«أين تذهب هذا المساء؟» قصة قصيرة للكاتب عمرو حسين

«أين تذهب هذا المساء؟» قصة قصيرة للكاتب عمرو حسين
«أين تذهب هذا المساء؟» قصة قصيرة للكاتب عمرو حسين

كان علي طفل صغير يشاهد التلفاز الساعة السادسة مساء على القناة الأولى، كانت فترة الإعلانات المسائية على التلفزيون المصرى يتابع في الصباح سينما الأطفال وفي فترة الظهيرة يشاهد الفيلم العربي وكان علي يرى والده وهو يتابع نشرة الأخبار باهتمام وفي المساء شاهد   إعلان بتعليق إحدى المذيعات بعنوان: أين تذهب هذا المساء ؟ أعلنت عن عرض مسرحية الواد سيد الشغال على مسرح عادل إمام، مسرحية تخاريف للفنان محمد صبحي، وعن فيلم حكمت فهمى للفنانة نادية الجندي، فيلم كابوريا للفنان أحمد زكي.

 مرت طفولة علي في فترة التسعينات، بعد ذلك الإعلان انتظر علي مسلسل الأطفال الكابتن ماجد، حلم أن يكون لاعب كرة مثل الكابتن ماجد، كانت سعادة علي عندما يخرج مع أبيه للذهاب إلى تمرين الكرة ويعود أدراجه للمنزل ليلعب ببعض الألعاب، كان طموحه أن يصبح مخترعا في المستقبل كان يحب مشاهدة الفيديو وتشغيل شرائط الفيديو، كان يشغل الكاسيت  ليسمع بعض الأغانى للفنانين عمرو دياب، هشام عباس، محمد، وغيرهم.

 

مرت السنوات وكبر محمد ودخل كلية الفنون الجميلة تبدلت الدنيا وأصبحت مشاهدة التلفزيون عبر الستالايت فكان عصر الفضائيات، لم يعد إعلان المسرحيات موجودا، وظلت إعلانات الأفلام وظل عادل إمام وأحمد زكي ومحمود عبد العزيز يغردون في عالم السينما وعمرو دياب ومحمد منير وعلي الحجار  في عالم الغناء.

 

زاد اهتمام علي بكرة القدم، أصبحت كل مباريات الدورى المصرى تذاع، يذهب على إلى الكافيه ليتابع تألق أحمد حسام ميدو مع توتنهام وتفوق المنتخب المصرى أفريقيا وفاز بكأس الأمم الأفريقية والنادي الأهلى ذهب لكأس العالم للأندية، وحصل على المركز الثالث على العالم.

 

 كبر على واستمع إلى نوع غريب من الأغانى يسمى المهرجانات لم يلق اهتمام على بل أصبح عازف عن سماع تلك الأغاني وكان على قد اشتغل في هندسة الديكور وانشغل بالعمل وظل يترقب وضع الفن، فلم يعد هناك مسرح لكى يذهب إليه الفنان عادل إمام، اعتزل المسرح ولم يعد هناك سينما يتم الذهاب إليها، لأن معظم الأفلام تكون بعد فترة على مواقع الشبكة العنكبوتية.

 

لاحظ على انحطاط الذوق العام وكان محمد يسكن القاهرة ويحب الذهاب لحضور الأفلام الأجنبية، وظهرت المنصات الجديد كنتفلكس واستخدام الاي بي تفى وهجر الناس السينما وهجر الناس المسرح، وأصبح كل ذلك يعرض من البيت وترك الناس التمثيل أصبح الممثلون آليات بالذكاء الصناعي وضاع إحساس أغانى التسعينات وقبلات الأفلام في تلك الأفلام، وانتهى إلى شئ آخر، إلى أنه لا يعرف أين يذهب هذا المساء ؟