خلال ملتقى الطفل بالجامع الأزهر..

المحاضرون: قبول العذر والعفو عند المقدرة من شيم الكرام

فعاليات الرواق الأزهري
فعاليات الرواق الأزهري

عقد الجامع الأزهر الشريف اليوم، حلقة جديدة من ملتقى الطفل، والذي يأتي تحت عنوان: " الطفل الخلوق - النظيف - الفصيح"، وذلك في إطار مواصلة الجامع الأزهر والرواق الأزهري، جهودهما في توعية النشء بالآداب الإسلامية والأخلاقيات السليمة النابعة من صحيح الدين، وحاضر في الملتقى د. عبدالله الحسينى، منسق العلوم الشرعية والعربية لقطاع الوجه القبلى بالجامع الأزهر، ود. ياسر عجوة الباحث بوحدة شئون الأروقة بالجامع الأزهر الشريف.

واستهل د.الحسيني الملتقى بقوله: إن من وسائل كسب الجيران معاملتهم بالمسامحة والرفق واللين، ومن صور ذلك قبول أعذارهم إذا أخطأوا، فكل ابن آدم خطَّاء، وما اعتذر إليك إلا من راعى ودَّك وحفظ صداقتك.                                       

موضحا أن قبول العذر من شيم الكرام، وأنه من أهم الصفات التي دعت إليها الشريعة الإسلامية، والتي يجب أن يتربى عليها المسلم صغيراً ويتحلى بها كبيراً، فالإنسان بطبعه خُلق ضعيفاً ميالاً للخطأ قال الله تعالى: “وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفًا” [النساء: ٢٨].                  

                                                                                   
وتابع : عندما يخطئ الإنسان لا بد وأن يعتذر، فإذا اعتذر المخطئ فعلى الآخر قبول العذر منه، مضيفا: لقد ضرب لنا النبي يوسف عليه السلام أروع الأمثال في قبول العذر من إخوته الذين ألقوه في غيابات الجب وتاه في الأرض بعيدا عن موطنه وأهله وتعرض للسَجن بسببهم، ولما كتب الله لهم اللقاء مرة أخرى رجعوا إليه معتذرين قائلين: ﴿ قَالُوا تَاللَّهِ لَقَدْ آثَرَكَ اللَّهُ عَلَيْنَا وَإِن كُنَّا لَخَاطِئِينَ﴾ فقبل منهم العذر وقال لهم: ﴿قَالَ لَا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ ۖ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ ۖ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ﴾.

وأشار د. الحسيني، إلى أن حبيبنا المصطفى ﷺ علمنا كيف يكون العفو وقبول العذر يوم فتح مكة حين التقى بمن أسائوا إليه وعذبوه وأخرجوه ومن معه من المؤمنين من ديارهم فقال" لهم ما تظنون أني فاعل بكم ، فقالوا إليه معتذرين: أخ كريم وابن أخ كريم، فقبل منهم العذر وعفى عنه وقال مقولة سطرها التاريخ بمداد من ذهب: "اذهبوا فأنتم الطلقاء"، وبيَّن أن النبى ﷺ حذرنا من عدم قبول عذر الآخرين، فعَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ: «مَنِ اعْتَذَرَ إِلَى أَخِيهِ الْمُسْلِمِ مِنْ شَيْءٍ بَلَغَهُ عَنْهُ فَلَمْ يَقْبَلْ عُذْرَهُ لَمْ يَرِدْ عَلَيَّ الْحَوْضَ» أخرجه الطبراني في الأوسط، ويقول الحسن رضي الله عنه "لو أن رجلاً شتمني في أذني هذه، واعتذر إليَّ في الأخرى لقبلت عذره".

وفى نهاية حديثه، حث د. عبدالله الحسيني كل مسلم أن يتخلق بهذا الخلق الكريم ويربي أبناءه عليه حتى تسود المحبة والأخوة بين أفراد المجتمع وتزول الشحناء والبغضاء.                                          

من جانبه، قام د. ياسر عجوة، الباحث بوحدة شئون الأروقة بالجامع الأزهر الشريف، بتعريف فعل الأمر ، موضحاً أنّه كلّ فعل يُراد به طلب القيام بالشىء، أو العمل به في زمن المستقبل، مبينا العلامات التي تميز الفعل الأمر عن الفعل الماضي والفعل المضارع، وذلك قبوله نون التوكيد بنوعيها الثقيلة والخفيفة مع الدلالة على الأمر من خلال صيغته، كقولنا: اكتبَنْ، واضربنّ؛ ومن أيضا: العبْ بالْكُرةِ، وأطعمْ صغيرك، ونظفْ ملابسك، ونمْ مُبَكراً، وغير ذلك.                                                       


 وفي نهاية الملتقى، اختتم الباحثان حديثهما بالإجابة عن بعض الأسئلة حول الموضوع، وأثناء الشرح استخدم الباحثان بعض الشرائح التوضيحية، معتمدَيْن على أسلوب المناقشة والتحاور مع الأطفال، تشجيعاً لهم على المشاركة. يُذكر أن ملتقى " الطفل الخلوق والنظيف والفصيح" يعقد يوم السبت من كل أسبوع بالجامع الأزهر، ويتم تنفيذه في بعض المحافظات ، وذلك لتربية النشء على أسس صحيحة، وفهم عميق لأخلاقيات ديننا الحنيف.