«الأيام الباردة» قصة قصيرة للكاتب أحمد ربيع

الكاتب أحمد ربيع
الكاتب أحمد ربيع

في طريقي لبيت شقيقتي، أتذكر بكل السخرية المرة، تمتمتي الواثقة على باب المستشفي، عن كوننا لن نهزم بسهولة، هذه المرة.

جمعنا كل ما نملك من مال وعلم وطرق لإدارة الازمات، إضافة إلى خبرة شقيقتي حين سافرت مع عمي لعلاجه بألمانيا، حتى لو كانت التجربة قد فشلت.

في المرات الماضية اهتزت ثقتنا بأنفسنا. عمتي، أبي، عمتي الثانية، عمي، كلهم بعد جدي قد ذهبوا ضحية المرض اللعين، حتى أننا تساءلنا إن كان يورث أو كانت جينات العائلة لها علاقة. لكنها أمي هذه المرة، وقد بدأنا نفهم أن السبب الرئيسي هو ما نأكله ونشربه كمصريين، رغم محاولات شقيقتي المستميتة لإحاطتها بالطعام الصحي والعضوي والمتوازن بلا فائدة.

لكن الجراح قال إن العملية فشلت، امتلأت المثانة تماما بالورم، وضاعت كل محاولات الكحت، ليس ثمة سنتيمتر إضافي، يمكنه الإكمال والمخاطرة مع احتمالية وفاة بنسبة ٩٠%، أو إنهاء العملية والإغلاق مع تركها على حالتها هذه وربما تعيش لفترة قليلة. أبي كان في نفس الموقف لكن بورم في بطنه، وكلاهما كان شرسا وشديد الندرة، مكث بعدها سبعين يوما. إن كنا قد خسرنا الجولة الأولى، فربما نربح الثانية ونطيل المدة. تبكي شقيقتي خوفا من الآلام التي ستعانيها تلك العجوز. أسألها جامدا بشكل عملي إن كانت مستعدة لفقدها الآن، ترفع إلي عينين غاضبتين قبل أن يتحولا إلى الحيرة. تغيمان وتحتقنان وتنفجران في البكاء بينما أحول أنا وجهي، لكي لا أراها على هذه الحال.

 

صادفت توك توك في طريقي، قبل أن أتعجب من دخوله لمنطقة راقية مثل هذه، وجدت عقلي في مكان آخر، حين ذهبنا لزيارة خالتي الكبرى منذ عام تقريبا، ناظرة المدرسة التي عادت مع زوجها من الإعارة إلى مسقط رأسه ورأسنا بالشرقية، في طريق العودة عرجنا على المدافن لزيارة قبر أبي. الطريق ضيق جدا ولا يسمح بعبور السيارات، ويجب أن تركن بالفسحة الواسعة بالخارج وتمشي لثلاث دقائق تقريبا حتى تصل إلى المقابر.

أمي التي شاخت فجأة، صارت تمشي ببطء وهدوء، تتكئ على عكاز لا أرى له معنى، تتبرك به وبكونه من رائحة أبي، بمعاني الإجلال التي يمنحها إياها. وعلى حين كان أخي يبحث لها عن توك توك، وأسندها بيدي كي تخرج من السيارة كالمعتاد، ألقت كل هذا وراء ظهرها ما إن أحست بقربها من رجل عمرها، وانطلقت في مشيها وكأنما دبت فيها قوة مجهولة. شاهدت بعيني المرأة السبعينية تمشي بنشاط الشباب ولا تبالي، تتكئ على ساعدي قليلا لتوسع من خطوها، بجسد مشدود ونفس منتظم، ولا تتوقف حتى تبلغ قبره الذي عادة لا أصل أنا إليه بسهولة.

