تقرير| إضراب قوي يشل قطاعات عديدة في أمريكا والرئيس ينضم للعمال في ميشيجان

الرئيس الأمريكي جو بايدن - صورة موضوعية
الرئيس الأمريكي جو بايدن - صورة موضوعية

تُعتبر الولايات المتحدة الأمريكية واحدة من أكبر القوى الاقتصادية في العالم، وصناعة السيارات تلعب دورًا حاسمًا في هذا الاقتصاد الكبير، وبينما تعتبر الشركات الكبرى في هذا القطاع مهمة للاقتصاد الوطني، إلا أن موظفي هذه الشركات يواجهون تحديات كبيرة بسبب شروط العمل والأجور.

وفي هذا السياق، شهدت ولاية ميشيجان الأمريكية إضرابًا استثنائيًا من قِبل أعضاء اتحاد عمال السيارات المتحدين، الذين يعملون في مجموعة من أكبر شركات صناعة السيارات بأمريكا.

اقرأ أيضًا: سفير موسكو بواشنطن: الشركات الأمريكية لا تزال مهتمة بالسوق الروسية

انضمام بايدن لصفوف المحتجين

وفي يومهم الـ12 من الاحتجاجات، شهد هذا الإضراب تطورًا غير مسبوق بانضمام الرئيس الأمريكي، جو بايدن، إلى صفوف المحتجين، وهذه الخطوة الجريئة والتاريخية تؤكد على دعم العمل المنظم من قبل الرئاسة الأمريكية بطريقة لم تشهدها الولايات المتحدة من قبل.

وبدأ تأييد الرئيس الأمريكي للاتحاد فور وصوله إلى ميشيجان على متن طائرة الرئاسة "اير فورس وان"، حيث أنه عند وصول الرئيس بايدن إلى البلاد، كان شون فين من أوائل الأشخاص الذين استقبلوا الرئيس على ممر هبوط الطائرة الرئاسية، واصطحبه بعد ذلك في جولة استثنائية إلى موقع الاحتجاج حيث كان العمال يطالبون بحقوقهم وينادون بزيادة الأجور وتحسين ظروف العمل.

حضور بايدن إشارة قوية لدعم حقوق العمال

ويجدر الإشارة، بأن التحالف بين رئيس اتحاد عمال السيارات المتحدين والرئيس الأمريكي بايدن يعكس التضامن والتعاون بين النقابات العمالية والسلطة الحكومية في تعزيز حقوق العمال، وحضور الرئيس في هذا الإضراب يعتبر إشارة قوية إلى أهمية مطالب العمال وأهمية دعمهم في البلاد، ويُظهِر ذلك أيضًا الجهد المشترك لضمان تحقيق العدالة الاقتصادية والاجتماعية لجميع العمال في الولايات المتحدة، وهو ما يظهر تفانيه في دعم العمل المنظم وقضايا العمال خلال فترة رئاسته.

ويُذكر أن، شون فين هو رئيس اتحاد عمال السيارات المتحدين، وهو واحد من أكبر الاتحادات النقابية البارزة في الولايات المتحدة ويضم أعدادًا كبيرة من العمال في صناعة السيارات، وله دور كبير في الدفاع عن حقوق العمال وتحسين ظروفهم.

وفي السياق التاريخي، كان هناك بعض الرؤساء السابقين الذين دعموا اتحادات العمال وقضاياها بشكل قوي، مثل فرانكلين ديلانو روزفلت وهاري ترومان، ولكن مع ذلك، حتى هؤلاء الرؤساء الذين كانوا مؤيدين لحقوق العمال لم ينضموا إلى إضراب مستمر بنفس الطريقة التي قام بها الرئيس بايدن في هذه الحالة.

ويُذكر أن، تاريخ الإضرابات في أمريكا حافل بالتحديات والتغييرات في ظروف العمل وحقوق العمال، ويمكن تقسيمه إلى عدة فترات تاريخية رئيسية تشهد حركات احتجاجية من قبل العمال والنقابات في مختلف القطاعات.


تاريخ من الإضرابات في مختلف المجالات

خلال فترة الثمانينيات والتسعينيات من القرن العشرين، شهدت الولايات المتحدة انتشارًا كبيرًا لحركات النقابات وإضرابات العمال في قطاعات مختلفة مثل صناعة الصلب والتعدين والسكك الحديدية والصحة، واحتج العمال على قضايا مثل الأجور وساعات العمل والسلامة المهنية.

وفي الستينيات والسبعينيات، تحسنت حقوق العمال بشكل كبير بفضل الحركة النقابية والمدنية، وتم تمرير قوانين مثل قانون حقوق العمل الجديد وقانون حقوق العمل للنساء والأقليات، مما منح العمال مزيدا من الحماية والحقوق.

وحتى اليوم، تستمر النقابات والعمال في القتال من أجل حقوقهم ومطالبهم في مختلف الصناعات والقطاعات، ويشمل ذلك الخدمات الصحية والتعليم والنقل والتكنولوجيا والتجارة.