يذبح شقيقته فى الشارع اعتراضًا على خطبتها

الضحية
الضحية

بورسعيد-‭ ‬أيمن‭ ‬عبد‭ ‬الهادي

 أقدم شاب في العقد الثاني من العمر على قتل شقيقته التي تقترب منه في العمر، وأعد لذلك الغرض سكينًا وانتظر عودتها لمنزلها، ونحر رقبتها في الشارع أمام المارة، ماتت عروس الجنة وعلى وجهها علامات الخوف والرعب التي ظلت ترسم وجهها بعد موتها، حتى أن عينيها لم تُغلق رغم إزهاق روحها، وفي السطور التالية نروي أسرار الجريمة التي لا تزال حديث الناس في بورسعيد.

فريدة نبيل، فتاة جميلة الشكل والملامح، الأب تربوي يعمل مديرًا لإحدي المدارس بالتربية والتعليم ووالدتها موظفة بهيئة البريد المصري، فريدة لها شقيق واحد يدعى محمد، كانت الأسرة تعيش في سعادة وهدوء حتى حدثت مشكلات بين الأب والأم وقررا الانفصال، فترك الأب المنزل للأم لتربية الأبناء متخذًا من المدرسة مكانًا للنوم، وكان في بعض الأوقات ينام عند أشقائه.

واختار محمد وشقيقته أن يقيما مع والدتهما حتى حصل محمد على دبلوم وحصلت فريدة كذلك على دبلوم التجارة، ولكن فريدة كانت تطمح لاستكمال تعليمها فالتحقت بالجامعة المفتوحة وحصلت على ليسانس الآداب قسم اللغة الفرنسية، وأصيبت والدتها بـ السرطان، فلم تتركها الابنة، كانت تسافر معها مئات الكيلو مترات بحثًا عن العلاج، وظلت تعاتب شقيقها على عدم معاونتها والوقوف بجانب أمه، إلا أنه كان دائما منطويا لا يختلط بالمجتمع دون مبرر.

لم يكن لمحمد وفريدة أصدقاء أو أخوة أو حتى جيران، كان الشقيقان مرتبطان ببعضهما أشد الارتباط ولما لا وهي الأسرة الصغيرة التي عاشت في هدوء دون أن يُسمع لهم صوت في المكان الذي يعيشون فيه، حتى توفيت الأم، وكانا في هذا الوقت بعيدين عن أسرة والدهما، إلا أنهما عادا من جديد إلى احضان أسرة الأب بعد الوفاة، وفتح الأب صدره لأولاده ووفر بيتا وحياة كريمة لهما، وجعل حياته بعد أن خرج على المعاش لهما، يجهز الغداء ويغسل الملابس وينظم الحياة المنزلية، وتساعده في ذلك ابنته فريدة.

وخلال هذه الفترة حاولت أسرة الأب أن تقترب من فريدة اكثر وبالفعل أصبحت صديقة لهم يخرجون ويستمتعون ويسافرون الرحلات، حتى أنها قبل مقتلها بأشهر كانت معهم في رحلة لشرم الشيخ، وقبل موتها بيوم كانت عائدة من مدينة رأس البر بعد قضائها أوقات ممتعة مع الأسرة، بينما ظل محمد شقيقها بنفس الانطواء لا يحب الحديث مع أحد ولا يشارك الأسرة فرحتهم وأوقاتهم، حتى أنه إذا ذهب ذات مرة للغداء معهم اتخذ من أحد جوانب البيت مجلسًا وظل به منفردًا، واذا حدثه أحد أقاربه تحدث اليهم بالعين وليس باللسان.

عريس

ذات يوم تقدم شاب يدعى خالد نصر لخطبة الفتاة فريدة صاحبة الـ 23 عاما، اعترض محمد بشدة على الخطبة ورفضها دون سبب، تحدث معه الأب والأسرة طالبين أن يوضح أسباب هذا الرفض، فرفض الحديث ولم يطرح حلولا سوى أن الخطبة لا يمكن أن تتم، هنا رفض الأب أن يتحكم الابن في حياة شقيقته وأتم الخطبة، خاصة وأن العريس المتقدم لها حاصل على مؤهل عالي ويعمل في وظيفة كيميائي بمعمل، وهي وظيفة مناسبة يمكن أن يوفر منها احتياجات الحياة.

