نصر أكتوبر | أسطورة إبراهيم الرفاعي .. مسيرة بطل «فيديو»

إبراهيم الرفاعي
إبراهيم الرفاعي

إبراهيم الرفاعي رجل شهد بشجاعته الأعداء.. مقاتل عنيد.. لا يهاب الموت يدرك أن الوطن يستحق بذل كل غال وثمين.. صنع أسطورة تتناقلها الأجيال وتتباهى بها عندما حقق أكبر حصيلة خسائر في قوات العدو الإسرائيلي قبيل حرب السادس من أكتوبر وأثنائها، وتمكن من أول أسير إسرائيلي، كما قاد بشجاعة 92 عملية عسكرية على جبهة القتال.

ونحن على أعتاب أيام قلائل تفصلنا عن ذكرى مرور 50 عامًا على النصر المجيد نصر السادس من أكتوبر العظيم، نستعرض مسيرة البطل الشهيد إبراهيم الرفاعي، واحد من خيرة أبناء مصر والقوات المسلحة، ورمز لا ينسى للبطولة والفداء في حرب أكتوبر عام 1973.

 

إبراهيم الرفاعي

ميلاد إبراهيم الرفاعي

ولد الشهيد إبراهيم الرفاعي في 27 يونيو من عام 1931، بحي العباسية بالقاهرة لأسرة تنتمي لقرية الخلالة مركز بلقاس بمحافظة الدقهلية، ونظرا لكثرة تنقلات والده الذي كان ضابطا بالشرطة لذا حصل الشهيد على الابتدائية من محافظة الغربية وحصل على الثقافة العامة من الزقازيق في عام 1949، وعلى الثانوية العامة عام 1951.

إبراهيم الرفاعي

المسيرة العسكرية للشهيد إبراهيم الرفاعي

بدأت مسيرة إبراهيم الرفاعي، العسكرية بالالتحاق بالكلية الحربية في أواخر عام 1951 حيث برزت قدرته الفائقة في اللياقة البدنية والرماية وألعاب القوى، وتخرج الشهيد إبراهيم الرفاعي، في الكلية الحربية في 27 يونيو عام 1954، وانضم لسلاح المشاة.

إبراهيم الرفاعي وأول فرقة للصاعقة

حصل الشهيد إبراهيم الرفاعي في مسيرته العسكرية على الدورات الأساسية لسلاح المشاة وبعض الدورات التخصصية ثم أهلته قدراته البدنية الفائقة للالتحاق بأول فرقة للصاعقة عند انعقادها عام 1955 بمنطقة أبو عجيلة بسيناء؛ جاء ترتيبه الأول على فرقة الصاعقة، وبدأت منذ ذلك الحين مسيرته الفدائية في خدمة الوطن وقواته المسلحة.

وقال عنه الفريق فخري جلال هريدي، مؤسس وحدات الصاعقة ضمن فيديو وثائقي أنتجته وأذاعته وزارة الدفاع قبل 6 سنوات، إنه عندما قامت عمليات بورسعيد عام 1956 تقرر اشتراك الصاعقة فيها واشترك الرفاعي، في عملية تدمير معسكر للدبابات، ثم اشترك معي في تأسيس وحدات الصاعقة في فبراير عام 1957.

وفي عام 1959 حصل على دورة استطلاع من الاتحاد السوفيتي ثم عين بعدها مدربا بوحدات الصاعقة واشتهر بإبداعاته في استنباط فنون جديدة للقتال وتنفيذ العمليات الخاصة.

إبراهيم الرفاعي وحرب اليمن

وكان الشهيد إبراهيم الرفاعي، من أوائل الذين شاركوا في حرب اليمن التي شهدت صولاته وجولاته في العمليات الخاصة لعل أبرزها الاستيلاء على منطقة الجبل الأحمر من القوات الملكية وأصيب في تلك العملية بأول إصابة له في العمليات الحربية ولكنه نال في في تلك العملية ترقية استثنائية تقديرا لجرأته وشجاعته.

شارك الشهيد إبراهيم الرفاعي، في حرب يونيو عام 1967 كضابط بفرع استطلاع إدارة المخابرات الحربية والاستطلاع حيث كلف من قبل اللواء محمد أحمد صادق، مدير إدارة المخابرات آنذاك بتنفيذ عدة عمليات لتدمير مخلفات الجيش المصري في سيناء من مخازن للذخائر والمستودعات الإدارية قبل أن يقع في أيدي العدو، وعدد آخر من العمليات الخاصة التي شارك فيها معه وعدد من ضباط الصاعقة وضباط الصاعقة البحرية ذوي الكفاءة العالية والمهارات القتالية الفائقة وكانوا يعملون تحت اسم «منظمة سيناء العربية»، ثم أصبحوا القوة الرئيسية في المجموعة 39 قتال عند إنشائها في يوليو عام 1969.