تدركه من أول مرة، أفاجأ أنني أمام اللوحة التي تحمل اسمه، أمي التي كانت دوما تشكو من شدة أبي وحزمه وقسوته، تقف أمام قبره بكل هذا الشغف، هذه اللوعة، هذا الانشراح، وهي تلقي عليه السلام، وتقرأ له الفاتحة، وتحادثه محادثة الأحياء، تنطلق ولا تبالي حتى بوجودنا. أتركها في ملكوتها وأنهمك في الدعاء له، أطيل وينصرف شقيقاي إلى السيارة، تبدو وكأنها غير مدركة لوجودنا أصلا، أنتظرها حتى تفرغ. ما إن نقفل عائدين حتى تشيخ فجأة، والمسافة التي قطعتها بمنتهى السهولة ذهابا تبدو عليها ثقيلة وطويلة وشديدة الوطء. تبرك في مكانها كالجمال، وننتظر أقرب توك توك يعود بنا إلى السيارة. أمام نظراتي تجيبني قبل أن أسألها:

- عرفت أباك عام ١٩٧٠ حينما تقدم زوج خالتك لها، الاثنان كانا من نفس البلدة والعائلة، لكن أباك كان مميزا جدا في الفرح. بلادكم هذه بلاد الفرسان النبلاء المهزومين، وأبوك كان تجسيدا حيا لهم، أنا حفيدة صعيدي سوهاجي تجري دماؤهم في عروقي، أي مزيج ممكن أفضل من هذا؟ طالت القصة لسنوات ثلاث، حتى قيل إن الجميلة المتعلمة أصغر شقيقاتها قد بارت، تزوجنا بعد خروجه من الجيش، دامت الزيجة ٣٧ عاما، أتممت أربعين عاما معه، وتلومني عن مرة أو اثنتين سمعتني أشكوه فيهما.

- كنتِ تتفننين في إغاظته.

- كان وسيما مثلك وأكثر، وكنت أغار عليه.

- ليس هذا ما كنتِ تقولينه.

ترمقني بنظرة مغتاظة :

- هل يجب أن أستعوض الله في ابني الأبله، الذي يصدق النساء ؟

أنظر إليها ولا أجد تعليقا، أشخص ببصري خاويا متعجبا من اعتراف كانت تنكره عمرها السابق كله، أشير للاشيء فأجد أمامي توك توك قد استجاب لإشارتي الفارغة، وأمي التي اختفي وجهها من كثرة الدموع، قد ثبتت نظرها على القبر الذي يبتعد.

 

أنتبه أني وصلت، هنا تماما حيث كانت تقف سيارة الإسعاف التي أتت لاصطحابها أخر مرة، هنا حيث ارتعدت مفاصلي عندما رأيتها بقناع الأوكسجين الذي أحاط بوجهها مثل أبي في آخر مرة رأيته فيها، هنا حيث ارتبكت وخانني تماسكي فتعثرت واصطدمت بالحاجز الحديدي عندما حاولت الصعود للجلوس بجوارها في رحلتها الاخيرة. هنا أوصتني داخل السيارة بأشقائي، كليهما، باحتياجهما لرسوخي لا لشدتي.

صعدت الدرج متثاقلا الى شقة اختي. اعرف ما طلبتني لأجله وان تحججت بأي شيء اخر. وجدتها هي والسيدة التي تعتنى بالمنزل، أحسنت استقبالي كعادتها وكادت تضربني لما اقترحت عليها الذهاب والعودة في وقت آخر، أقسمت ان تقاطعني ان استمررت في هذا الهراء، بل واصرت على اطعامي رغم رفضي، قبلت بالشاي فذهبت لإعداده وتوجهت أنا صوب البلكونة التي اتخذناها مجلسا في أيام أمي الأخيرة. قبل ذهابها ألقت على سؤالا عابرا:

- ألم يحن الوقت للبكاء ؟

- لماذا أبكى ؟

ترمقني بنظرة سريعة فيها عدم اقتناع، قبل أن توليني ظهرها، تغيب في اتجاهها للمطبخ، وتتركني في نفس المكان الذي شهد احتضاني لأمي، وبكائي الصامت من توجعها المستمر، الحريص على ألا تراه أو تشعر به، مستغلا فارق الطول الرهيب بيننا، دون أي مبالاة بزوجتي وابنتي ولا حتى بزوجة شقيقي، الجالسون بحوارنا، غير المصدقين أنى يمكن يوما أن أبكى، أمى تموت ببطء، بهدوء، بيقين، ولا أملك من الأمر شيئا.