لم يترك محمد الأمور تسير بشكل هادئ فكان دائم الشجار مع شقيقته وخطيبها، وظل يتدخل في كل شيء، مرة يطلب أن يكون خروج شقيقته مع خطيبها ساعة بدلا من ساعتين، ومرة يحدد التاسعة مساءً لعودتهما بدلا من الحادية عشرة، وثالثة يطلب تغيير زجاج السيارة للأبيض بدلا من المعتم، وفي هذه الأوقات كانت الأسرة الأب وفريدة وخطيبها يحاولون التقرب من محمد، إلا أنه كان يرد دائما: «أنا بكرهه».

وبعد وقت قليل من الخطبة قرر محمد أن يضع خطيب شقيقته في كفة معه، فقال لوالده وشقيقته: «يا أنا يا خالد»، وهدد بأن يترك المنزل، وهنا رفض الأب أن ينهي الخطبة، وقال له: «يا ابني أنا من أول يوم بسألك ايه السبب مبتردش، عاوزني أطرد عريس محترم زي ده بدون أسباب، واكسر قلبه وقلب اختك وهما بيحبوا بعض»، فاختار محمد أن يترك المنزل ولم تكن الأسرة تتخيل أنه يفعل ذلك وظنوا انه تهديد فقط.

ترك محمد المنزل وذهب إلى القاهرة مدعيًا أنه يبحث عن عمل هناك، ظل لمدة 6 أشهر متواصلة مع الأسرة عبر الهاتف ومن خلال صفحات التواصل الاجتماعي، واستكمل فترة غيابه لمدة عامين أغلق فيما تبقى منهما كل طرق التواصل، ولم تكن الأسرة تعلم عنه شيئًا سوى رقم حسابه بالبريد الذي كان يذهب الأب كل شهر ويضع فيه الأموال ويطمئن أن نجله على قيد الحياة حينما يقوم بسحبها.

عاشت فريدة خلال هذه الفترة مع أسرة والدها واقتربت من بنات أعمامها وعماتها، ونزلت للبحث عن عمل ووقفت في أحد محال إيجار فساتين الزفاف فعملت فيه ووجدته فرصة كي تجهز نفسها للزواج، ووفر خطيبها الشقة، وبدأ بنات العم والعمة في فرش عش الزوجية وتجهيزه للزفاف الذي كان بعد أشهر، لكن المسكينة لم تعلم ماذا تخبئ لها الأقدار، كانت فريدة تخرج من المنزل وتعود في هدوء حتى أن معظم أهالي منطقتها لا يعرفونها.

أفكار غريبة

في هذا الوقت كان محمد غائبا تماما وسط قلق وحيرة الأسرة من تصرفاته من ناحية والخوف عليه من أصدقاء السوء من ناحية اخرى، وبدأت تظهر عليه تصرفات غريبة وينطق بكلام أغرب؛ فقد أعترض محمد قبل أن يسافر للقاهرة على قراءة الفاتحة في خطبة شقيقته ووصف المعازيم بالجهلاء، كما رفض أن يأكل اللحوم والفراخ وغيرها بسبب أنها تذبح وأن ذلك حراما، وكتب القاتل على صفحته على الفيس بوك كلاما غريبًا، مثل أن الموت هو نتيجة عطل في جسد الشخص أو قلبه، هنا ادركت الأسرة أن محمد يعاني من مرض نفسي عضال، حاولوا مرارًا وتكرارًا أن يعثروا عليه بعد أن أغلق الهاتف وحساب الفيس بوك ولكن دون جدوى.

في ظل هذه الأحداث كان موعد زواج فريدة يقترب وكانت الفتاة تطمح أن يحضر اخوها زفافها وأن يفرح بها، سألت عنه في كل مكان حتى علمت أنه يقيم بإحدى مناطق القاهرة بجانب مدرسة وجراج، فذهبت ووالدها وبنات عمها للبحث عنه، وكانت خلال رحلة البحث تنادي عليه بصوت عال بالشارع لعله يسمعها، وصعدت للبيوت وجابت الشوارع والطرقات وسألت الجميع، لكنهم عادوا بخيبة الأمل لعدم وجوده.

