«آخرساعة» توثق لحظات النصر| حوارات مع قادة النصر وضباطه وجنوده

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

■ كتب: محمد ياسين

على مدار خمسين عاما كانت «آخرساعة» تحتفل فى شهر أكتوبر من كل عام بذكرى النصر بإجراء حوارات مع الأبطال أو من خلال نشر مذكرات قادة النصر مع نشر أهم صور الانتصار والمعارك على صفحاتها لتوثق شهادات أبطال المعارك من القادة والضباط والجنود.
نستعرض معًا أهم الأغلفة التى نشرتها أميرة المجلات عن ذكرى النصر..

◄ عندما حاور رئيس التحرير مشير العبور 

◄ قائد الجيش الثانى يتذكر خطة تصفية ثغرة الدفرسوار

كان عدد 10 أكتوبر 1973 بعد عبور قواتنا المسلحة بأربعة أيام لتنشر المجلة صورة كبيرة، تصوير مكرم جاد الكريم، من على الجبهة يرفع فيها جنودنا علم مصر تحت عنوان كبير من أرضنا.. إلى أرضنا جاء فيه:

دخلت «آخرساعة» مع قواتنا إلى سيناء رافقت طوابير الدبابات والمدرعات وعاشت مع الرجال الذين عبروا القناة من أرضنا إلى أرضنا.. وعاشت عدسة «آخرساعة» المعارك الضارية التى خاضتها قواتنا لاقتحام خط بارليف ولتحرير التراب الوطنى من العدو الإسرائيلى.. كما سجلت اللحظة التاريخية عندما رفع الرجال علم مصر على أرض سيناء.
بسم الله.. الحمدلله

وكتب رئيس التحرير فى ذلك الوقت الكاتب أنيس منصور مقالاً بعنوان «بسم الله.. الحمد لله» وجاء فيه: «اعتدت إسرائيل على مصر مرة أخرى.. هاجمت بطائراتها وقواتها البحرية وتوقعت إسرائيل أن ترد العدوان، كما فعلنا ذلك عشرات المرات وتهدأ النار ويسكن الدخان على طول خطوط المواجهة، ويعود الضباط والجنود اليهود يهنئون أنفسهم على أنهم ضربوا مصر وقتلوا المصريين وأفزعوا العرب، ويهز كل واحد رأسه قائلاً: إنهم مصريون، إنهم لا يقوون على إمساك بندقية ولا إطلاق مدفع ولا التقدم خطوة واحدة يخلصون أرضهم من أيدينا ولكن كل شيء تغير، فقد استعدت مصر، وطال انتظارها ليوم الخلاص وارتبطت ضفتا القناة بجسور تولت حمايتها نيران المدافع والطائرات وتقدم الجنود الأبطال يعبرون الماء الساكن منذ سنة ١٩٦٧ ويحطمون ذلك الجسر الترابى الذى أقامه اليهود على الضفة الأخرى ويوسعون الفتحات وتعبر الدبابات البرمائية والسيارات المصفحة والمشاة عشرات الألوف، مئات الألوف، وينهال الجنود والضباط على أرض مصر الطاهرة يقبلون ثراها وتمتد ألوف الأيدى وملايين القلوب تسقط علم إسرائيل على الأرض بنجمة داود الزرقاء ويرفعون علم مصر وقلب العروبة عاليا وتمتلئ العيون بدموع الفرح، ويكون للقلوب دوى أقوى من المدافع وتتعالى أوامر الضباط إلى جنودهم: تقدموا تكفى فرحة بهذا المشهد فلا تزال أمامنا مهام أكبر وأضخم، تقدموا هذا هو اليوم الذى انتظرتموه طويلاً».

◄ اقرأ أيضًا | «قادة النصر».. اللواء أركان حرب مهندس «باقي زكي يوسف»

◄ العبـور
وانتهى مقال أنيس منصور لتبدأ التغطية الصحفية للعبور تحت عنوان «عبور إلى سيناء واختراق فى الجولان» وعبر الرجال.. ووضعوا أقدامهم على رمال سيناء.. وعبر الرجال.. ورفعوا علم مصر على الشاطئ الشرقى لقناة السويس.. وعبر الرجال.. واقتحموا خط بارليف وحرروا الأراضى الأسيرة من الاحتلال الإسرائيلي..

وموضوع آخر عن عبور الرجال ومن ورائهم ملايين القلوب تدعو لهم وملايين السواعد تعمل من أجلهم، كانت أصواتهم تشق عنان السماء لخط العبور «الله أكبر، الله أكبر» بينما يرفعون العلم الذى غاب سنوات عن التراب الوطنى فى سيناء.

