«فوي فوي فوي» يـُغازل «الأوسكار» بالهجرة غير الشرعية

صورة موضوعية
صورة موضوعية

■ إشراف: عصام عطية

من بين ثلاثة أفلام وصلت للمرحلة الأخيرة لاختيار أفضلها لتمثيل مصر فى الأوسكار 2024، حاز فيلم «فوي فوي فوي» على ثقة لجنة التحكيم، حسبما أكد الناقد أحمد سعد، عضو اللجنة التى اختارت الفيلم، الذى قال: «وافقنا عليه لأنه لا يتحدث عن قصة مصرية بحتة لكنه يناقش مشكلة عالمية وهى الهجرة غير الشرعية، وهذه مشكلة تواجه كل دول العالم، لذلك قررنا ترشيحه للأوسكار».

يطرح فيلم «فوي فوي فوي» الذى رشحته اللجنة لجوائز الأوسكار، موضوع الساعة وهو الهجرة غير الشرعية من الشرق الأوسط وأفريقيا، وسيكون الفيلم الذى كتب حواراته وأخرجه عمر هلال، ضمن الأفلام الساعية للتأهل إلى المرحلة النهائية فى فئة أفضل فيلم أجنبى من بين عشرات الترشيحات من مختلف دول العالم.

ويروى الفيلم قصة حارس أمن يؤدى دوره محمد فراج، يعيش مع والدته فى حى فقير، ويسعى إلى الهجرة إلى أوروبا بحثاً عن مستقبل أفضل، ولكن ليس بالقارب نظراً إلى أن هذه الطريقة مكلفة مادياً ومحفوفة بالمعاناة والخطر، فما كان من الحارس لكى يتمكن من الانتقال إلى أوروبا إلا أن تظاهر بأنه فاقد البصر وانضم إلى فريق لكرة القدم للمكفوفين يستعد للمشاركة فى بطولة كأس العالم فى بولندا، وما لبث الكفيف المزيف أن اكتشف أنه ليس وحده من اعتمد هذه الحيلة.

◄ اقرأ أيضًا | مخرج «فوي فوي فوي»: «اللي اتقال من صميم الفيلم مش من حتة تانية»| فيديو

شرح المخرج عمر هلال، 48 سنة، فى حديث لوكالة الصحافة الفرنسية خلال وجوده فى بيروت مع أعضاء فى طاقم العمل للترويج للفيلم، ظروف ولادة فكرته، فروى أنه قرأ «منشوراً على (فيسبوك) تداوله كثير من المتابعين، عن مجموعة من الشبان المصريين انتحلوا صفة مكفوفين ووصلوا إلى بولندا وفروا إلى جهات أخرى»، وقال هلال الذى نشأ فى السعودية وكندا: «وجدت فى القصة تماماً ما أبحث عنه»، وجعل هلال هذه القصة العمود الفقرى لفيلمه، لكنه بنى نصه الدرامى على «أحداث ومفارقات» من صميم أفكاره.

أضاف: «فى الخبر الحقيقى، لم يكن أعضاء الفريق لاعبى كرة قدم عادية، بل لاعبى كرة بالجرس، وهى رياضة خاصة بالمكفوفين، قريبة من كرة اليد»، و«فوي» كلمة إسبانية تعنى «أنا قادم»، يقولها اللاعبون غير المبصرين حين تكون الكرة معهم للتواصل مع زملائهم.

وتؤدى نيللي كريم، دور صحفية يستأثر الفريق باهتمامها، وقالت عن شخصيتها فى الفيلم إنها صحفية ملّت إعداد المواضيع التافهة، فذهبت ذات يوم لإجراء مقابلات مع شباب فى نادى (الإحسان)، حيث تعرفت إلى عالم جديد بالنسبة إليها، ونشأت قصة إعجاب خفيفة وصدمات.

وأشار مخرج الفيلم، الذى درس الإعلام فى الجامعة الأمريكية بالقاهرة، إلى أن حوادث الفيلم تدور عام 2013، والفترة التى تلت ثورة 25 يناير 2011، مضيفًا: «لم يحتمل أحد الحكم الإخوانى آنذاك، فالحياة فى ظل حكم الإخوان كانت لا تطاق، وكان يوجد خوف على المستقبل ورغبة جامحة فى الخروج».

ومع أن القضية التى يطرحها الفيلم مأسوية، شاء هلال أن يعالجها بأسلوب كوميدى طريف، خلافاً للسائد فى الأفلام التى تتناول الهجرة غير الشرعية عادة، ولم يعتمد الفيلم على النحيب والبكاء، بل تكمن قوته بحسب هلال فى «الفرادة فى طريقة رواية القصة»، ولا يُحبذ المخرج الذى يعمل أساساً فى مجال الإعلانات الهجرة غير الشرعية، وقال: «حين يصل المهاجر إلى الجهة الأخرى، قد لا تكون حياته أفضل»، وشدد على ضرورة تحسين أوضاع الشباب ليبقوا فى بلادهم ولا يغامرون بحياتهم، فالهجرة غير الشرعية قد تقتلهم».

وأمل المخرج فى أن يجذب «فوى فوى فوى» القيِّمين على الأوسكار، وقال: «كان طموحى أن أصل إلى العالمية، وأثناء إدارتى للممثلين طلبت منهم أن يبذلوا جهداً إضافياً فى أداء أدوارهم لأننا نريد أن نصل إلى الأوسكار».

ومن المقرر، الكشف عن الأفلام الـ15 المتأهلة إلى التصفية ما قبل النهائية للفوز بجائزة أوسكار أفضل فيلم أجنبى فى 21 ديسمبر المقبل، على أن تعلن قائمة الأفلام الخمسة المتأهلة إلى المنافسة النهائية فى هذه الفئة فى 23 يناير 2024، تمهيداً لحفلة توزيع جوائز الأوسكار فى الـ10 من مارس فى لوس أنجلوس، وتتمحور أفلام أخرى ضمن هذه الفئة حول موضوع الهجرة غير الشرعية، منها الإيطالى «إيو كابيتانو» للمخرج ماتيو جارونى، وقد بات موضوع الهجرة حاضراً بقوة فى أعمال الشاشة الكبيرة، ومنها فيلم «جرين بوردر» للمخرجة البولندية أنييشكا هولاند الذى حصل أخيراً على جائزة لجنة التحكيم فى مهرجان البندقية السينمائي.