بدأت فريدة في التجهيز لزفافها وهي تحلم بشقيقها الوحيد أن يكون بجانبها، اكتملت محتويات الشقة وتم وضع تفاصيل الفرح، لم تكن هي ووالدها وأسرتها يتخيلون ذات يوم أن تموت العروس مقتولة، ولم يظن الجميع ولو للحظات أن يكون القاتل هو شقيقها أقرب الناس اليها خاصة وان لا شقيق ثالث لهما.

الجريمة

ذات يوم وأثناء عودة فريدة من الجيم بعد صلاة العشاء؛ فوجئت بشقيقها مختبئا بجانب العقار كاللصوص هي رأته وتعجبت من وقوفه هكذا، وما أن ظفر بها، حتى نحر رقبتها من الخلف بسكين كبير كان قد أعده لذلك، فسقطت الفتاة أرضًا والدماء تنفجر من رقبتها كالذبيحة، كما طعنها في قلبها، حتى فارقت الحياة متأثرة باصابتها.

وقال أحد شهود العيان على الحادث لـ «أخبار الحوادث»؛ إنه أثناء جلوسه أمام محل الجزارة الخاص به مرت من أمامه الضحية بعد عودتها من عملها، موضحًا أنه بعد دقائق فوجئ بصرخات واستغاثات من الأهالي، ليتفاجأ بأحد الأطفال يخبره بأن شابًا نحر فتاة بسلاح أبيض.

وأشار إلى أنه على الفور انتزع عصا خشبية من المحل تساعده في رفع اللحوم، وعند وصوله إلى مكان الحادث، فوجئ بالمتهم يفر هربا ويحاول الاعتداء بالسلاح الأبيض على أي شخص يعترض طريقه، لافتًا إلى أنه وبمساعدة عدد من الأهالي نجحوا في الإمساك به لحين الاتصال بالشرطة وتسليمه لهم.

وتابع قائلا: ساعدني بعض أهالي المنطقة لحد ما وقع وثبتناه واتصلنا بالشرطة.. المشهد صعب علينا وبنتي شافت الفيديو ومش عارفة تنام ومنهارة.. المتهم كان بينه وبين أهله مشاكل وساب لهم البيت وقاعد في القاهرة من سنتين.. جه وكان بيترصد لاخته بقاله ساعات قدام البيت وكان محضر 4 سكاكين للجريمة.

وأكد أن المجني عليها ليس لها علاقة بأحد موضحًا أن والدها يعمل معلمًا ويمتاز هو الآخر بالأخلاق وتأثر بشكل كبير فور علمه بوفاتها.

وكشفت أجهزة وزارة الداخلية ملابسات ما تبلغ للأجهزة الأمنية بمديرية أمن بورسعيد من الأهالي بوجود شخص ممسكًا بسكين عليها آثار دماء، ومحاولتهم الإمساك به.

على الفور انتقلت الأجهزة الأمنية لمحل البلاغ، وتمكنت من السيطرة عليه وضبطه، وعُثر بحوزته على 2 سلاح أبيض «مطواة، سكين»، وتبين أنه مقيم بدائرة القسم.

وبمواجهته أقر بقتل شقيقته لخلافات بينهما واعتراضه على خطبتها ومعاملتها السيئة له، وتم العُثور على المجنى عليها داخل أحد العقارات بدائرة القسم وبها جرح ذبحي، ونقل جثمانها إلى المستشفى، كما تم اتخاذ الإجراءات القانونية، وتولت النيابة العامة التحقيق.

وشيع أهالي محافظة بورسعيد، جثمان فريدة نبيل المقتولة على يد شقيقها إلى مثواها الأخير بمقابر الأسرة بمحافظة بورسعيد، وذلك بعد أن أدى أهالي المنطقة الصلاة عليها بمسجد الحسين، وتستكمل جهات التحقيق الإجراءات.

اقرأ أيضًا : تأجيل محاكمة المتهم بقتل شقيقته وسرقتها ببولاق الدكرور لـ1 أكتوبر 


 

;