بلدنا أصل وفصل| «العركي».. قصة قرية قنائية تعود للعصر الحجري

قرية العركي
قرية العركي

لقرية العركي تاريخ كبير، لن يستطيع أحد أن ينساه، على مر العصور، فيوجد بها قلعة شيخ العرب همام الحربية وهي خير شاهد على بطولات المجد والعزة لحاكم الصعيد، والتي أنشأها في القرن الثامن عشر الميلادي، بغرض حماية ممتلكاته وتعضيد مده التوسعي، وجيش فيها جيشًا قوامه 35 ألف مقاتل، لمحاربة المماليك آنذاك.

وترصد "بوابة أخبار اليوم"، في حكاية جديدة، من حكايات "بلدنا أصل وفصل"، حكاية قرية العركي، والتي تقع بمركز فرشوط شمالي محافظة قنا

"العرك" تعنى ظهر الناقة، والعراك يعنى ازدحام الإبل على الماء، ورجل عرك أي صريع لا يطاق والعركي صياد السمك، وتقع قرية العركي بحاجر الجبل الغربي جنوب غرب مدينة فرشوط بحوالي 6 كم في مواجهة وادي الحول وهو المدخل الرئيسي لطريق درب الأربعين في هذه المنطقة، ولهذا كان لموقع قرية العركي أهمية كبيرة كمدخل لمدينة فرشوط من ناحية درب الأربعين خلال العصور المتلاحقة.

وقرية العركي أصلها من توابع مدينة فرشوط ثم فصلت عنها فى تاريخ سنة 1259هـ وفي تاج العروس ذُكر أنها قرية بالصعيد.

اقرأ أيضا| إنهاء خصومة ثأرية عمرها 7 سنوات بين عائلتين في نجع حمادي| فيديو

وترجع بداية سكن الإنسان لقرية العركي إلى العصر الحجري، فقد عثر بها على أواني فخارية وهياكل بشرية على حافة الصحراء بمنطقة أبوالنور ترجع للعصر الحجرى الحديث، كما وجد بها مقبض سكين عاجي "محفوظ بمتحف اللوفر بباريس" معروف باسم مقبض سكين جبل العركي يرجع الى العصر الحجري عليه نقوش ورسوم تمثل مطاردة صيد تظهر بها السهام مغروزة فى الباد الأسود وهو يمثل أول مراحل فن النقش والتصوير في العصور التاريخية المصرية القديمة .

وكان بقرية العركي طريق مرصوف بالطوب اللبن يرجع إلى العصر الروماني، يبدأ هذا الطريق من حافة الوادي بالقرب من الشيخ أبو يونس ويصعد متجه غربا إلى منطقة جبل أبو النور وما زالت أثار هذا الطريق باقية حتى اليوم وقد رأيتها بنفسي، والمتوارث من الأحاديث عن هذا الطريق أنه كان يؤدي إلى جبانة ومعبد رومانى غير أنهما مفقودان الآن.

ولقرية العركي تاريخ حافل عبر العصور الإسلامية منذ دخول الإسلام وحتى عصر أسرة محمد على حيث شهدت وقائع العديد من المعارك الحربية أيام الفتوحات الإسلامية، وسكنها الأمير يوسف كمال أحد أمراء الأسرة العلوية التى حكمت مصر من عام 1805م وحتى عام 1952م، وحملت اسم "مصلحة العركي" وبوسط تلك المصلحة بنيت أبراج حمام ومبانى مستديرة الشكل تظهر بوضوح أنها تأثير وافد على العمارة الإسلامية فى مصر، كما كان له بوسط القرية حديقة مساحتها حوالى أربعة أفدنه ترويها ساقية تعرف باسم جنينة الديوان.

 كما ذُكرت قرية العركي فى كتابات الرحالة القدامي والمحدثين ووجدت موقعة في خرائطهم التي رسموها ومن ذلك ما وجد في كتابات الرحالة الألماني peter Hammer.