بدون تردد

التعليم.. والصحة وبناء الانسان

محمد بركات
محمد بركات

لا مبالغة فى القول بأن قضية إعادة بناء الانسان المصرى على أسس سليمة وراسخة على المستويين المادى والمعنوى، تأتى فى مقدمة القضايا التى يجب علينا الانشغال والاهتمام بها.

بل إنها فى الحقيقة والواقع يجب أن تكون على رأس كل قضايانا وأكثرها أهمية على الإطلاق، نظراً لتأثيرها الكبير على إمكانية تحقيق آمال وطموحات الشعب، فى بناء الدولة الديمقراطية المدنية الحديثة والقوية التى تطمح إليها.

وإعادة بناء الإنسان ليست قضية سهلة التحقيق أو ميسورة المنال، بل هى عملية شاقة تحتاج بالضرورة إلى تطوير شامل لمنظومة التعليم والصحة، باعتبارهما الأساس الصلب للبناء،...، بالإضافة إلى ما تتطلبه عملية البناء من الاهتمام الضرورى والواجب بالتنمية الثقافية والفنية والرياضية اللازمة لاكتمال بناء الشخصية السوية والسليمة لأى انسان.

وإذا كنا نقول بأن إعادة بناء الانسان ليست بالعملية السهلة أو اليسيرة فتلك حقيقة واقعة يجب أن يدركها الجميع، نظراً لأنها تحتاج إلى عدة عوامل اساسية، وهى الإصرار القوى ووضوح الرؤية للمستهدف، وخطة شاملة وبرنامج زمنى محدد للإنجاز، بالإضافة إلى عامل بالغ الأهمية وهو توفير التكلفة المالية اللازمة لتحقيق ذلك الهدف والوصول إلى ما نسعى إليه.

وفى هذا لنا أن نتصور حجم هذه المشكلة، إذا علمنا أننا نحتاج إلى كم كبير من الاعتمادات المالية، والتى تصل إلى عشرات المليارات بل المئات من المليارات سنويا لتنفيذ الخطة الشاملة لإصلاح وتطوير المنظومة التعليمية ومثلها لإصلاح وتطوير وتحديث المنظومة الصحية، وتنفيذ مخطط التأمين الصحى الشامل فى كل المحافظات المصرية، باعتبارها من الأعمدة الرئيسية اللازمة لإعادة بناء الانسان المصري.

ولنا أن نتصور أيضا الحجم الكبير من الجهد والأموال والعمل الشاق والمتراكم، حتى نستطيع تحقيق ما نصبو إليه من تطوير وتحديث شامل فى منظومتى التعليم والصحة لضمان الوصول إلى بناء صحيح وسليم لأبنائنا من الأطفال والشباب الذين يضافون فى كل عام إلى التعداد العام والذين بلغت أعدادهم ما يزيد على اثنين من الملايين سنويا، يحتاجون إلى كل ما يلزم من وسائل لضمان الحياة الكريمة بالإضافة إلى نظام تعليم جيد ومتطور ونظام صحى حديث.