من محاكمة الرئيس السابق دونالد ترامب الذي يواجه 91 تهمة جنائية منتظرًا أربع محاكمات خلال العام المقبل تنتقل الأنظار نحو فصل جديد من دراما محاكمات الرؤساء الأمريكيين؛ حيث يواجه الرئيس الأمريكي الحالي جو بايدن إجراءات العزل الرئاسي بعد قرار الجمهوريين في مجلس النواب الأمريكي فتح تحقيق لمساءلته بسبب قضايا عديدة يتورط فيها ابنه هانتر بايدن ويُتهم فيها بايدن بإخفاء تجاوزات ابنه واستغلال منصبه لتسهيل صفقاته المشبوهة وتهربه الضريبي.
يواجه هانتر بايدن نجل الرئيس جو بايدن ثلاث جرائم فيدرالية، وفي حالة إدانته يواجه عقوبة أقصاها السجن 25 عامًا، ليصبح أول نجل لرئيس أمريكي في التاريخ يواجه تهمًا جنائية، تهمتان تتعلقان بالإدلاء بتصريحات كاذبة أثناء شراء أسلحة، وتهمة ثالثة لحيازة أسلحة وهو مدمن للمخدرات، وجه المحقق الخاص ديفيد فايس لائحة اتهام كاملة لإدانة هانتر بايدن تشير إلى حيازته سلاح قام بشرائه في عام 2018 وأثناء شرائه السلاح من طراز «كولت كوبرا» من متجر أسلحة في ديلاوير أدلى بقسم كاذب امام السلطات الفيدرالية بعدم استخدام السلاح، كما أدلى ببيانات كاذبة أنكر فيها تعاطيه مخدرات غير قانونية بالرغم من إدمانه الكوكايين في نفس الفترة، وتم بالفعل إصدار أمر استدعاء إلى هانتر بايدن للمثول أمام المحكمة لأول مرة بشأن التهم.
صفقات مشبوهة
يواجه هانتر بايدن ايضا تهما خطيرة تتعلق بالفساد والتهرب الضريبي والضغط الأجنبي غير القانوني، بالإضافة إلى غسل الأموال وقضايا أخرى تتعلق بصفقات هانتر بايدن التجارية الخارجية، وخضع لاستجواب سابق كاد ينتهي باتفاق أو صفقة قانونية في يونيو الماضي يتضمن إقرار هانتر بايدن بالذنب في جنحتين ضريبيتين فيدراليتين مقابل إسقاط تهمة حيازة السلاح عنه خلال عامين في حال اجتياز اختبارات المخدرات المتكررة بانتظام بشرط أن يظل بعيدًا عن المشكلات القانونية، ولكن الاتفاق لم يتم بسبب رفض القاضي الفيدرالي المسئول عن القضية لتلك الصفقة وانتهى الامر بتعيين المدعى العام ميريك جارلاند لديفيد فايس كمستشار خاص لتولي القضية وهو ما يمثل تصعيدًا كبيرًا في التحقيق؛ حيث اشار فايس إلى أن المحاكمة جاهزة الآن لمساءلة هانتر حول التهم الجنائية.
امتدت اتهامات الجمهوريين نحو الرئيس نفسه؛ لتتهمه بالتربح من المعاملات التجارية لابنه أثناء شغله منصب نائب الرئيس بين عامي 2009 و2017، ليأتي رد البيت الأبيض بتأكيد عدم ارتكاب بايدن أي خطأ، وتوالت اتهامات النواب الديمقراطيين إلى الجمهوريين بعدم وجود أساس لإجراء تحقيق بهدف عزل الرئيس، وتناول التحقيق شهادة ديفيد آرتشر شريك هانتر الذي اكد أن ابن الرئيس كان يتعمد إتمام التواصل بين شركائه الاجانب مع والده حوالى 20 مرة خلال 10 سنوات وكان بايدن بصفته نائب الرئيس ينضم إلى وجبات العشاء أو الاجتماعات مع شركاء هانتر شخصيًا أو عبر الهاتف، وهو ما يتنافى مع ادعاءات بايدن بأنه لم يناقش العمل مع ابنه، وأشارت لجنة الرقابة بمجلس النواب إلى الأدلة التي تشير إلى أن عائلة بايدن وشركائهم التجاريين تلقوا أكثر من 20 مليون دولار على دفعات من كيانات خارجية وابرزها شركة الطاقة الاوكرانية بالإضافة إلى الصين وكازاخستان وروسيا وروسيا البيضاء ورومانيا.
