محمد قناوي يكتب: مهرجان الغردقة لسينما الشباب وقرار رئيس الوزراء 1238

محمد قناوي
محمد قناوي

قبل حوالي ست سنوات أصدر الدكتور مصطفي مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، القرار رقم 1238 لسنة 2018، بتشكيل لجنة عليا دائمة لتنظيم إقامة المهرجانات والاحتفالات برئاسة وزيرة الثقافة، وعضوية ممثلى بعض الوزارات وتضمنت المادة الأولى، أنه يقصد بالمهرجانات أو الاحتفالات "الكرنفالات"، في تطبيق أحكام هذا القرار جميع الفعاليات الثقافية والفنية ذات الطابع الاحتفالى سواء كانت دولية أو محلية، التي تقيمها الجهات الحكومية أو غير الحكومية، بغرض تنمية الإبداع والحفاظ علي الهوية الثقافية المصرية بروافدها الحضارية المتنوعة، وتهدف إلى تعزيز التنمية الثقافية والاقتصادية والاجتماعية المستدامة وتفعيل التبادل الثقافي بين مصر ودول العالم.

وجاءت في المادة الثانية من القرار، لا يجوز أو إقامة مهرجان أو احتفال إلا بعد الحصول على ترخيص من وزارة الثقافة عقب التنسيق مع الجهات المعينة في الدولة، وفي المادة الثالثة، تشكل لجنة عليا دائمة لتنظيم إقامة المهرجانات والإحتفالات برئاسة وزير الثقافة وعضوية كل من ممثل عن كل من وزارات الخارجية والداخلية والمالية والسياحة والأثار والطيران المدنى، والشباب والرياضية والتنمية المحلية، يختاره الوزير المختص على ألا يقل المستوى الوظيفي له عن العالية، وممثل عن الأمانة العامة لمجلس الوزراء يختار الأمين العام، ورؤساء النقابات الفنية والأدبية، وعدد مناسب من الخبراء في المجالات الثقافية والفنية المختلفة من غير العاملين علي ادارة المهرجانات والإحتفالات يختارهم وزير الثقافة وتوضح المادة الرابعة من القرار اختصاصات اللجنة العليا، التى من أهمها وضع أجندة سنوية للفعاليات، لا تتغير إلا بموافقة وزير الثقافة، مع تحديد الدعم المالى أو اللوجستى لأى مهرجان يقام من خلال جهات غير حكومية بنسبة لا تزيد على 40 فى المائة من موازنة المهرجان.

ومنذ صدور هذا القرار وطوال الست سنوات الماضية شهد سوق المهرجانات السينمائية محاولات جادة لإطلاق مهرجانات سينمائية جديدة بعضها باءت بالفشل منذ ولم تخرج عن أنها مجرد فكرة أوملف لمشروع مهرجان تم تقديمه للجنة العليا للمهرجانات والتي لم تشعر بأي جدية لصناعة فتم رفضه ، ومهرجانات أخري أتخذت خطوات جادة للخروج للنور مثل مهرجان الأسكندرية للسينما الفرانكوفونية الذي تم وأده قبل ظهوره للنور بأيام قليلة وحتي الأن لا يعرف أحد من هو الفاعل والمتسبب في إغلاق المهرجان قبل افتتاحه بـ 72 ساعة فقط ، وهناك مهرجان شرم الشيخ للسينما العربية والذي كان من المقرر أن يتم افتتاح منتصف يوليو القادم ولكن تم تأجيله قبل الافتتاح بأيام قليلة ليعقد في يناير القادم.

هذه الظروف والملابسات التي احاطت عملية خروج مهرجانات سينمائية جديدة للنور بعد قرار رئيس الوزراء ، دفعت البعض لطرح تساؤل مهم ، هل هناك رغبة في عدم خروج مهرجانات جديدة للنورخاصة بعد اتخاذ اللجنة النوعية للسينما التابعة للجنة العليا للمهرجانات باتخاذ قرار داخلي بمنع تقديم دعم مالي أو لوجستي لاي مهرجان في دورته الأولي وهذا مخالفا لقرار رئيس الوزراء 1238 والذي ينص علي أن تقوم اللجنة العليا للمهرجانات بحديد الدعم المالى أو اللوجستى لأى مهرجان يقام من خلال جهات غير حكومية بنسبة لا تزيد على 40 فى المائة من موازنة المهرجان.

إلي أن جاء مهرجان الغردقة الدولي لسينما الشباب والذي يختتم فعالياته مساء غدا الاثنين ليكون أول مولود "مهرجان"سينمائي يخرج لنور ويضاف لقائمة المهرجانات المصرية ، بعد قرار رئيس الوزراء معتمدا في ميزانية علي جهود صُناعة بقيادة السيناريست والصديق محمد الباسوسي، وقد كنت شاهدا علي تأسيس هذا المهرجان قبل عام، واعلم تماما كم الجهود التي بذلها"الباسوسي" طوال عام كامل طرق خلالها أوابا كثيرة معتمدا علي علاقاته المتشعبة برجال أعمال وصُناع سينما ومهتمين بصناعة المهرجانات ومؤمنين بدورها الثقافي والفني من أجل تقديم الدورة الأولي، فقد تمكن من تدبير ميزانية المهرجان كاملة، دون الاعتماد علي أي جهة حكومية أو تلقي اي دعم من جهة رسمية.

 وقد جاءت الدورة الأولي ناجحة بكل المقاييس، بناء علي ردود الافعال التي تابعتها في وسائل الإعلام والسوشيال ميديا والتي جاءت كلها ايجابية سواء من النجوم الكبار الذين حرصوا علي حضور الورة الاولي مثل "حسين فهمي ومحمود حميده والهام شاهين وصفية العمري وأحمد وفيق وصبري فواز وهاني سلامة وسلاف فواخري، والمخرج الكبير محمد عبد العزيز وعمرعبد العزيز و د. خالد عبد الجليل مستشار وزير الثقافة ورئيس الرقابة علي المصنفات الفنية والمنتج د.محمد العدل والمخرج عمرو عابدين . مبروك "محمد الباسوسي" وفريق عمله اطلاق النسخة الأولي من مهرجان الغردقة الدولي لسينما الشباب، الذي ولد شابا يافعا يحتاج منك في الدورات القادمة مجهودا أكبر ، فالمحافظة علي النجاح أصعب من الوصول إليه