بـ ..حرية !

الحلال والحرام

محمد عبد الحافظ
محمد عبد الحافظ

يحكى أن تاجرا مسلما سافر لشراء بضاعة من الصين، وبعد انتهاء الصفقه أراد صاحب المصنع أن يحتفى بالتاجر، فوجه له دعوة على العشاء، رفض التاجر متعللا بأنه يشك فى شرعية الذبح ولا يضمن أنه «حلال»، فتعجب صاحب المصنع متسائلا: أتخاف من الله أن تأكل طعاما ليس حلالاً، ولم تخف من الله عندما طلبت منى أن أضع «صنع فى أوروبا» بدلا من «صنع فى الصين» على المنتج الذى تعاقدت عليه؟، أليس هذا غشاً وحراماً؟!

كم من البشر المصابين بانفصام الشخصية فيما يتعلق بالحلال والحرام، يتمسكون بالحلال إذا كان على هواهم، ويفعلون الحرام مادام سيحقق لهم مكسبا ماديا أو معنوياً. يحرصون على الصلاة والصوم ويؤدون مناسك الحج أكثر من مرة، وفى نفس الوقت يغشون ويكذبون وينافقون ويغتابون ويؤذون جيرانهم، ولا يتقنون أعمالهم ويدفعون الرشاوى ويشهدون زوراً ويعطلون مصالح الآخرين ويتهربون من دفع ديونهم.. وهذا ليس من الإسلام، فالدين المعاملة، وعلاقتك بالله، لابد أن تنعكس على معاملاتك مع الناس.

والاحتفال بمولد نبينا مولانا خير الأنام محمد صلى الله عليه وسلم، لا يكون بـ (حلاوة المولد)، وتبادل التهانى، وأغانى المديح، ولكن بإحياء سنته واتباع تعاليمه وأوامره فيما نفعله وما لا نفعله.

إذا أردت أن ينصلح حالك، فافعل ما أمرك الله ورسوله به.. وانته عما نهاك عنه الله ورسوله، وتب عما أخطأت فيه، وسامح واصفح وتجاوز عما فاتك، واجبر بخواطر الناس، وكن حسن الخلق قبل أن تكون حسن المظهر، وحب للآخرين ما تحبه لنفسك، سلوكيات بسيطة لن تكلفك وقتا ولا مالا، لكنها ستصلح حالك فى الدنيا والآخرة. وتذكر قوله تعالى: «إنا لا نضيع أجر من أحسن عملا».. «وفى السماء رزقكم وما توعدون».. ألا يجعلك وعد الله مطمئناً.
ابدأ من اليوم ليصبح احتفالك حقيقياً بمولد حبيبنا وشفيعنا ورسولنا محمد صلى الله عليه وسلم.

خليك حلو!