مراحل العزل
تشير التقارير الامريكية إلى أن إجراءات العزل تتم على مرحلتين، المرحلة الأولى يجري أعضاء مجلس النواب تصويتًا بأغلبية بسيطة على العزل بناءً على التهم الموجهة للرئيس، وفي حال إقرارها يحاكم مجلس الشيوخ الرئيس، وفي نهاية الجلسة تأتي المرحلة الثانية حيث يقوم أعضاء مجلس الشيوخ البالغ عددهم مائة بالتصويت على كل مادة، وتتطلب الإدانة الثلثين وفي هذه الحالة، يكون العزل تلقائيًا ونهائيًا، ويشير رئيس مجلس النواب الجمهوري كيفن مكارثي إلى تأكيد النواب الجمهوريين أن لديهم شبهات خطيرة وصحيحة تجاه بايدن؛ حيث يتهم رئيس لجنة الإشراف التابعة لمجلس النواب، الجمهوري جيمس كومر عائلة بايدن بتجاوزات مالية وضريبية بينما يشير الديمقراطيين إلى أن تحرك الجمهوريين لعزل بايدن هو انتقام لمحاولات الديمقراطيين السابقة عزل ترامب مرتين اثناء رئاسته للولايات المتحدة الأمريكية.
عفو رئاسي
أثارت قضية نجل الرئيس جدل آخر حول العفو عن السجناء الذي يعتبره الكثيرون المخرج الآمن لهانتر بايدن بعد اتهامه، إلا أن متحدثة البيت الأبيض جان بيير اوضحت أن الرئيس بايدن لن يعفو عن ابنه هانتر، ولكن قد يتغير هذا الموقف بعد توجيه ثلاث تهم تتعلق بالأسلحة ويشير النائب الديمقراطي لولاية نيويورك دان جولدمان الى إنه سيكون من «الخطأ الكبير» أن يعفو بايدن عن ابنه، ويأتي العفو الرئاسي عبر نص المادة الثانية من الدستور؛ حيث يمنح الرئيس سلطة منح إرجاء التنفيذ والعفو عن الجرائم المرتكبة ضد الولايات المتحدة، باستثناء حالات الإقالة، وهو ما يتيح للرؤساء العفو عن افراد الاسرة دون حدود أو شروط، و يختلف خبراء الدستور حول ما إذا كان يمكن للرئيس أن يعفو عن نفسه في حالة إدانة بايدن نفسه ام لا، وتحمل حالات العفو الرئاسي عن الاقارب نماذج قليلة منها قرار العفو الذي اصدره الرئيس بيل كلينتون لشقيقه روجر بعد إدانته بتهريب الكوكايين والمخدرات عام 1985 وقضى جزءًا كبيرًا من عقوبته بالفعل إلا أن كلينتون أصدر قرارًا بالعفو عنه قبل وقت قصير من مغادرة منصبه، أما ترامب فشهدت الأسابيع الأخيرة من إدارته قرارات عفو عديدة لمجموعة من الأصدقاء والزملاء، بما في ذلك تشارليز كوشنر والد جاريد كوشنر زوج إيفانكا، وصدر العفو اثناء عمل إيفانكا وجاريد كوشنر كمستشارين للبيت الأبيض في ذلك الوقت.
اقرأ أيضًا : هجوم «سيبرانى» يستهدف أجهزة الشرطة والحكومات فى 3 دول أوروبية
