بارقة أمل

حدث فى البنك العربى!

مجدي دربالة
مجدي دربالة

الف‭ ‬باء‭ ‬مبادئ‭ ‬صيرفة‭ ‬يعنى‭ ‬الاهتمام‭ ‬الشديد‭ ‬بعميل‭ ‬البنك‭ ‬الذى‭ ‬يمثل‭ ‬حجر‭ ‬الزاوية‭ ‬لكل‭ ‬مصرف‭.. ‬وهو‭ ‬صاحب‭ ‬الودائع‭ ‬التى‭ ‬من‭ ‬خلالها‭ ‬يبنى‭ ‬اى‭ ‬بنك‭ ‬اصوله‭ ‬وارباحه‭.. ‬وللاسف‭ ‬مازالت‭ ‬بعض‭ ‬البنوك‭ ‬بعيدة‭ ‬تماما‭ ‬عن‭ ‬هذا‭ ‬المفهوم‭ ‬وتتعامل‭ ‬بمنطق‭ ‬التعالى‭ ‬والفوقية‭ ‬وعدم‭ ‬الاحتياج‭ ‬للعميل‭.. ‬ويحضرنى‭ ‬واقعه‭ ‬غريبة‭ ‬شهدها‭ ‬احد‭ ‬فروع‭ ‬البنك‭ ‬العربى‭ ‬بالجيزة‭.. ‬حيث‭ ‬تقدم‭ ‬ناقد‭ ‬رياضى‭ ‬معروف‭ ‬مسافر‭ ‬على‭ ‬رأس‭ ‬بعثة‭ ‬رياضية‭ ‬رسمية‭ ‬الى‭ ‬احدى‭ ‬دول‭ ‬اسيا‭ ‬بطلب‭ ‬للحصول‭ ‬على‭ ‬تدبير‭ ‬عملة‭ ‬اجنبية‭ ‬الأول‭ ‬مرة‭ ‬له‭ ‬هذا‭ ‬العام‭ ‬من‭ ‬البنك‭.. ‬وبدأ‭ ‬الوقت‭ ‬يداهمه‭ ‬دون‭ ‬ان‭ ‬يرد‭ ‬البنك‭ ‬على‭ ‬طلبه‭ ‬وتبقت‭ ‬ساعات‭ ‬على‭ ‬السفر‭.. ‬فاضطر‭ ‬الى‭ ‬الذهاب‭ ‬الى‭ ‬فرع‭ ‬البنك‭ ‬ليفاجأ‭ ‬بأغرب‭ ‬رد‭ ‬من‭ ‬مسئول‭ ‬خدمة‭ ‬العملاء‭ ‬االاستاذة‭ ‬امل‭ ‬مديرة‭ ‬الفرع‭ ‬رفضت‭ ‬منحك‭ ‬التدبيرب‭ ‬تعجب‭ ‬الزميل‭ ‬وهو‭ ‬يستمع‭ ‬لهذه‭ ‬العبارة‭ ‬وسأل‭ ‬سؤالا‭ ‬تقليديا‭ ‬اوما‭ ‬السبب؟‭.. ‬هذا‭ ‬حقى‭ ‬قانونا‭ ‬لتتوالى‭ ‬الردود‭ ‬الاغرب‭ ‬ابدون‭ ‬ابداء‭ ‬اسبابب‭.‬

غادر‭ ‬الزميل‭ ‬مقر‭ ‬البنك‭ ‬ولم‭ ‬يجد‭ ‬مسئولا‭ ‬يشكو‭ ‬اليه‭ ‬وهو‭ ‬عميل‭ ‬بالبنك‭.. ‬وفشل‭ ‬فى‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬احد‭ ‬حقوقه‭ ‬وبلا‭ ‬سبب‭.. ‬والمثير‭ ‬ان‭ ‬هذا‭ ‬البنك‭ ‬كان‭ ‬يعانى‭ ‬من‭ ‬مشكلات‭ ‬دولية‭.. ‬ومن‭ ‬المفترض‭ ‬انه‭ ‬يسعى‭ ‬الى‭ ‬تحسين‭ ‬صورته‭.. ‬ولكن‭ ‬هذا‭ ‬المنطق‭ ‬الذى‭ ‬تم‭ ‬التعامل‭ ‬به‭ ‬لا‭ ‬يوحى‭ ‬بالمرة‭ ‬بوجود‭ ‬أى‭ ‬تغيير‭ ‬او‭ ‬رغبة‭ ‬فى‭ ‬اكتساب‭ ‬ثقة‭ ‬العملاء‭.‬

ربما‭ ‬كان‭ ‬هذا‭ ‬النموذج‭ ‬ليس‭ ‬موجودا‭ ‬بكثرة‭ ‬فى‭ ‬البنوك‭ ‬ولان‭ ‬معظم‭ ‬المنظومة‭ ‬المصرفية‭ ‬تتوارث‭ ‬قواعد‭ ‬عريقة‭ ‬ترعى‭ ‬العميل‭ ‬وتؤكد‭ ‬دوما‭ ‬اهميته‭ ‬لأى‭ ‬بنك‭ ..‬

وان‭ ‬كانت‭ ‬بعض‭ ‬هذه‭ ‬الوقائع‭ ‬لا‭ ‬تقلل‭ ‬مطلقا‭ ‬من‭ ‬حجم‭ ‬التطوير‭ ‬والتحديث‭ ‬الذى‭ ‬طرأ‭ ‬على‭ ‬البنوك‭ ‬المصرية‭ ‬فى‭ ‬ظل‭ ‬اشراف‭ ‬كامل‭ ‬من‭ ‬البنك‭ ‬المركزى‭ ‬بقيادة‭ ‬المحافظ‭ ‬حسن‭ ‬عبد‭ ‬الله‭.. ‬وقد‭ ‬تكون‭ ‬أى‭ ‬هفوات‭ ‬مقبولة‭ ‬بشرط‭ ‬الا‭ ‬تكون‭ ‬مقصودة‭ ‬او‭ ‬ناتجة‭ ‬عن‭ ‬سوء‭ ‬تقدير‭ ‬أو‭ ‬عدم‭ ‬فهم‭ ‬لطبيعة‭ ‬العملية‭ ‬المصرفية‭.‬