 

في يومها الاخير بالمستشفى تصاعدت من حلقي كل عبارات الضراعة والتوسل، بلغت عنان السماء من حرقتها، لكنها لم تتجاوز العتبات، بحق جاه حبيبك النبي ماعايزها تموت، ولا بس تخف، أنا طمعان فيك أوي، تخرج من هنا على رجليها يا رب. انت اللي اديتني الأمل، تخرج على رجليها يا رب. قسما بيك لا أعمل ليلة لأهل الله ما اتعمل قبلها ولا بعدها، معييش دلوقتي بس هستلف، وحق جلالك يا رب لاستلف من طوب الأرض لأجل أوفي بنذري بس خرجها لي على رجليها. خد من عمري واديها، أنا قابل وموافق، وحياة حبيبك النبي، سيبها شوية، لسه حبة والنبي.

أخبط جبهتي براحة يدي من كثرة ضيقي وعجزي، يخونني تماسكي فأكمل ابتهالي بصوت مرتفع نسبيا وأنهمك في دعائي مسترسلا. انتبه لحماستي فاخفض صوتي الجهوري الذي يفضحني في كل مواقفي. طوال الأيام الماضية أنا مجبر على التسبيح والدعاء في صمت، وهي لا يظهر منها إلا صدر يرتفع وينخفض مع قناع الأوكسجين وبطن متورمة. الضيوف دائما ما يحيطون بها، وزوارها لم ينقطعوا. هذه هي المرة الوحيدة التي أحب الله أن يستمع لدعائي وتوسلاتي فألححت عليه.

لم أفهم وقتها، لكني لما رفعت رأسي وجدت أمي الغارقة في جهاز تنفسها، الغائبة عن الوعي إلا قليلا، التائهة في ملكوتها منذ أسبوع تبكي للداخل. كانت ترى مالا أراه ولا تملك التعبير عنه، ولولا خط الدموع الخافتة الذي ينحدر على وجنتيها لما انتبهت لكربها. شملني صمت مطبق وتولاني الوجوم وجلست على أقرب كرسي مقبلا يديها وقدميها فتفوهت بحرفين، الياء والنون. استوضحتها فصرخت من أعماقها بصوت وصلني خافتا آمين، وكأنها كانت تنبهني أن استمر في دعائي فانطلقت.

كنت بالأمس، مع الضغط العصبي الناتج عن يقيني بقرب فقد أمي ومكابرتي. قد هددت زوجتي بالطلاق، في عائلتنا هذا التهديد من الكبائر، ولا نلجأ إليه إلا حين ضبط الزوجة بالجرم المشهود. عاقبني أبي وأتاها هي بعد صلاة الفجر، ليس في أحلامها، تجسد أمامها في ريسبشن بيتي مطالبا بزوجته، باعثا برسالة واضحة. رفضت التأويل وسخرت من الحلم المشئوم، واعتبرتها تهذي من خوفها عليها. لم أفهم أن الله كان يجبر بخاطري ويهيئني لما هو قادم، لكني في ظلمة جهلي وعمائي لم أك مستعدا لتقبل أي احتمال سوى نجاتها.