ولم يستغرق تدريبهم على تنفيذ العمليات الخاصة وقتا طويلا حتى أصبحت مجموعة 39 قتال جاهزة للقتال وأصعب وأعقد المهام، وقد خاض الشهيد إبراهيم الرفاعي، أكثر من 50 عملية قتالية كل منها يحمل سمة مميزة من سمات الشجاعة والإقدام.

ومن جهته قال العميد محيي نوح، أحد رجال المجموعة 39 قتال، كان هناك تعليمات للشهيد إبراهيم الرفاعي، أن ينفذ العملية في المواقع المقابل لمدينة الإسماعيلية، وهو موقع «لسان التمساح» في أبريل عام 1969 انتقى الرفاعي، المجموعة التي تعمل على هذا الموقع وبدأنا التحرك في المجموعة التي كان قوامها 64 فردا وبدأنا التحرك في 6 قوارب حتى وثلنا إلى الموقع ثم تعاملنا بالقنابل وكل الأسلحة لدينا ودمرنا الموقع تدميرا كاملا وقضينا على قوة العدو بأكملها وأنزلنا العلم الإسرائيلي ورفعنا العلم المصري استغاثات الإسرائيليين كانت على جميع أجهزة التنصت، وتنوعت عمليات المجموعة 39 قتال بين الاستطلاع والحصول على المعلومات إلى عمليات قتالية متنوعة.

ملامح شخصية إبراهيم الرفاعي

ولعل من أبرز ملامح شخصية الشهيد البطل إبراهيم الرفاعي، هو إصراره وعزمه على تنفيذ المهام القتالية على أكمل وجه مهما كلفه الأمر من بذل وتضحية.

 

عملية الكرنتينة

في أغسطس من عام 1969 وصل رجال المجموعة 39 قتال إلى رصيف لإمداد السفن الإسرائيلية بالوقود والمعدات والمؤن

تم تحزيم الرصيف بالمتفجرات وتم نسف جزء من الرصيف ولم ينسف الجزء الثاني فقام الشهيد إبراهيم الرفاعي بإعطاء المجموعة أمرا بعدم التحرك وعاد بنفسه إلى الرصيف لاستكمال عملية تفجير الرصيف حتى يتأكد من نسف رصيف العدو بالكامل، كان ما فعله الرفاعي، نوعا من التحدي والإصرار في تنفيذ المهام والعمليات.

من جانبه كشف العميد إسلام توفيق، أحد رجال المجموعة 39 قتال أن خط بارليف كان يتكون من مواقع متباعدة وكان يتم إيصال هذه المواقع عبر دوريات، وكان الرفاعي، يعتم بمسألة المعلومات وكان يراقب جميع تحركات الإسرائيليين وأخذ قراره بعمل كمين شرق الإسماعيلية، وتم تلغيم المنطقة وكل فرد من المجموعة صنع لنفهس حفرة وجلس بها، ثم دخلت الدورية الإسرائيلية فمرت السيارة الأولى، بينما انفجر اللغم في الأخرى وكان داخلها رئيس أركان القوات البحرية الإسرائيلي ونائب مدير المخابرات الحربية الإسرائيلي والإثنان قتلا.

إبراهيم الرفاعي وحرب أكتوبر المجيدة

في عام 1973 تم تكليف المجموعة 39 قتال بتدمير مناطق البترول في منطقة بلاعيم، فخرجت 3 طائرات مصرية عبر مطار ألماظة وذهبت المجموعة إلى مناطق التانكات الموجودة في بلاعيم وألقت عليها موادا حارقة فاشتعلت فيها النيران، وأخذت المجموعة بالقوارب وضربت مناطق البترول في أبي رديس وفاجأت المجموعة دورية إسرائيلية اشتبكت معها في منطقة رأس محمد ثم تجمعت مرة ثانية في الإسماعيلية، وقال الرفاعي إن العدو صنع ثغرة وكوبري المجموعة مطالبة بنسفه.

وبعد تحرك المجموعة في اتجاه الجيش الثاني الميداني تلقى الرفاعي أمرا آخر بتعطيل قوات العدو على طريق السويس الإسماعيلية وتحرك لتنفيذ المهمة.

عملية «نفيشة» أكتوبر 1973

تم عمل كمين وصعد الرفاعي، فوق قاعدة الصواريخ ومعه طاقم آر بي جيه، وبدأ العدو يتجه نحو المجموعة وإحدى الدبابات كشفت موقع الرفاعي، فوق قاعدة الصواريخ فأطلقت عليه القذائف فأصيب إصابة مباشرة في القلب أودت بحياته في أرض المعركة.

 

الأنواط التي حصل عليها إبراهيم الرفاعي

وفي خزائن الأنواط والأوسمة للشهيد الرفاعي الكثير، حيث حصل على أكبر عدد من الأوسمة والنياشين حيث حصل على نوط شجاعة من الطبقة الأولى وحصل على ترقية استثنائية ووسام النجمة العسكرية لثلاث مرات وحصل على وسام نجمة سيناء.