حتى الموتي لم يسلموا من خطورته.. الذكاء الاصطناعي يقتحم عالم الأرواح

استحضار الأموات ومحاكاتهم مرة أخرى بالصوت والصورة بالذكاء الاصطناعى
استحضار الأموات ومحاكاتهم مرة أخرى بالصوت والصورة بالذكاء الاصطناعى

«البيضة والحجر» كانت أشهر ألاعيب الدجالين فى السينما المصرية، لإثبات مصداقيته أمام من يأتون له لتحقيق متطلباتهم، ولكن مع تطور التكنولوجيا بات الأمر يقتصر على جهاز كمبيوتر وصور ومقاطع صوتية قصيرة لكي يتمكن من استحضار الأموات ومحاكاتهم مرة أخرى بالصوت والصورة بالذكاء الاصطناعي وبرامجه المرعبة، مما جعل الأمر أكثر رعبا من التعامل مع «الجن والدجالين».

قيامة رقمية

وتخزّن شركات التواصل الاجتماعي العملاقة من فيسبوك وإكس أو غيرها مثل آبل ومايكروسوفت وجوجل اتصالاتنا الرقمية وكلّ البيانات التى ننتجها يومياً، فإنه من المحتمل أن تعمل فى السنوات المقبلة على بيع Thanabot يخصنّا نحن.

وذكر موقع «سينس أليرت» فى تقرير مطول أن «الذكاء الاصطناعي التوليدي – الذى يشمل نماذج لغوية كبيرة (LLMs) مثل ChatGPT وأيضا برامج توليد الصور والفيديو مثل DALL٠E 2 – يعزز ما بات يعرف باسم استحضار الأرواح الرقمية، وهو استحضار الموتى عبر الآثار الرقمية التي يتركونها وراءهم».

ونظرا لهذه الإمكانيات، أطلقت عدة شركات ناشئة مثل Here After وReplika خدمة تتيح الاعتماد على الذكاء الاصطناعي التوليدى من أجل إعادة استحضار الثكالى لأحبائهم.

تقليد ومحاكاة

المهندس زياد عبد التواب مقرر لجنة الثقافة الرقمية بالمجلس الأعلى للثقافة يرى أن برامج الذكاء الاصطناعي أتاحت لأي شخص أن يعطيها صورة ومقطعا صوتيا لشخص متوف لكى يتعرف على طبقة صوته ومخارج ألفاظه ويبدأ التعرف عليها ليستطيع أن يولد منهما فيديو متحركا وتقليد نفس طبقة صوت الشخص الأصلى مما يجعل أى شخص يستطيع عمل محادثة معه من خلال الإجابة على بعض الأسئلة عن تعبيراته الإنسانية، ومن هنا تبدأ المحاكاة مع الشخص المتوفي ويزداد أكثر دقة بعد أن يقوم الشخص بإدخال معلومات أكثر عن شخصية المتوفى مثل تعبيراته الإنسانية وطريقة تفكيره ومعتقداته وثقافته وتعليمه بحيث أن يستطيع المحاكاة لجزء من شخصية المتوفي ويتخيل أنه يستحضر روحه ويتحدث معها، ولكن هى فى الواقع مجرد تلاعب بالبرامج الإلكترونية.

وأضاف «عبد التواب» أن هذه التقنية لها مخاطر نفسية أكثر منها تقنية فهى تسبب للشخص نوعا من الألم النفسي ويمكن أن تجعله يتوحد مع برامج الذكاء الاصطناعى ويظل يتحدث مع الشخص الميت الذى افتقده وينفصل عن العالم الخارجي، مضيفا أنه مع الوقت يساعد على تبلد وخلل في مشاعر الحزن وقت فقد شخص عزيز بمجرد التفكير فى أنه يستطيع استحضاره والتحدث معه فى أى وقت مما يؤدي إلى آثار نفسية وعقلية خطيرة وخاصة لأن الشخص يشعر بأنه يتحدث مع الأموات بشكل طبيعي للغاية .

استحضار الموتى

وأكد خبير أمن المعلومات أن الولايات المتحدة الأمريكية تفكر حالياً فى إنتاج أفلام جديدة بالذكاء الاصطناعى أبطالها نجوم رحلوا عن عالمنا، ولكن تقف حقوق الملكية الفكرية عائقا أمامهم لعدم اكتمال التشريعات والقوانين الخاصة باستخدام هذه التقنية فى استحضار الموتى واستخدام صورهم وأصواتهم مرة أخرى بعد وفاتهم فهل تظل ملكية الصوت والصورة حقا لعائلة المتوفى أم تسقط؟ كل هذا لازال يستمر مناقشته وعدم البت فيه، لاستمرار التطور كل يوم عن ما قبله فلابد من تطور القوانين أيضا حيث إنه لم يتم حتى الآن وضع قوانين واضحة تشرع هذا الأمر.

وعن كشف التزوير بالذكاء الاصطناعي للأصوات والصور والفيديوهات أكد عبد التواب أنه حتى الآن يمكن كشفها لأنها لم تكن بنفس الدقة الحقيقية ويتم هذا عن طريق خبرة بعض الأشخاص وبمعرفته القريبة له أن يستطيع كشف أنه حقيقي أم لا أو عن طريق برامج خاصة يمكن إدخال النص أو الفيديو لها ويتم كشفها بسهولة ولكنها أيضا غير دقيقة ولكن كل يوم يتم تطويرها لمساعدة كشف التزوير العميق.