في اليوم التالي كان موعد رفعها من على جهاز الغسيل الكلوي. استسلمت الأجهزة وأقر الإنسان بعجزه، لكني لم أسمح لأي توقع سيء أن يتسرب إلي. لما وجدت عينيها تغربان وبصرها تائه وجسدها يميل للاسترخاء، الهزيمة الكاملة قد عرفت طريقها إليها وانتصر السرطان كالعادة، لم أحتمل المنظر. تركتها مع شقيقتي المنهارة وعدت سريعا إلى جناحها متسائلا إن كنا موعودين بيوم الجمعة كل مرة يذهب فيها أحباؤنا. سيعودون بها الآن وسأتعامل مع حقيقة موتها الإكلينيكي شئت أم أبيت، مهما كانت المرارة.

 

 

تأتيني شقيقتي بكوب الشاي ولا تصدق عينيها عندما لا أمد يدى لأى من المخبوزات المصاحبة، لا أعلم أن كان وجهى يعكس مأساتي لكن ملامحها تتقلص وتغيم عيناها، تتحجج بمواصلة التنظيف وتتركني مع نفسى، أجدنا مجتمعين حول سرير أمي في المستشفى بعد أن تاهت في عالمها السرمدي، أحدنا يقرأ لها القرآن والثاني يلقنها الشهادة والثالث يدعو لها بالثبات عند السؤال، أتذكر قولها لأبي :

- هتخرجهم من مدارس اللغات، للأزهر؟

- الدين ينجدهم وينجدك.

أسال زوجتي محبطا عن نهاية هذا العذاب، تجيبني بميتافيزيقا لا أفهمها عن كونها لن تمضي طالما نحن موجودون حولها، أسخر من خرافاتها وأمضى وشقيقي لمنازلنا، قبل أن أضع قدمي على الأرض يبلغني خبرها، أعود للوجه المرهق المجهد المتألم، والمبتسم، كانت رحلة شاقة انتهت هنا، وعلى أن أصطحب أمي بيدي للمشرحة، حتى الصباح.

أعود لعالمي فأجد شقيقتي أمامي ترمقني بنظرات صامتة، جاءت وجلست دون أن أدرى، أسالها عما بها فتسألني هي عما بي أنا، متى سأبكى، إنها تفكر في استشارة طبيب نفسى بسبب ما رأته معها في المستشفى، على الأقل، أنتم كنتم ترحلون وتعودون، تذهبون لأشغالكم وتنامون في بيوتكم قبل أن تأتوني في منتصف النهار، أمك رغم غيبوبتها الشاملة كانت تحزن عندما تستيقظ للحظات قليلة ولا تجدني، بل وقبل دخولها المشفى للمرة الثانية، عندما كانت تستيقظ هنا لتصرخ من الوجع، تسأل ربك إن كان قد رضى عنها، إن كانت تملك أي شيء أخر تقدمه لكى يزيل عنها هذا البلاء،

أمك الشهيدة المبطونة التي ترفض حتى اللحظة رحيلها كانت تصرخ من العذاب، حتى إنني فكرت في زيادة جرعة المخدر رأفة بها، وليكن ما يكون، عند وفاة أبيك فعلت مثلك وظللت رافضة القبول هائمة على وجهى حتى ابتلاني في زوجي ، وكأنه سبحانه كان يسألني إن كنت سأظل على عنادي وجهلي، متى يستفيق يا ابن الأكابر ؟

أنظر إليها مليا ولا أجيب، أي أفاقة، من قال إني أريد، هذا يستلزم الإقرار أنى قد هزمت في مواجهة الموت، ذلك اللعين الذى رغم إيماني بحتميته كنت أتجنبه، أنا الذى ما هربت من مواجهة قط، هروب بهروب، ما الذى يبقيني هنا.

