دراسة حديثة: السنة المصرية تكوّنت من 4 فصول.. وهذه هي الأدلة

أرشيفية
أرشيفية

أعلن أيمن أبوزيد، الباحث في علوم المصريات، ورئيس الجمعية المصرية للتنمية السياحية والأثرية، عن نتائج جديدة لدراسة علمية قام بها على مدار الشهور الثلاثة الماضية، وتضمنت رصدا دوريا لحركة الشمس داخل الغرف الملحقة بقدس أقداس معبد الملك رمسيس الثالث بمجموعة معابد الكرنك الشهيرة في الأقصر. 

وأشار إلى أن نتائج دراسته الجديدة أكدت وجود أدلة على أن قدماء المصريين عرفوا فصل الخريف، وأن السنة المصرية القديمة كانت تتكون من 4 فصول وليس ثلاثة كما كان معروفا في السابق. 

وكشف عن أن الغرفتين المقدستين بمعبد الملك رمسيس الثالث استخدمتا من قبل المصري القديم كساعة زمنية لتحديد الفصول، وأنه تمكّن من خلال الدراسة العلمية والرصد الميداني لحركة الشمس في هاتين الغرفتين المقدستين، من رصد نهاية فصل الصيف، وبداية فصل الخريف. 

اقرأ أيضا| تنظيم بطولة كأس الصداقة المصرية الألمانية بالأقصر

وأنه بذلك تكون السنة المصرية القديمة قد تكوّنت من 4 فصول كل فصل مكوّن من ثلاثة شهور، على عكس ما عُرف في الماضي بأن السنة المصرية القديمة مكونة من ثلاثة فصول، كل فصل منها مكون من 4 شهور. 

وأكد «أبوزيد»، إن معبد الملك رمسيس الثالث هو أحد معابد المقدسة بمجموعة معابد الكرنك المشيدة على أسس فلكية، والتي تجعل المعبد بمثابة ساعة تقويم لرصد فصول العام. 

وأن ما تم من رصد لحركة الشمس داخل الغرفتين المقدستين بالمعبد منذ 21 من شهر يونيو الماضي، وحتى اليوم 23 من شهر سبتمبر الجاري، وعلى مدار ثلاثة شهور كاملة أكد على أن هاتين الغرفتين المقدستين يسجلان نهاية فصل الصيف وبداية فصل الخريف بحسب التقويم المصري القديم. 

وتابع بأن الغرف الداخلية الملحقة بقدس أقداس معبد الملك رمسيس الثالث بالكرنك، صُممت لتسقط من خلالها اشعة الشمس عبر فتحات رأسية في سقف المعبد، وذلك بصورة مائلة تنتهي مع بداية فصل الخريف، وأن ذلك يدل طبقا لزوايا سقوط اشعة الشمس داخل هذه الغرف ان القياسات المعمارية توافقت لحركة الشمس وسقوط اشعتها لتستمر حركة الشمس وسقوط اشعتها بزوايا مختلفة مع بداية فصل الصيف والانتهاء بإعلان فصل جديد وهو فصل الخريف. 

وأوضح بأن دراسته الجديدة التي جرت من خلال الجمعية المصرية للتنمية السياحية والأثرية، أثبتت بأنه من خلال العمارة الفلكية التي شُيّد على أساسها معبد الملك رمسيس الثالث بالكرنك، أن المصري القديم عرف 4 فصول في العام، وأن سقوط الشمس داخل تلك الغرف المقدسة الملحقة بقدس أقداس المعبد، لم يكن من قبيل الصدفة، وإنما يدل على مدى معرفة قدماء المصريين بدقائق العلوم الفلكية، ومعرفتهم بأربعة فصول من بينها فصل الخريف. 

ورفض «أبوزيد» القبول بصحة كل النظريات الأجنبية المتعلقة بتاريخ وعلوم وفنون مصر القديمة، واعتبر أن ما تركه المصري القديم من معالم أكدت ريادته لشتى العلوم والفنون، تستوعب وجود أكثر من نظرية علمية بشأن هذه الحضارة. 

وقال أن معابد الكرنك هي الأشهر بين مجموعات المعابد والمعالم الأثرية بالعالم، وقد عمل بها العديد من علماء الآثار الأجانب والمصريين على قرابة مدار قرنين من الزمان، وأن من كشف ارتباط معابد الكرنك بالانقلاب الصيفي، والظاهرة الفلكية التي تشهدها تلك المعابد في وقت الظهيرة بالتزامن مع الانقلاب الصيفي هم الباحثون المصريون، الذين توصلوا لاكتشاف أهم حلقة من حلقات أطوار الشمس التي ذكرها المصري القديم بصورة رمزية ومعمارية في كتاباته وفي فنون عمارته التي ارتبطت ارتباطاً وثيقاً بعلوم الفلك. 

ولفت أيمن أبوزيد، رئيس الجمعية المصرية للتنمية السياحية والأثرية، إلى أن علماء الآثار لم يشيروا إلى فصل الخريف، وإنما نوّهوا إلى تداخله مع فصل الصيف، وبذلك توفقت الدراسات في السابق عند القول بأن السنة المصرية القديمة تكوّنت من ثلاث فصول ارتبطت بالزراعة، وأكد أنه بعد القيام بدراسة مستفيضة تبين وبالأدلة العلمية والرصد الميداني أن قدماء المصريين عرفوا 4 فصول في العام وليس ثلاثة. 

وطالب رئيس الجمعية المصرية للتنمية السياحية والأثرية وزارة السياحة والآثار بالعمل على استغلال الظواهر الفلكية في المعابد المصرية القديمة، ووضعها على الأجندة السياحية المصرية، وذلك أسوة بظاهرة تعامد الشمس على معبد ابوسمبل جنوبي أسوان.