«قادة النصر».. اللواء أركان حرب مهندس «باقي زكي يوسف» | فيديو

اللواء أركان حرب باقي زكي يوسف
اللواء أركان حرب باقي زكي يوسف

خرج من بين أبناء الشعب المصري بطل في فترة حالكة ساد فيها الظلام ليحمل مشاعل النور للأمة المصرية، لتعبر جسرًا ما بين اليأس والرجاء، إنه اللواء أركان حرب باقي زكي يوسف، صاحب فكرة تدمير الساتر الترابي لخط بارليف بطلمبات المياه.

وها هي أيام قلائل تفصلنا عن ذكرى مرور 50 عامًا على نصر أكتوبر المجيد، والسطور التالية تروي قصة اللواء باقي زكي يوسف، كواحد لا ينسى من رموز ذكرى نصر أكتوبر.

بدا الأمر في أيام الحرب أشبه بعبور المستحيل لكنها روح التحدي تلك التي أقسم بها المصريون في ميادين القتال عبر مئات البطولات والحكايات؛ ومنها فكرة استخدام مدافع المياه في فتح الثغرات للساتر الترابي لخط بارليف خلال حرب أكتوبر 1973.

فكرة عبقرية لواحد من رموز العسكرية المصرية، وهو اللواء أركان حرب مهندس باقي زكي يوسف، استرجع اللواء البطل ذكرياته في تصريحات قبل وفاته أذاعتها وزارة الدفاع عبر فيديو وثائقي أذيع قبل 4 سنوات، قائلاً: "هذه الفكرة كانت ابنة الوقت وليدة اللحظة الصعبة؛ ففي مايو عام 1969 صدرت تعليمات لقيادة الفرقة 19 بالعبور واقتحام خط بارليف وفتح الثغرات والوصول إلى أهدافها شرق القناة".

اقرأ أيضا: «فخر وعزة للمصريين».. مواقف الأحزاب السياسية من حرب أكتوبر

مكونات الساتر الترابي لخط بارليف

وأوضح باقي زكي يوسف، أن الساتر الترابي عبارة عن جبل طوله 21 مترًا وعرضه 12 مترًا ممتد بين بورسعيد إلى السويس، وتحوي النقاط القوية للخط على مصاطب دبابات وحقول ألغام وأسلاك شائكة بخطط نيران متكاملة كانت موجودة على امتداد الساتر الترابي.

وتابع باقي زكي يوسف قائلاً: " لم يكن يهمني ارتفاع الساتر الترابي ولكن عامل الوقت كان مهما فكنت أريد أقل زمن لفتح ثغرة في الساتر الترابي وكان يهمني نسبة الخسائر فاقترحت تثبيت طلمبات مياه على زوارق خفيفة في القناة تسحب المياه وتضخها عل ىالساتر الترابي في الأماكن المطلوب فتح الثغرة فيها، وتم عرض الأمر على الرئيس جمال عبد الناصر، وأعطى تعليماته بدراسة الأمر والتجربة والتنفيذ في حال نجاحها".

وبدأت القوات المسلحة بعمل أول تجربة كانت في حلوان في سبتمبر على ساتر ترابي وتم عمل أكثر من 300 تجربة، وعلى جميع أنواع الأراضي وجميع أنواع الطلمبات الميكانيكية والتوربينية، ثم تم عمل بيان عملي في جزيرة البلاح على ساتر ترابي داخل داخل القناة يشبه تمام الساتر الترابي شرق القناة، وتم فتح الثغرة في غضون 3 ساعات، ومنذ ذلك الحين تقرر استخدام أسلوب التجريف في فتح الثغرات في الساتر الترابي شرق القناة.

اقرأ أيضا: أكتوبر والسادات.. «الأسطورة والقائد» في عيون العالم | صور

فتح ثغرات بساتر خط بارليف

وحانت اللحظة المرتقبة ضربة جوية مركزة تمهيد نيراني هو الأضخم في تاريخ المدفعية، وبدأ اقتحام مانع قناة السويس الصعب، فيما كان المهندسون العسكريون يواصلون تنفيذ أخطر المهام القتالية وتم فتح الثغرات في الساتر الترابي باستخدام مدافع المياه لتتمكن 5 فرق مشاه بكامل معداتها من عبور قناة السويس ويرتفع العلم المصري شرق القناة ويتحقق النصر المبين في غضون 6 ساعات.

اقرأ أيضا: نصر أكتوبر | محطات في حياة المشير الجمسي.. مهندس حرب أكتوبر «صور»

وقال اللواء أركان حرب باقي زكي يوسف، " دخلنا الحرب الساعة 2 ظهرًا في غضون الساعة 6 مساءً تم فتح أول ثغرة في الساتر الترابي وفي الساعة 10 مساءً تم فتح 60 ثغرة من بورسعيد إلى السويس وسيطرنا على شرق القناة بالكامل، وأصبحنا نملك تمام أرض المعركة، والعدو فقد السيطرة تماما على كل جزئية من خط بارليف".

اقرأ أيضا: «قادة النصر».. المشير «محمد علي فهمي».. رجل الصواريخ الأول حول العالم

تكريم اللواء باقي زكي يوسف

وتقديرًا لدوره في نصر أكتوبر المجيد، استحق اللواء باقي زكي يوسف نوط الجمهورية العسكري عام 1974، كما منح وسام الجمهورية عام 1984، كما تم إنشاء نفق باسمه، وفي 23 يونيو 2018 رحل جسد اللواء باقي، فيما واصلت الروح تحليقها في سماء البطولة والعطاء.

اقرأ أيضا: «نصر أكتوبر».. أهل الفن بين خط النار ودعم الجرحى