محمد قناوي يكتب: الموهوبة "حنان" التي يُكرمها مهرجان الأسكندرية السينمائي

محمد قناوي
محمد قناوي

علينا أن نفخر أن لدينا ظاهرة تمثيلية عظيمة أسمها "حنان مطاوع"، ممثلة لا تؤدي فقط الشخصية المكتوبة علي الورق كما تفعل كثيرات بل تقدم الشخصية بكل تفاصيلها الصغيرة تجعل المشاهد يصدق ان هذه الشخصية من لحم ودم وتجعله يتعايش مع الشخصية لحد التوحد معها.
موهبة حنان مطاوع تمنحها القدرة علي اداء أي دور في الدنيا.. فهي تمتلك تكنيك خاص في الاداء يشبه تكنيك الفنان العظيم الراحل"نور الشريف" ، لذلك حسنا فعلت ادارة مهرجان الأسكندرية السينمائي برئاسة الصديق الناقد الأمير اباظة باختيار "حنان" لتكون مكرمة في الدورة ٣٩ المنعقدة حاليا تقديرا لموهبتها ومشوارها الفني الممتليء بالاعمال الهامة.
قد يري البعض أن رصيد حنان مطاوع السينمائي قليل جدا ولكنه رصيد تفخربه، وقلة هذا الرصيد لاذنب لها فيه فهو يعود للصناعة نفسها والتي غابت عنها السينما الجادة، وسيادة نوعية من الأدوار التي لا تري حنان مطاوع نفسها فيها فهي تبحث دائما عن أدوار تشبع موهبتها وفي نفس الوقت تترك بصمة كبيرة ولا يكون بها خدش للحياء لذلك قل الطلب عليها سينمائيا، ورغم قلة ادوارها السينمائية إلا ان دولاب جوائزها يتزين بعدد من الجوائز لأعمال مهمة في مشوارها مثل" قابل للكسر - قبل الربيع- هليوبوليس- صياد اليمام - الغابة - قص ولزق وغيرها من الأفلام.
من يعرف حنان مطاوع يجد أنها إنسانة شديدة الادب والحياء؛ مثالية في كل شئ ملتزمة بمواعيد عملها؛ فلم تتأخر يوما عن موعد تصوير؛ ولم تقف أمام كاميرا والا وهي جاهزة للابداع؛ وعندما تفرغ من عملها تذهب لمنزلها فهي لا تهوي جلسات النميمة ولا الحفلات الصاخبة.
كثيرون يعرفون أنها ابنة المخرج والممثل الكبير "كرم مطاوع"؛ وايزيس المسرح المصري"سهير المرشدي"؛ ولكنها لم تعتمد عليهما في رحلة صعودها وحسمت هذا الامر منذ ان كانت طالبة في الجامعة فقد حاولت بين زملائها إلغاء اسم "مطاوع"، ولكن لم تكتمل حيلتها حيث زارها والدها بالجامعة وقبلها أمام زملائها مما أثار الحديث "كرم مطاوع باس حنان" ومن هنا عرف زملاؤها في الجامعة أنها ابنة"كرم مطاوع"؛ وكانت الفرصة الاولي لها في "حديث الصباح والمساء" بعدها شاركت في "أميرة في عابدين" و"أولاد الشوارع" إلي ان جاءتها الفرصة الكبري في دور"نرمين" في مسلسل "ونوس" امام العبقري يحيي الفخراني؛ فكانت مشاهدهما بمثابة مبارزة قوية داخل حلبة مصارعة؛ لتنطلق بعدها في ادوار لا تقدمها مجرد ممثلة بل لابد ان تكون مبدعة فجاء دور "عبلة" في "هذا المساء"؛ و"سارة"في "حلاوة الدنيا" و"كريمة" في "الرحلة" و"دنيا" وغيرها من الأعمال المهمة.
لقد نضجت حنان مطاوع من زمان وتربعت علي قمة هرم الاداء التمثيلي وأصبحت مثل الحاوي الذي يخرج من جلبابه مع كل عمل جديد مفاجأة لجمهوره؛ ويجب علينا ان نفخر بأن عندنا موهبة جبارة اسمها "حنان مطاوع" لا تقل بل تسبق بخطوات نجمات عالميات مثل "جوليا روبرتس او نيكول كيدمان او جودي فوستر".