التزامًا بالفلسفة الخضراء| افتتاح دورة الألعاب الآسيوية دون ألعاب نارية في الصين

جانب من الافتتاح
جانب من الافتتاح


أعلن الرئيس الصيني شي جين بينغ، اليوم، افتتاح النسخة التاسعة عشرة من دورة الألعاب الآسيوية في مدينة هانغجو التي تُعدّ معقل التكنولوجيا في شرق الصين.

يأتي ذلك وسط ترقب لتقنيات الذكاء الاصطناعي، وبعيداً عن ألعاب نارية أعلن المنظّمون عدم استخدامها التزاماً بالفلسفة الخضراء

يذكر أنه تم تأجيل انطلاق البطولة لمدة عام بسبب النظام الصارم الذي فرضته الصين للقضاء على فيروس كوفيد-19، تنطلق الدورة التي أقيمت لأول مرة في نيودلهي عام 1951، بمشاركة تفوق الألعاب الأولمبية، إذ يتنافس 12417 رياضي ورياضية، يمثلون 45 دولة.

وتستضيف الصين البطولة للمرة الثالثة بعد بكين 1990 وغوانغجو 2010، في واحدة من أكثر المدن ازدهارًا في البلاد، أمام الضيوف المدعوين، من بينهم الرئيس السوري بشار الأسد ورئيس اللجنة الأولمبية الدولية الألماني توماس باخ، الذي وصل الخميس.

وعشية حفل الافتتاح، أكّد الهندي راجا راندير سينغ، الرئيس الموقت للمجلس الأولمبي الآسيوي، أن آسيا هي القارة الوحيدة التي بإمكانها تنظيم اي حدث فورًا . واستشهد سينغ أيضاً بنجاح بكين في استضافة دورة الألعاب الأولمبية صيفًا (2008) وشتاءً (2022)، منوهاً أيضاً باستضافة السعودية لدورة الألعاب السعودية الشتوية عام 2029.

ويُعدّ البلد المضيف المرشّح الأوفر حظًا لتصدر جدول الميداليات، حيث يضم وفدًا ضخمًا يبلغ قوامه نحو 800 رياضي، بينما تتنافس اليابان وكوريا الجنوبية على الوصافة.

وأرسلت كوريا الشمالية فريقا قوامه نحو 200 رياضي، منهية ما يقرب من ثلاث سنوات من العزلة عن الساحة الرياضية العالمية.

ويتنافس المشاركون بينهم أبطال عالم وأولمبياد، من أجل الحصول على ميداليات في 40 رياضة، من ألعاب القوى والسباحة وكرة القدم إلى الرياضات الإلكترونية والبريدج.

وستكون تسع رياضات، من بينها الملاكمة والبريك دانس وكرة المضرب، مؤهلة إلى دورة الألعاب الأولمبية المقرّرة في باريس العام المقبل.

تصدرّت الصين المضيفة جدول الميداليات في كل دورة ألعاب آسيوية منذ عام 1982، ومن المتوقع أن تفعل ذلك مرة أخرى بحلول موعد إسدال الستارة عن الألعاب في الثامن من أكتوبر المقبل.

وتبدو الصين مرشحة للسيطرة على منافسات السباحة عن طريق تشين هايانغ الذي أعلن نفسه ملكاً جديداً وبلا منازع في سباقات السباحة على الصدر في بطولة العالم.

كسب السباح البالغ من العمر 24 عامًا جميع السباقات السباقات الثلاثة (50 م و100 م و200 م) وسجل رقمًا قياسيًا عالميًا جديدًا في سباق 200 م.

في ألعاب القوى، وهي إحدى الرياضات الأكثر متابعة عن كثب، سيدافع البطل الأولمبي والعالمي الهندي نيراج شوبرا عن لقبه في رمي الرمح في دورة الألعاب الآسيوية، فيما يبحث النجم القطري المخضرم معتز برشم عن ذهبية ثالثة في الوثب العالي بعد 2010 و2014.

وستكون منافسة الرياضات الإلكترونية التي يُنظر إليها على أنها خطوة نحو الإدماج الأولمبي يومًا ما، رسمية لأول مرة في الألعاب الآسيوية، بعد أن كانت رياضة استعراضية قبل خمس سنوات.

لن تُستخدم الألعاب النارية في حفل افتتاح الدورة في الملعب الأولمبي "بيغ لوتوس" (80 ألف متفرج)، بحسب ما كشف المدير الرئيسي للحفل شا شياو لان.

قال شياو لان "تماشيًا مع نهج الألعاب الصديق للبيئة، سيحظى 50 ألف متفرج المتوقع حضورهم في هذا الحدث بـ"وليمة بصرية" باستخدام الألعاب النارية الإلكترونية الرائعة من خلال الرسوم المتحركة ثلاثية الأبعاد وتكنولوجيا الواقع المعزز".

وأكد أن "العرض المسائي سيعكس ثقافة جيان غنان، وسيُستوحى من تجويف المد والجزر الذي يُعدّ سمة بارزة لنهر تشيانتانغ المهيب الذي يمرّ عبر المنطقة".

وستُقام الألعاب في 54 موقعاً رياضياً، بينها 14 شُيّدت حديثًا، معظمها في هانغجو ولكنها تمتد أيضًا إلى مدن بعيدة مثل ونجو، على بعد 300 كلم جنوبًا.

وتشتهر مدينة هانغجو البالغ عدد سكانها 12 مليون نسمة وتبعد مسافة ساعة بالقطار السريع من شنغهاي، بمعابدها القديمة وحدائقها وبحيرتها الغربية المحبوبة، وسخرت لنجاح الدورة، 37600 متطوعاً ومتطوعة من 46 جامعة ومؤسسة اختيروا من حوالي 324 ألف طلب.

وهي أيضا الموطن غير الرسمي لصناعة التكنولوجيا في الصين، ولا سيما مسقط رأس شركة علي بابا التابعة لجاك ما.

وستعرض الألعاب بعضًا من أحدث التقنيات القادمة من المدينة بينها الحافلات بدون سائق والكلاب الآلية.