..الوقت المناسب .. كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في تحديد مصائر ملايين البشر.
كل قصص النجاح بدأت من اختيار الوقت المناسب ، وجميع قصص الفشل انتهت قبل أن تبدأ بسبب عدم اختيار الوقت المناسب.
يجب أن تدرب نفسك جيدًا منذ الصغر أن تتخذ قراراتك في الوقت المناسب ، فكم من قرارات صائبة جاءت متأخرة وبعد فوات الآوان فأصبحت بلا معنى.
يجب أن ندرك أن حياتنا كلها عبارة عن مجموعة قرارات تتحكم في مصائرنا .. وأحيانا مصائر من حولنا.
اختيار الاصدقاء قرار، واختيار نوعية الدراسة قرار، واختيار مجال العمل قرار، واختيار الزوجة أيضا قرار.
ولكن الحكم على هذه القرارات في النهاية يعتمد على توقيت إصدارها ، فالقرار الصائب يجب أن يصدر في الوقت المناسب حتى تحقق النتيجة التي تأملها.
على سبيل المثال قرار الزواج ، فهناك من يتعجل هذه الخطوة بدافع من العاطفة والخوف من فقدان فرصة الارتباط بالحبيبة ، ويكون الثمن فادحًا لأن ظروفه المادية لا تسمح باتخاذ هذه الخطوة في هذا التوقيت فتعتصره الديون وتخنقه الاقساط والالتزامات حتى تكاد تزهق روحه ، كما أن شخصيته لم تتجمل بعد بالنضج الكافي لتحمل مسئولية زوجة وبيت وأسرة فينهار هذا الزواج سريعًا بسبب اتخاذ القرار في الوقت غير المناسب.
والعكس صحيح أيضا فهناك من ينشغل أولا ببناء مستقبله وجمع المال وتحقيق طموحات لا تنتهي حتى تجرفه آلة الزمن التي لا ترحم ويجد نفسه تجاوز الاربعين من عمره وحقق كل ما كان يحلم به ويبدأ في التفكير في الزواج ، وهنا يصطدم بالواقع أن سنه المرتفع نسبيًا سيجعل دائرة الاختيار أمامه ضيقة ، ويتسرب اليه الإحباط ويبدأ تدريجيًا في الزهد في فكرة الزواج نفسها ويكمل حياته وحيدًا.
كلاهما على خطأ .. من تسرع كان مخطئًا ، ومن تمهل كثيرا كان مخطئًا أيضًا.
كلاهما عجزت بوصلته عن اختيار الوقت المناسب للقرار فأصبح الإخفاق نتيجة حتمية.
اذن الوقت المناسب هو كلمة السر في نجاح أي قرار، ولدينا مئات النماذج الناجحة التي كان الوقت المناسب حليفًا لقراراتهم.
محمد صلاح أيقونة الكرة المصرية اتخذ قرار الاحتراف في أوروبا في الوقت المناسب تمامًا وهو مازال صغيرًا في السن ويمتلك القدرة على التأقلم مع حياة الغربة ومتطلبات الاحتراف بكل ما تحمله الكلمة من التزام داخل الملعب وخارجه، فحالفه النجاح وصار نجمًا عالميًا لامعًا.
وعلى العكس تمامًا .. عشرات اللاعبين تأخروا في اتخاذ القرار واعتادوا على حياة النجومية والدلع والاستهتار والطبطبة في مصر لذلك عندما سافروا للاحتراف عادوا بخيبة الامل بعد أن عجزوا عن التأقلم مع حياة الاحتراف الحقيقية في اوروبا بكل ما تتطلبه من تضحيات والتزام مثل عمرو زكي وشيكابالا وعماد متعب وكهربا وصالح جمعه وغيرهم.
في النهاية يجب أن ندرك أن النجاح لا يعتمد فقط على اتخاذ القرار المناسب ، بل يعتمد أكثر على توقيت هذا القرار.