وننتقل الى عدد المجلة فى 17 أكتوبر ليكتب محمد وجدى قنديل تقريراً عسكرياً عنوانه: «ماذا وراء الانهيار والتغيير الشامل فى قيادة الجيش الإسرائيلي؟»، ماذا يعنى هذا التغيير الشامل فى القيادات العليا لجيش العدو الإسرائيلى؟، وماذا يكشف ذلك الاستدعاء المفاجئ للجنرالات الإسرائيليين المتقاعدين من الاحتياط وعودتهم إلى الخدمة العسكرية وتكليفهم بمهام خاصة فى هيئة الأركان العامة وفى جبهات القتال؟ وما تأثير هذا التغيير على مخططات القيادة الإسرائيلية، بينما المعارك دائرة بشراسة فى سيناء وفى الجولان وخسائر الإسرائيليين تتصاعد كل يوم؟ ثم كيف يمكن أن تكون صورة التفكير داخل المؤسسة العسكرية الإسرائيلية بعد إجراء هذه التغييرات؟.

◄ اليوم الموعود
بينما الكاتب الصحفى صلاح قبضايا يكتب من سيناء: «سقوط خط بارليف = سقوط أسطورة جيش»، ويقول فى تحقيقه: جاء اليوم الموعود وعبرت قناة السويس خلف قواتنا، ودخلت المواقع الحصينة لخط بارليف ورأيتها من الداخل بعد أن عشت سنوات كاملة أشاهدها من الضفة الغربية لقناة السويس، كانت هذه المواقع تبدو من غرب القناة منيعة قوية محصنة، ولكننى عندما دخلتها رأيت شيئا آخر، وهذه المواقع الحصينة يفصلها عن مياه القناة سد ترابى عالٍ عمل العدو طويلا على مدى سنوات فى زيادة الارتفاع به، وهذه المواقع الحصينة، أو القلاع هى التى تشكل ما كان يعرف باسم خط بارليف.

بينما يكتب سيد نصار تحقيقاً بعنوان: «معارك الدبابات فوق الجولان حتى النصر..! قصة الخط الذى سقط!»، ويقول نصار فى مقاله: ما هى الجولان، وما هى طبيعة المرتفعات التى تدور عليها أعنف المعارك بين القوات السورية والعدو الإسرائيلي؟ وكيف تجرى التحركات العسكرية على هذه المنطقة من الجبهة الشمالية التى تشهد أخطر معارك الدبابات؟

وقال خبراء الدفاع فى العالم هذا الأسبوع إنهم فى حيرة أمام هذه الأعداد الهائلة من الدبابات من جانب القوات العربية التى تخوض الآن قتالا ضاريا لم تعرفه الحرب العالمية الثانية نفسها فى أخطر مراحلها.

ويكتب عاطف الغمرى «قبل يوم ٦ أكتوبر كانت إسرائيل تستعد للعدوان»، ويقول الغمرى: كانت كل الشواهد قبل اليوم السادس من أكتوبر تشير إلى أن إسرائيل أعدت نفسها لشن هجوم كبير، ضربة جوية مفاجئة أخرى شبيهة بما حدث فى الخامس الحزين من يونيو ١٩٦٧.

◄ حديث المشير إسماعيل
أما عدد 2 أكتوبر 1974 فكان غلافه صورة كبيرة لاحتفال فى استاد القاهرة ويتوسطها صورة كبيرة للسادات مؤدياً التحية العسكرية وعنوان: «نحن ننفرد بحديث خطير للمشير أحمد إسماعيل»: كيف كنا سنة 67 وكيف كانوا سنة 73 وما الذى تغير فى الدنيا؟ بقلم رئيس التحرير أنيس منصور.. حيث يقول المشير: «إن الإسرائيليين قد وقعوا فى نفس الغلطة التى وقعنا فيها، وكأن التاريخ يعيد نفسه.. فهم أيضا كانوا يصرخون فى 1973 وما قبلها بأنهم لن ينسحبوا من الأراضى التى يحتلونها وأن أحدا لن يستطيع أن يحرك أقدامهم وأن حدود إيقاف إطلاق النيران فى يونيو 1967 هى الحدود الطبيعية أو الحدود التى يمكنهم الدفاع منها.. ولذلك رفضت إسرائيل جميع قرارات مجلس الأمن».

