«دُفُوفُ الشَّمْسِ» قصيدة للشاعر البيومي عوض

«دُفُوفُ الشَّمْسِ» قصيدة للشاعر البيومي عوض
«دُفُوفُ الشَّمْسِ» قصيدة للشاعر البيومي عوض

دَثِّرِينِي بِالزَّبِيبِ

وَاسْجُرِينِي بِالطُّيُوبِ

أَنَا شَوْقٌ غَجَرِيُّ الوَقْدِ، صَهَّالُ الوُثُوبِ

أَنَا فِي حَالِ انْدِلَاعٍ عَبْقَرِيٍّ مُسْتَجِيبِ

فِي رُؤىً مِنْ مُدُنِ البَرْقِ تَرَامَتْ بِالسُّهُوبِ

فِي خَلَاخِيلِ التَّجَلِّي، وَأَسَاطِيرِ الشُّعُوبِ

فِي زَمَانٍ وَالِهِ المَاءِ عَجِيبٍ غَرِيبِ

مَا الَّذِي فَتَّحَ رُوحِي؟ فَهْيَ فِي وَجْدٍ خَصِيبِ

انقُرُوا الآنَ دُفُوفَ الشَّمْسِ فِي لَيْلِي الطَّرُوبِ

أَنَا نُورُ السِّرِّ، سِرُّ النُّورِ، حَرَّاثُ الغُيُوبِ

شَفَتِي ثَوْرَةُ عِشْقٍ ... لُغَتِي وَثْبَةُ ذِيبِ

وَجَبِينِي لَوْعَةُ الأَحْلَامِ دَوَّتْ فِي المَغِيبِ

صَدِّقِينِي يَا أَنَا! أَرْجُوكِ لَا ..! لَا تَسْتَرِيبِي

صَدِّقِي أَنِّي إِذَا كُنْتِ مَعِي حُزْتُ نَصِيبِي

مِنْ نَعِيمِ الرُّوحِ، مِن لَامُنْتَهَى الضَّوْءِ الرَّطِيبِ

وَتَسَلْطَنْتُ عَلَى كُلِّ سَلَاطِينِ القُلُوبِ

وَتَبَارَيْتُ وَرُوحَ اللهِ فِي كَشْفِ الكُرُوبِ

يَا بَسَاتِينَ نَبِيذٍ، يَا مَوَاوِيلَ حَلِيبِ

يَا سَمَاءً زُيِّنَتْ بِاللَّازَوَرْدِ العَنْدَلِيبِ

يَا احْتِفَالِي بِاشْتِهَاءَاتِ المَدَى الحُرِّ المُنِيبِ

يَا نَسِيمَ الغَزَلِ اسْتَخْفَى عَلَى عَيْنِ الرَّقِيبِ

يَا مُرُوجاً فِي رَفِيفِ البُرْتُقَالَاتِ.. ارْفِقِي بِي

شَبِعَ الوَقْتُ مِنَ اللَّاوَقْتَ، مِنْ مَقْتٍ قَشِيبِ

وَمِنَ المَوْتِ كَأَعْمَى السَّيْلِ يَمْشِي فِي الدُّرُوبِ

فَتَعَالَيْ نَزْرَعُ الخَمْرَةَ فِي أَرْضِ الشُّحُوبِ

وَتَعَالَيْ نُنْقِذُ الأَنْهَارَ مِنْ غَيْمِ المَشِيبِ

وَتَعَالَيْ نَسْتَبِدُّ الآنَ مَحْواً لِلذُّنُوبِ

وَتَعَالَيْ نُغْلِقُ الأَيَّامَ فِي وَجْهِ الحُرُوبِ

وَتَعَالَيْ نَتَعَرَّى كَسَمَاوَاتِ الجَنُوبِ

 

فَافْرُطِي الآنَ قِيَامَاتِ الهَوَى! جُبِّي وَجِيبِي

وَارْقُصِي رَقْصَتَكِ الوَرْدَ عَلَى مَاءِ الغُرُوبِ

إِنَّنِي الآنَ اشْتِهَاءٌ أَنْ تَذُوبِي وَتُذِيبِي

أَنْ أَرَى صَوْتاً عَلَى ثَغْرِكِ مَبْحُوحَ اللَّهِيبِ:

كُلُّ شَهْدِ النُّورِ مَعْصُورٌ بِأَحْضَانِ حَبِيبِي!