أصل الحكاية

الحب يصنع المعجزات

شكرى رشدى
شكرى رشدى

منذ سنوات وفى مستشفى الأمراض العقلية تم حبس فتاة صغيرة فى زنزانة مغلقة داخلها قفص حديدى، لأن الأطباء شعروا أن الزنزانة المغلقة هى المكان الوحيد المناسب لهؤلاء الذين يعانون من حالة جنون ميئوس منها.

وفى حالة الطفلة الصغيرة، لم ير الأطباء أى أمل، لذا تم إيداعها فى القفص الصغير الذى لا يدخله إلا قليل من الضوء.

الطفلة الصغيرة كانت أشبه ما يكون بالحيوان. فى بعض الأوقات، كانت تهاجم الشخص الذى يدخل غرفتها بقوة. وفى أحيان أخرى كانت تتجاهله تماماً.
فى ذلك الوقت كانت إحدى الممرضات كبيرة السن فى ذلك المستشفى توشك على التقاعد.

كانت الممرضة تشعر أن كل مخلوق على الأرض ينبغى أن يتمسك بالأمل، لذا بدأت تأخذ أكلها وتدخل زنزانة الصغيرة وتأكل معها، كانت تشعر أنها ربما تمكنت من توصيل بعض الحب والأمل إلى الفتاة الصغيرة.

وعندما بدأت الممرضة العجوز فى زيارتها، لم تمنحها الطفلة الصغيرة أدنى إشارة تدل على أنها حتى تشعر بوجودها.

وفى أحد الأيام، أحضرت الممرضة العجوز بعض الشوكولاتة إلى الغرفة وتركته خارج القفص. ولم تعط الصغيرة أى تلميح يدل على أنها تعرف بوجود الشيكولاتة، ولكن عندما عادت الممرضة فى اليوم التالى، كانت الشيكولاتة قد اختفت.

ومنذ ذلك الوقت أصبحت الممرضة تجلب معها الشيكولاتة عندما تذهب للطفلة يوم الخميس.

وقبل مضى وقت طويل، لاحظ أطباء المؤسسة أن هناك تغييرا يحدث. وبعد فترة من الوقت، قرروا نقل آنى الصغيرة إلى الدور العلوى.

وأخيرًا، جاء اليوم الذى قالوا فيه لتلك "الحالة الميئوس منها" إنها تستطيع العودة إلى منزلها. ولكن الصغيرة لم ترغب فى الرحيل.

لقد أصبح المكان يعنى الكثير بالنسبة لها لدرجة جعلتها تشعر أنها تستطيع تقديم إسهام جيد إذا بقت وحاولت مساعدة المرضى الآخرين على الشفاء.