عدد 8 أكتوبر 1975 بغلاف خلفيته العرض العسكرى فى المنصة وفى منتصف الغلاف صورة كبيرة للسادات مرتدياً زيه العسكرى مع عنوان «كل سنة وانت طيب مرتين.. عيد الفطر وعيد النصر» وفى الصفحات الداخلية صورة للعرض العسكرى بتصوير أحمد عبد العزيز تحت عنوان كل 6 أكتوبر ونحن أقدر على تحرير أرضنا، وبعده بعدة صفحات كتب فاروق الطويل تحقيقا بعنوان «فلما كانت الساعات الأولى من يوم السبت عيد الغفران الموافق العاشر من رمضان» يسرد فيها الساعات الأربع والعشرين قبل بدء القتال على طول الجبهتين المصرية والإسرائيلية، وبعده تقرير بقلم سعيد نعمة الله عن أكبر وأخطر الدراسات عن حرب أكتوبر قدمها المعهد الدولى للدراسات الاستراتيجية فى لندن.

وكان غلاف عدد 6 أكتوبر 1976 به صورة كبيرة للرئيس السادات مؤديا التحية العسكرية يتوسط الجمسى ومبارك وعنوان أسرار جديدة ترويها مذكرات حرب أكتوبر، وداخل العدد مقال بقلم رشدى صالح: لماذا نقول إنها حرب التحرير الوطنية؟ وكيف نستقبل أكتوبر 76؟ وبعدها حوار بقلم محمد وجدى قنديل تصوير فاروق إبراهيم مع قائد القوات الجوية تحت عنوان: حسنى مبارك يكشف أسرار الساعات الخطيرة فى حرب أكتوبر.

◄ التحام الشعب والجيش
وفى عدد 5 أكتوبر 1977 بثلاث صور الأولى للسادات والثانية لعرض دبابات أمام نصب الجندى المجهول بمدينة نصر والأخيرة لطائرات محمولة على سيارات تحت عنوان الأسلحة الجديدة: مفاجأة 6 أكتوبر، ومقال بقلم رشدى صالح، أربع سنوات بعدما صرخوا: المصريون قادمون، ويسرد فيه التحولات الأساسية التى جعلت الشعب والجيش كتلة هائلة ملتحمة الصفوف تقاتل وهى متماسكة مطمئنة.

وفى عدد 4 أكتوبر 1978 جاء غلافه بصورة للسادات بالزى العسكرى ومن خلفه صورة كبيرة لسيناء وحمام السلام يرفف فوقها تحت عنوان: «السادات يصارح الشعب بحقائق الموقف» وجاء مقال رشدى صالح بعنوان:» السلام يبنى حياة جديدة لمصر وشعوب الشرق الأوسط» وبعده جاء خطاب السادات فى مجلس الشعب تصوير فاروق إبراهيم وصورة للسادات يتحدث على المنصة بعنوان: «معا من نضال السلام إلى نضال الرخاء» وبعده بعدة صفحات تنشر المجلة يوميات حرب أكتوبر، ويحكى أسرار ما حدث على جبهة سيناء، وتفاصيل ملحمة العبور واقتحام خط بارليف بعد ضربة الطيران.

◄ مذكرات مرعى
وفى عدد 8 أكتوبر 1980 جاء الغلاف تحت عنوان عدد ممتاز بصورة للسادات بالزى العسكرى ممسكًا صولجاناً تصوير فاروق إبراهيم تحت عنوان: أسلحة وصواريخ متطورة للجيش المصرى فى العرض العسكرى، وفى الداخل كتب تحقيق بقلم فاروق الشاذلى وأسامة عجاج تصوير أحمد عبد العزيز تحت عنوان: «بعد سبع سنوات من انتصار أكتوبر: عيون العالم على جيش مصر» ويحكى فيه عن العرض العسكرى وأن ضيوف مصر جاءوا ليشاركوا شعب مصر احتفال أكتوبر، وبعدها جاءت مذكرات سيد مرعى عن حرب أكتوبر ويتذكر مهمته فى السعودية الخليج وسط المعركة، ويتذكر مرعى ما قاله الملك فيصل بأن مصر رفعت رأس العرب، ودور قرار قطع البترول والنتائج التى حققها القرار.

أما غلاف المجلة فى 6 أكتوبر 1982 جاء بصورة طائرات مقاتلة تحلق فى السماء مع عنوان: «مفاجأة ساعة الصفر: الضربة الجوية كما عاشها حسنى مبارك» وصورة أخرى من على جبهة القتال بعنوان: «تفاصيل خطة الشرارة: الثعلب يروى معركة العبور» حديث كتبته سهير الحسينى فى حوار مع الفريق سعد مأمون قائد الجيش الثانى وقت الحرب ويتذكر خطة تصفية ثغرة الدفرسوار، ويحكى عن ساعة الصفر واقتحام خط بارليف، وكيف حقق الجيش المصرى المفاجأة فى العبور، وكيف تم الاستيلاء على القنطرة فى نصف ساعة.