 

في خروجي من عتمة العمارة إلى أفق الشارع المفتوح وضوء النهار المولى أجدى أمام ساعة العصاري المعتادة، يقفز بي الزمن راجعا للخلف، ثلاثين عاما أو أكثر، كورنيش المعادي حيث سيارتنا تجمعنا، أبي وأمي في الأمام، شقيقتي على يميني وشقيقي على يساري، تاركا لهما نافذتي السيارة اللتان يتشاجران عليها. ننعطف أمام أكاديمية السادات إثر زيارتنا الأسبوعية المعتادة لأحد أقربائنا، ينفتح الأفق أمامي على مدى البصر بمشهد النيل الساحر، تمتلئ صفحة السماء بالطيور العائدة إلى أعشاشها، وقرص الشمس يعلن عن نفسه بانغماسه خفيفة في الماء ووهج برتقالي رائع يحيط به. تبدو السكينة عنصرا محيطا رغم كل الأصوات المتداخلة، لا يحب أبي القيادة في الظلام، فأستمهله كل مرة حتى العصاري وأول درجات الغروب.

يوافقني ذلك الشاعر القديم، لكنه يعترض على شريط حميد الشاعري عندما أمد يدي في سرعة وأضعه في الكاسيت. يحتج بأن الغناء حرام، أجيبه بأن القرضاوي قد أباحه ولو لمدة قصيرة في اليوم. يجيبني ضاحكا بأن العالم الجليل وأستاذه السابق قد أحل اشياء كثيرة، لكنه يصمت عندما تنبعث النغمات الدافئة للأغنية التي تتحدث عن (سيب بكرة لبكرة وخلينا على قد الشوق). ينهمك في القيادة صامتا عندما يلاحظ طرب أمي واندماجها وابتسامتها الخفيفة، وكأنما أعادت الأغنية لها ذكريات أغانيهما معا. تنتقل الابتسامة الخفيفة الى شفتيه، يشملهما المنظر أمامي حيث السماء المفتوحة تلتقي بالماء على امتداد البصر، وأبى يشبك أصابعه بإصابعها، ويختفيان.

أشهق لهفة وخوفا ورغبة في عدم التصديق، أتسمر في مكاني ويتوقف اندفاعي المفاجئ، الخطوات إلى سيارتي قليلة لكنى لا أستطيعها، الطريق بدون الراحلين طويل، الاقدام هشة وساقاي صارتا من عجين ، يختفي كل الكبرياء والقوة والتظاهر بالصمود ، أنهار بغتة وأجلس في مكاني، في الشارع، على الأرض، بجانب إطارات أقرب سيارة ، حيثما اتفق ولا أبالى، في حالة التيه التي تملكتني تتوالى الأسئلة الحارقة، هل لن تراكي العين ثانية يا حبيبتي، هل سأمضى الباقي من عمرى بدونك، هل عرفت طعم اليتم بعد كل هذا العمر، هل ذهبت مع ابى وتركتيني، اما من طريقة للحاق بكما

 

انفض رأسي محاولا الافاقة ، أعود ببصرى إلى الشرفة، هنا رأيتها أخر مرة، ادلت لي بأشعتها وتحاليلها كي أذهب بها إلى الطبيب للاطمئنان، اعتذرت لي كونها أيام باردة وأغلقت النافذة وراءها سريعا، كان البرد في عظامها لكنها لم تكن تدرى، أولتني ظهرها ومضت، ذهبت وان حاولت الإنكار، مضت بكل أيامها الرائعة، وتركتنى، يتصاعد الحزن من أعماقي، وتعرف الغصة المؤلمة طريقها إلى حلقى، أقف على حافة الجنون لكنى اتمتم لنفسي بآلية، لن أبكى، لن أبكى، لن أفقد سيطرتي على نفسى، يبتسم القهر عن أنيابه وتعلن الهزيمة عن حضورها، تشتعل راسي وتنفجر مقلتاي بما حاولت كبته، ابكى بحزن شامل، بمرارة، بعجز كامل يجتاحني حد النهنهة، وتتدفق مئات الاف الذكريات والأمكنة، من كثرة الصداع أسند رأسي لخشب الزرع الذى يحيط رصيف العمارة، ولا أدرى لماذا رغم صيفية الجو، والجاكيت الذي ارتديه، اشعر بالبرودة.