«السعدنى» : عبد الناصرعاش ومات من أجل الشعب

الرئيس عبد الناصر يصافح محمود السعدنى
الرئيس عبد الناصر يصافح محمود السعدنى

سقط الزعيم «زاباتا» شهيداً، غير أن فقراء المكسيك لم يصدقوا أنه مات، ووقف فلاح على جثة البطل الشهيد وصرخ فى جنون: «لا ليس هو الذى مات، هل يموت النهر، هل يموت الريح؟!».
صدق الفلاح الفقير، فهذا الطراز العجيب من الرجال الثوار لا يموت ولم يمت أحد من العظماء فى التاريخ، وليس عظيماً من يفتح البلاد بالسيف، ولا من يخضع العباد بالقهر، ولا من يملك القلوب بالخوف.. لكن العظيم حقاً هو من يحمل على رأسه هموم الفقراء، ومن يتسع قلبه لأحزان الفلاحين، ومن يفتح نافذة أمل فى ظلام الليل، ومن يشق درباً فى جدار الحياة الصلبة لتمضى ملايين البسطاء خلفه الذين يتحرقون شوقاً إلى العدل ويبحثون لأقدامهم عن مكانٍ تحت الشمس.


لقد كان الزعيم والبطل والوالد والمعلم جمال عبد الناصر واحداً من هذا الطراز العظيم من الرجال، بل هو على رأسهم إن لم يكن المثل الأعلى لهم.
كم اتسع قلبه لأحزان الفقراء وكم حمل على رأسه من هموم الأرض، ومن كان مثل عبد الناصر لا يذهب إلى قلبه فى جنازة رسمية، لكنه كان أبو الشعب، حامى حمى الفقراء طبيب جراح الغلابة والبؤساء، لأنه عاش من أجل الشعب ومات من أجل الشعب.
لكن هل حقاً مات جمال عبد الناصر؟
أبداً لم يمت، فهو لم يكن شخصاً ولم يكن فرداً ولكنه كان كلماتٍ مضيئة ومبادئ عظيمة ونظاماً كاملاً للحياة.. وهل يموت الريح، هل يموت النهر، هل يموت جمال عبد الناصر؟
محمود السعدنى
«صباح الخير» - سبتمبر1970