيبة المتمركزة على الخط الثانى لقواتنا، وكنت قائدا لفصيلة مشاة مدعمة مكونة من 40 إلى 50 جنديا مقاتلا والمكونة من مدافع ماكينة ورشاشات ومدفعية خفيفة مضادة للدبابات وقذائف الهاون، وكنا ندافع على مسافة 150 إلى 200 متر من العدو.

وكانت الاشتباكات تهدأ بالنهار وتنشط ليلًا، حيث كان العدو الإسرائيلى ينتج جميع أشكال النيران سواء مدفعية أو طيران أو هاونات أو رشاشات ثقيلة للتأثير على معنوياتنا وعزيمتنا القتالية وإزعاج قواتنا المصرية، وكنا نتبادل الأماكن ما بين التقدم لأداء مهامنا القتالية فى الأمام ثم العودة للخلف للتدريب، وتدخل كتيبة أخرى تتولى المهام، لنداوم على التدريب لما سيحدث فى الحرب المستقبلة مثل تجهيز القوارب للعبور ثم العبور بها فى موانع مائية شبيهة بقناة السويس ثم مهاجمة خط بارليف، وذلك عبر عدة ميادين للتدريب مشابهة لخط بارليف بأماكن بالمحسمة والبعالوة بنطاق الجيش الثانى.

وعن يوم العبور يقول اللواء درويش حسن إنه فى يوم 6 أكتوبر، وبالتحديد فى الساعة 12ظهرًا، علمنا أن الحرب ستبدأ بعد عودة قواتنا الجوية من تنفيذ الضربة الجوية وتدمير الأهداف التى تعوق تقدم قواتنا فى عمق العدو - ثم التمهيد النيرانى للمدفعية ثم نتحرك كجنود مشاة تحت ستر نيران المدفعية الساعة 2.20 ظهرًا للموجة الأولى، وبالفعل بدأنا كسلاح مشاة بتجهيز الشدة وبها احتياجاتنا من ذخائر ومؤن لمدة 72 ساعة، لأننا سنعبر على قوارب ثم نتسلق ساترا ترابيا ثم نترجل ونقاتل ولن تصل لنا إمدادات قبل 48 ساعة على الأقل بعد مد الجسور وعبور الدبابات، وبمجرد عودة أول سرب من قواتنا الجوية عمت الجنود حالة من الفرحة ولم تلتزم بالتوقيت المحدد وعبرت الموجات الأولى فى الساعة 2.10 ظهرا لنتسلق الساتر الترابى لخط بارليف بارتفاع 20 مترا بزاوية 45 درجة، وكان الفرد يحمل احتياجاته وسلاحه وألغاما وآخرون يحملون المدافع الماكينة الرشاشة والمدافع المضادة للدبابات، وكانت تشكل حملا وأثقالا عالية، ولكن مع التدريب والإرادة كانت لا تمثل لنا أى عبء، وبالفعل تسلقنا الساتر الترابى ووطئت أقدامنا سيناء بالضفة الشرقية لقناة السويس.

ويواصل درويش: وكانت خطتنا تعتمد على تجنب النقاط الحصينة لخط بارليف فى منطقة الدفرسوار وشمالها عند البحيرات الُمرة ونعبر من شمالها بحيث نحاصرها ونقطع عنها أى إمدادات أو دعم تمهيدًا للاستيلاء عليها، وبالفعل فى 9 أكتوبر هاجمنا هذه النقاط المحاصرة لمدة 3 أيام رغم أنها كانت تستطيع الدفاع لمدة شهر كامل، وبقوة سرية مشاة مدعمة بالدبابات والمدفعية تم اقتحام النقطتين الحصينتين وتم أسر 35 جنديا وضابطا وطبيبا.

ويضيف: كانت تخصص لنا المهام كوحدة فرعية مشاة تباعًا بشكل يومى حتى تم الاستيلاء على خط بعمق من 4 إلى 5 كيلومترات شرقا، ثم صدرت الأوامر بتطوير الهجوم بأوامر من القيادة الأعلى، وكنا نواجه الدبابات ونمنع أى مدرعات للعدو من الاقتراب من قواتنا وتم الاستيلاء على مساحات فى سيناء تصل من 12 إلى 15 كيلومترا شرق القناة ونجحت قواتنا فى كسر وتعرية أكذوبة «الجيش الذى لا يقهر».