تقوى الله

أصبح لمصر درع وسيف

جلال السيد
جلال السيد

من الصعب أن يعود الإنسان بذاكرته إلى ٥٠ سنة للوراء.. كنت وقتها شابًا فى السنوات الأولى من الزواج.. وفى يوم ٦ أكتوبر ١٩٧٣ كنت أجلس فى منزلى أستمع إلى «الراديو» يعنى الإذاعة المصرية ولم يكن التليفزيون قد سيطر على حياتنا كاملة كما هو الآن..

وتصادف أن قطعت الإذاعة برامجها للاستماع إلى بيان هام.. وشد انتباهى الوضع فجلست باهتمام أستمع للإذاعة تعلن للشعب المصرى أول بيان من القوات المسلحة المصرية أول بيان كان غامضًا قليلًا معلنًا ما معناه مناوشات بين القوات المصرية والإسرائيلية وجاء البيان الثانى ليعلن نجاح قواتنا المسلحة فى تحطيم خط بارليف الذى كانوا يدّعون أنه خط منيع لا يقتحم وهنا لم أشعر بنفسى إلا وأنا أقفز من الفرح والسرور فلم أتصور أن ننجح فى اقتحام خط بارليف..

وتوالت الأنباء عن نجاح قواتنا عبور قناة السويس وقيام أكثر من مائتى طائرة مصرية بعبور سماء سيناء وتحطيم تحصينات إسرائيل فى سيناء ونجاح شباب قواتنا وهم يحملون صواريخ على اكتافهم بتحطيم عشرات من دبابات إسرائيل بل أتذكر شاباً واحداً حطم ١٧ دبابة لوحده وتوالت الأخبار أتابعها فى جريدتى «الأخبار» وفى التليفزيونات تظهر عظمة ما قامت به قواتنا من تحطيم غطرسة إسرائيل وكم كان مدهشًا أن أرى جنوداً إسرائيليين يجلسون القرفصاء على الأرض كأسرى مذلولين لجيشنا..

وكان عظيمًا أن أتأكد صوتاً وصورة من صدق بيانات قواتنا المسلحة بعد أن راودتنى أكاذيب بيانات حرب ١٩٦٧ التى حولت الهزيمة إلى حقائق كاذبة..

وتوالت الأنباء من دول أمريكا وأوروبا والعالم أجمع لتؤكد المعجزة التى قامت بها قواتنا المسلحة لتحقيق أول انتصار مصرى وعربى على إسرائيل وسمعنا عن صراخ وعويل القادة الإسرائيليين وهم يشاهدون ويتناولون هزيمتهم التى مازالت فى ذكراهم حتى الآن..

وكانت من نتائج هذه الحرب العظيمة عبر السنوات التالية رجوع سيناء كلها إلى أحضان مصر وإقرار العالم بطابا مصرية وتحطيم قوات إسرائيل التى ادعوا أنها لا تقهر.. وكان من حظى حضور جلسة مجلس النواب التى أقيمت لتكريم قادة قواتنا المسلحة وكلمة الرئيس الراحل أنور السادات وهو يقول لقد أصبح لمصر «درع وسيف»..

وتحيا ٦ أكتوبر وتحيا مصر.